الفضّي هو مزيج من الأسود والأبيض، يرمز إلى الإشعاع والتفكير والسلطة، ويحقّق الانعكاسات الضوئيّة، ويمتلك تأثيراً نفسيّاً قويّاً على الناظرين إليه، بل يعدّ مصدراً للإلهام، ويحقّق التوازن ويضفي الشعور بالهدوء. وفي هذا الإطار، تطلع اليك من المهندسة الداخليّة سارة شاتيلا على خصائص اللون الفضّي، وكيفية توظيفه في الديكور الداخلي.
على الرغم من كون الفضّي لوناً ثانويّاً، غالباً ما تتركّز نصيحة مصمّمي الديكور إلى استخدام نسب بسيطة من الفضّي، في لعبة الديكور اللونيّة، لأنّ قدرته على عكس الضوء في المساحة، مهما كانت الكمّية المستخدمة منه ضئيلة، واضحة.
يُضاعف الفضّي حجم المساحة التي يحلّ فيها، الأمر الذي يخوّله أن يكون أكثر الألوان تداولاً في التصميم الداخلي، فهو يضيف الضوء والحيويّة، ممّا يجعله محطّ الأنظار أينما يحلّ.
عند الحديث عن انعكاسات الضوء ومضاعفة المساحات، بوساطة الفضّي، الأمر لا يقتصر على توظيف اللون في القماش، بل في المعادن والمرايا، فالأخيرة ذات اللون الفضّي هي الأقوى في تجسيد وتحقيق انعكاسات الضوء وتكبير المساحة. والمرآة، إنْ وضعت إلى جانب الجدار، يمكن أن تكبّر المساحة، بصريّاً، إلى ضعفَي حجمها الأساسي. وبطبيعة الحال، نقص الضوء في أي مساحة يؤثر سلباً في العناصر المتوافرة في الغرفة، لذا يُنصح باستخدام المرايا، ووضعها قبالة النوافذ. وفي حال كانت الغرفة تفتقر إلى النوافذ والإضاءة الطبيعية، يمكن وضع المرايا ذات اللون الفضّي خلف المصابيح على الأرضية أو الطاولات.
الفضّي هو الرمادي البرّاق، لون حيادي سهل الاستخدام والتوظيف مع غيره من الألوان، بطريقة جذّابة، وحاضر بخاصّة في صنع العديد من قطع الديكور والأثاث والثريات ووحدات الإنارة، المعدّة من الكريستال والزجاج، بالإضافة إلى ورق الجدران، وكذلك الأقمشة الخاصّة بالمفروشات. ويفترض أن يأتي استخدامه في صورة ثانويّة، إلى جانب لون آخر من ضمن قائمة الألوان الداكنة، مثل: الأزرق أو الأسود أو البنّي، وذلك حتّى يحقّق الهدوء في المكان، ويمدّ شاغله بشعور مريح، حسب المهندسة.
استطاع الفضّي أن يثبت وجوده في التصميم المعاصر، فهو بديل ناجح عن اللون الذهبي، ويعزّز الشعور بالفخامة والأناقة، بطريقة عصريّة، عند استخدام عناصر كالمعادن في الإكسسوارات، ووحدات الإضاءة المحمّلة به، والأقمشة…
الفضّي في التصميم الداخلي
تكثر استخدامات الفضّي في التصميم الداخلي، كونه من الألوان الرائجة التي استطاعت أن تثبت تأثيرها بشكلٍ ملحوظٍ، سواء في التنسيق التصميمي أو في المناسبات أو في الأثاث المنزلي وإكسسواراته والديكورات فيه.
تشتمل الإكسسوارات المنزليّة الفضّية، على: إطارات الصور، التي يجعلها اللون مشعّة وبارزة أكثر، بالإضافة إلى الشمعدانات أو حوامل الشمع. فالفضّي يمتاز بعكس الضوء، وبالتالي من الجذّاب مزج إضاءة الشمع واللون الفضّي معاً، ممّا يحقّق التناغم القوي بين الإثنين.
بما أنّ اللون الفضّي لافت للنظر، يُنصح بالإفادة منه عند الرغبة في إبراز أي قطعة أو زاوية يُراد منها مضاعفة عامل الجاذبية فيها، لا سيّما طاولة الوسط، التي تتحوّل إلى نقطة مركزيّة في الديكور، وإلى محطّ الأنظار، بحيث تدور كلّ عناصر الغرفة حولها.
قواعد الطاولات والمفروشات الفضّية، الممتزجة مع مواد أخرى في التصاميم، كالزجاج أو الخشب، تحقّق إطلالة معاصرة للمواد المستخدمة، علماً أنّ الفضّي يشكّل عنصراً حيوياًّ.
لا للمغالاة
تشير المهندسة الداخليّة سارة شاتيلا إلى أنّه أحياناً يقع البعض في فخّ استخدام اللون الفضّي، عن طريق المبالغة في توزيع عناصر ومفروشات محمّلة به، وبالتالي يفقد قيمته وجماليته. فعند استخدام كمّ وافر منه، قد يولّد اضطراباً في الرؤية. ولإبرازه بشكل جذاب والاستفادة من فوائده المذكورة سابقاً، يجب تحديد الأماكن القليلة التي سيحلّ فيها.
وتشرح كيف أنّ الألوان الداكنة، كالأسود أو الكحلي، إلى جانب اللون الفضّي، تضيف طابعاً دراماتيكيّاً بعض الشيء إلى المكان، أما زيادة ألوان «الباستيل» الفاتحة كالأبيض والزهري فتطبع المكان بطابع منعش حيويّ. لذا عند تصميم صالة استقبال رسمية تُضاف الألوان الداكنة إلى جانب المعادن الفضّية؛ أما عند استخدام الفضّي في غرف الجلوس والنوم والأطفال، فتنصح بإضافة الألوان الفاتحة معه، لافتةً إلى أنّ الجوّ الدراماتيكي غير ملائم لأسلوب حياة القاطنين اليومي، ويؤثّر سلباً في راحتهم النفسيّة.