قد يتفلّت تصميم غرفة نوم الطفل من القيود التي يفرضها الاشتغال على مساحات أخرى في المنزل، كركن المعيشة أو صالة الاستقبال، ويتضمّن ألواناً مفعمة بالحيوية وجمعاً بين الأنماط، بالانسجام مع أهواء شاغل الغرفة، في هدف نهائي يتمثّل في خلق مساحة تحثّه على التخيّل وتلهمه وتنمّي مهاراته وتشوّقه لقضاء الوقت فيها. وفي هذا الإطار، اليكِ من مهندسة الديكور نجاة الحاج على إرشادات تصميم غرف نوم الفئات العمريّة الصغيرة وحتّى المراهقة، سواء كان شاغل المساحة ذكراً أم أنثى.
تقول الحاج إنه مع الاهتمام بالرسوم الكرتونية المبهجة التي تجذب الطفل، الذي يفضل أن ترافقه في مساحته، هناك عوامل عدة تتطلب إيلاءها أهمية في المكان، وتتركّز على:
• البساطة: الديكور البسيط في المساحة هو ناجح بالطبع، بخاصّة مع إيداع مساحات فارغة قد تستوعب في وقت لاحق قطعة أثاث أو إكسسوار إضافيّة.
• السرير المنخفض: هو مناسب لكل الأعمار الصغيرة، لدوره في توفير الأمان.
زاوية القراءة: إذا سمحت المساحة بحضورها، تؤثّث بمقعد منخفض مريح (بوف)، مع حسن اختيار الإضاءة لها، وتوزيع الرفوف بالتناسب مع طول الطفل، وذلك حتّى يعرف الاستقلاليّة، ويصل إلى أغراضه من دون طلب المساعدة.
• مساحة اللعب: يُستحسن إضافة عناصر تضفي المرح وتفرّغ الطاقة في الغرفة، مثل: لوح كبير للكتابة عليه، أو حبال لتسلقها، أو خيمة للقراءة فيها أو أرجوحة.
• الإضاءة: دورها رئيس في الديكور، وينسحب الأمر على غرفة نوم الطفل. وفي هذا الإطار، تدعو الحاج إلى تسليط الإضاءة على المساحة العلوية من السرير، وأسفله، وإلى اختيار أشكال للإضاءة تتيح للطفل التخيّل، كأن تتخد هيئة نجوم تضاء في العتمة، أو تضاف المادة البرّاقة إلى وحدات الإضاءة.
• المساحة الفارغة: يجب استغلال كلّ زاوية من الغرفة، حتّى يتاح للطفل أن يتحرّك بسهولة فيها. وفي هذا الإطار، يختار زوجان من الأسرة يوضعان فوق بعضهما البعض، في الغرفة الضيّقة التي يشغلها طفلان، حتّى يتسنّى لهما اللعب.
• وحدات التخزين: من المهمّ توفير وحدات التخزين في غرفة نوم الطفل، مهما كان عمره، لأنّ في هذه السنّ تكثر الملابس والأغراض وأدوات المدرسة… لذا، يزوّد السرير بأدراج في جزئه السفلي أو يتركّز الاختيار على خزانة متعدّدة الدرف والأدراج، مع الاستعانة بالرفوف المكشوفة أو الخزائن الصغيرة المغلقة، ما يساعد في الحفاظ على المساحة مرتّبة.
• ورق الجدران: يضفي الجاذبيّة على الغرفة، ويمدّ ديكورها بالحيويّة، بخاصّة إذا كانت نقوشه غير مبالغة، وبالتالي هو «يهدّئ» الألوان القويّة (المبهجة) المستخدمة. إشارة إلى أنّه في حضور ورق الجدران ذي الطبعات القوية (أو الخفيفة)، لا يتحمّل السطح عندئذ الرفوف (أو الخزائن).
ألوان رائجة
تلعب الألوان دوراً بارزاً في حياة الصغار، لكن القاعدة التي كانت تحدّد الزهري للبنات والأزرق للصبيان أمست من الماضي. وبالمقابل، يستحسن الاطلاع على مروحة الألوان الجذابة المعاصرة الرائجة، ومنها: الأصفر والأبيض والأزرق والأخضر النعناعي والبنفسجي الداكن، بالإضافة إلى كل الألوان البوهيمية كالكراميل والزهري والألوان الترابية والطبيعية التي توحي بالأدغال، مع التفكير في استعمال الألوان التي يمكن دمجها مع بعضها البعض. توظّف الألوان في التفاصيل، ولا سيّما مفرش السرير والستارة والسجادة والإكسسوارات، بعيداً من قطع الأثاث الثابتة.
إذا كان ولد وبنت يتشاركان الغرفة عينها، فإن الألوان التي ترضي الجنسين تشتمل على: الأخضر والبنفسجي والأبيض والأصفر والأزرق الفاتح، حسب الحاج. أمّا في الغرفة الضيّقة فتلعب الألوان دور البطولة عند حسن توظيفها حتّى توحي بأن المساحة أكبر حجماً، ولا سيّما الفاتحة منها، مع توزيع المرايا والتقنين في عدد المفروشات، واختيارها متعددة الاستخدامات.
غرفة نوم تعكس اهتمامات شاغلها
يحتاج كلّ من المراهق والمراهقة إلى التوكيد على هويّته في المساحة التي يشغلها، مع ميل إلى اختيار ألوان قوية داكنة، ولا سيّما الأسود والفوشيا. وفي هذه المساحة، تدعو الحاج إلى استخدام الألوان المرغوبة على جدار في المساحة، يتضمّن أعمالاً فنيّة تعكس أهواءه، مع إضافة التفاصيل، كـ «بوف» يتخذ هيئة غير مألوفة، أو كرسي متعدّد النقوش والألوان. عادة، تعكس الغرفة التي تمثل مكاناً للنوم والدرس وتزجية الوقت أهواء شاغلها، وبالتالي من الضروري أن تحتوي على غرض واحد على الأقلّ يعبّر عن اهتماماته، أو أن يتجلّى ذلك في الديكور (ورق جدران عن كرة القدم، مثلاً)، بالإضافة إلى حضور أماكن التخزين، حتى يحافظ على ترتيبها، مع أفضليّة للأثاث المخفي ومزدوج الاستعمالات فيها، كسرير يتحوّل إلى صوفا، وطاولة المكتب تتفرّع من مكتبة.