القوة والضعف

د. نبراس المعموري

“فهمت اخيرا ان القوة ليست نقيض الضعف “
ترتبط الاشياء والمفردات مع بعضها رغم اختلافها وتناقضها ، ان تكن قويا لايعني انك لست ضعيفا ، لنناقش معا عبر خطوط افكارنا وتفكيرنا معنى ان نكون ضعفاء واقوياء بذات الوقت. جدلية القوة والضعف.. ثنائية النقائض المتصقة في حياة نظمها الله على خروج الخبيث من الطيب والطيب من الخبيث .

يصف البعض فلان بالقوي والاخر بالضعيف لكن هل يكتمل الفرد بوصف واحد؟ اما اسود او ابيض ؟ طبعا.. لا .. فالخلق مختلفون كما في الفرح والسعادة والحياة والموت ، الضعف يغذي القوة ومن يدرك ثغرات ضعفه يدرك ايضا انه تمكن من معرفة الداء والدواء .. فالقوة بمعرفة سلبياتنا لا بالسكوت عنها ولنا في السيد المسيح والحسين وجيفارا نماذج بشخصيات انتصرت بضعفها المؤمن بقظيته .. لنتعامل مع السلبيات ونعالجها باحتوائها بشكل لايعيق حياتنا ، ومعرفتنا بالاخطاء عند ارتكابها قوة.. فنتعلم من فشلنا و ندرك اننا لسنا معصومين من الفشل . فالكمال لله تعالى.

نحتاج لان نثق بانفسنا لنعرف لغة التواضع والتسامح تجاه ذاتنا وتجاه الاخرين ، نحتاج ان نحد من سيئاتنا ونغير منها بالحد منها ايضا والاستعانة بمن ينصحنا ، نحتاج للكثير.. نحتاج لبعضنا البعض ، افكار تدرجت بدأت بالقوة والضعف والتناقضات اللصيقة بها دخلت صميم حياتي بل حتى صميم حبري وورقي ورغم ذلك احببت فكرة الاعتراف بان الضعف قوة ان عرفنا صولاته وجولاته وميادين استقراره..

لنبحر معا في كيفية التكيف والتعامل والشعور بالفخر اننا في الطريق الصحيح ، تشابهنا كبشر واختلفنا بالمسميات والادوار لكننا جميعا لم نختلف كوننا اقوياء وضعفاء بذات الوقت ، رسالتي لمن يشعر بالضعف انت لست ضعيفا لكنك لم تبحث عن جوانب القوة فيك ، ابحثوا من جديد حتى اولئك الذين اصروا على انهم اقوياء فانتم ضعفاء قد لاتشعرون لكن تحتاجون من ينبهكم بذلك .
لنفكر كيف نستفيد من المفردة ونقيضها والرأي ونقيضه .