إما نحن أو هُم..

الكاتِبة الروائية:. سَحر حَسَب الله

لِما لا نُسافرْ ‏هَرَباً يا أنتَ ..؟

فَهذهِ الأرض لا تَتسِعُ لهويتين

إما نحن-أو هُم..؟!

إلىٰ أينَ نُسافِرُ ونَحنُ مُكتَظينَ بِــ لَبانةَ التَقَاليد…؟

نَقفِزُ عَلىٰ ظِهورِهِم مَثَلاً..!؟

وَكَيف تَحدُثُ تِلكَ المَعضلة..؟

إلصق بَصَرُكَ عَـلى جِلدي وسـِر خَلفيَ..!

//

نَهربُ بَعِيداً جِدَاً خَلفَ طُقُوسُ أيارُ القادِمة،

و وَعْيُ حُزيرانَ،

رَدَاءَةُ الحَمَاسَةِ وَتَرَدُّدُ الوَسَنِ

مَقَاصِدُ التَّطَلُّعاتِ

مَوَطِنُ الضَّنى

رِحْلَةٌ أُخْرى لِلْخَساراتِ الوَلِيدَةِ

يُشْرِفُ الانْدِفاعُ عَلى اقْتِرافِها

حَنِينٌ فَوْضَوِيٌّ

تَوَازُنٌ مُخْتَلٌّ

ارْتِكاسُ اللِّسانِ وَتَهَدُّجُ الصَّوْتِ

وَرَجْفُ اليَدَيْنِ

تَعَرُّقُ العَقْلِ

وَإِماهَةُ الجَسَدِ

تَصَدُّعُ الهَواءِ

لِنفقُ ثروة طائلة مِن الحُبِ عَلىٰ السفر

عَبرَ الشواطئ البعيدة،

لِنرى جبالاً شاهقة ومحيطات لايحدها حد،

ليَتسَكَعُ العُمرَ بِنا عَلىٰ مَهلٍ وَعَلىٰ

غَير هُدىٰ ..!

سَنَهربُ إلىٰ غاباتٍ مغزولةً مِن زَهرٍ وغمام

و أمطاراً من ياقوتٍ

وليلٌ مِن النَهوندِ وَ الرخام

يا من تَتَسلقَ عِروقَ القلبِ

وتسكنُ في العينينِ كسربِ الحمام.!

نَتناولُ وَجبَتُنا الشِعرية في مخبئُنا السِري

بـ (طأطأ الزقازيق) ونَرتشفُ القَليل مِن قَهوةِ الأُم ،

ثُمَ نَطيرُ بَعيداً مِثلُ الحَمام إلى مُدنٍ تَملئها العَظَمة،

تُبعِدُنا عَن فَراسخِ الفُضوليون،

إلى إغفاءةٍ زرقاء تحت الشمس،

والنخلِ بعيداً عن دُجىٰ المنفى قريباً

من حمى أهلِنا،

تشهّيتُ الطفوله فيكَ،

تشَهيتُ التَشبثُ بِكَ مِثلُ الجَنين،

مذ طارت عصافيرُ الربوعِ تجرّدَ الشجرُ

وصوتكَ كان يا ماكان يأتيني من الآبار

أحياناً وأحياناً ينقِّطهُ،

ثُم نَحطُ أرجُلِنا في (دِمَشق) نُوشمُ أثارَ خُطانا في بيتٍِ عَتيق مِثلُ ياسمينة شامية،

نَضطَجِعَ قَليلاً عامٍ أو قَرن نُداعبُ

الفًوتوغرافات بـِثداءَ أصابِعُنا مَعَ أنغامَ

فَيروزَ ،

ثُمّ تَقُلنا حلاِئج الشَوقِ عَلى أجنِحةَ

المَطَر إلى (سَمرقند) بينَ البُرزخِ وهَفهفاتِ المَجاز إلى (الأنُدُلس)..؟

وكُلما عَسعَس الَليلُ بِنا نتبَدَدُ في الكُلِ،

نحومُ مِثلُ طيرُ الفلامنغو نَبحثُ عَلى

صعوبةِ اللجوءِ ،

والحُجُب تُأسرُنا في أرضٍ (أمازيغيةٍ) ،

ثُمَ نَجلسُ فَوقَ نّافذَة(الخَرطومِ) المَائِلة لِمَيَلانِنا والشَمسُ تتثُاءبُ لؤلؤاً ،

والشَوقُ لا يَجِدُ لهُ نَافذَةً ولا شُرفَةً يَافِعةً

تَفهَمُ انكِسارَ الضّوء عَلَى مَعدَنهُ،

ليُشرع صَباحَاتهُ و لَيالِيهُ لَنـا،

فَنَصلُ (لـ بَغدَادَ) عِشُنا الابدي’

الَذي تتكاثرَ فيهِ القَصائدَ ونِسلُ المَطر،

نَصلُ إلى مقهى الأورفلي نُمَررُ

أيادينا عَلىٰ جِنحَ الرصافة ثُمَ نُقَبلُها،

وَ نَتوجهُ إلى مبنى سينما (السندباد)

نَرتَشفُ الشــاي العِـراقي هُناكَ،

مَع المُشاةَ المُسرعينّ،

والمنَاخُ مُناسبٌ لِنَسمعُ اُغنيةَ فوگ النَخل فوگ،

ثُمَ نَصعد ونَهبطُ في الأجواءَ, خفيفان مُتمَحضان،

لا أرضيينَ ولا نهائيينَ،

نَرقُصُ ألافَ العقُودِ خَلفَ أُغنية،

نَفتحُ النافذة فَنصبح مُمتَدين للسماء والبنايات والناس والنهر الذي يلتمع في الأفق،

تتشَربُنا الحياة كإنَنا سِرُها,

انتظرتكَ حربًا كاملة

آلافَ الجياعِ والقتلى

وقصيدةً تنموا

أسفلَ الباب الذي لا تطرقهُ أبداً

ثُمَ أمشي إليكَ وفيكَ وبِكَ وأولدُ من نِطفةً

السَفرِ الَتي لا أراها إلا بِكَ,

وألعب في ليلٍ و القمر،

لماذا نحاول هذا السفر..؟

وكل البلاد مرايا وكل المرايا حجر ..!

لِماذا لا نُهيمُ في بَحرِ الشِعر

لماذا لا نحولُ هذا السفر لـ أبياتَ غزلٍ لعل (فلسطين) تَفرُ مِن معاناة السَهر..؟

وكَما قالَ ( فارو ق جويدة )

لماذا أراكَ على كل شيء

كأنكَ في الأرضِ كل البشر

كأنكَ درب بغير انتهاء

وأني خلقت لهذا السفر..

إذا كنت أهرب منكَ -إليكَ

فقولَ لي بربكَ أين المفر…..

شاهد أيضاً

بإشراف الدكتور نوفل أبو رغيف دار الكتب والوثائق تحتفي بمئوية محمد شمدين تعزيزًا لثقافة التعايش السلمي في العراق

برعاية وزير الثقافة والسياحة والآثار وباشراف الوكيل الأقدم للوزارة د. نوفل أبورغيف، احتفت دار الكتب …

error: Content is protected !!