حيدر حسين سويري
قصة قصيرة
- ما بكِ سهام؟! ما لكِ تصرخين على غير عادتك!؟
هكذا تكلم أستاذ فلاح باستغراب مع زميلتهِ سهام، عندما رآها تخرج من غرفة المدير صارخةً وبصوتٍ عالٍ …
- لقد نسي انهُ كان زميلاً لنا، وإننا من اختاره بعد إحالة مديرنا السابق على التقاعد؛ لقد نسي كل هذا وأصبح ينظر الينا وكأننا عبيد عنده!
- هل تقصدين وسام؟
- نعم إنه هو، وهل يوجد فض وحقير وقبيح وخبيث و ……
- يكفي يكفي، على مهلكِ، تعالي معي الان، وأخبريني ما حصل
تذهب مع فلاح وتجلس، يعطيها قنينة الماء فتشرب، وتحاول ان تتكلم لكن فلاح يطلب منها الهدوء، ويقول لها:
- العنف لا يولد الا تصرفات قد نندم عليها فيما بعد
هنا يدخل المعاون ويقول: لقد أصدر وسام كتاب نقلك الى دائرة أخرى، وسوف يرفعه الى المدير العام!
- ليفعلها وليرى ماذا سأفعل!؟
- لن تسطيعي فعل شيء… ولكن اسمعي لفلاح واتركي هذه اللغة
تنهد فلاح وقال بهدوء:
- ألم أقل لكِ اضبطي أعصابك واغلقي فمك؟!
- ألم ترى ماذا فعل؟
- سوف يتراجع عن قراره
- ماذا؟ كيف؟ لقد قال المعاون أنهُ أصدر امراً
- لا عليكِ هو صديقنا ونعرف أسلوبه
- وما هو أسلوبه؟
- ان تتكلمي معه على انفراد
- ماذا تقصد؟
- لا أقصد سوءً، أقصد أننا نعرف طبيعته، فهو خجول جداً ومتعاون جداً لو كان الطلب منه على انفراد، لكن مع وجود طرف ثالث (أياً كان) فهو كما رأيتِ
- ماذا؟ نعم لقد كان المعاون حاضراً
- وماذا طلبتي انتِ؟
- إجازة لمدة ثلاثة أيام لأداري أمي فقد عملت عملية
- الموضوع بسيط جداً، أفعلي كما قلت لكِ
- بعد كل هذه الالفاظ والاهانات التي أطلقتها في وجهه؟
- قلت لك، سترين شخص أخر
- وهل أذهب إليه الآن؟
- لا اتصلي به بعد العشاء
- سوف أفعل ذلك
في الليل وبعد العشاء، وقفت حائرة خجلة مما فعلت، ولم تستطع الاتصال والكلام معه، بسبب كلامها الجارح والمهين معه، فقررت مراسلته، وبعثت رسالة واحدة قالت فيها:
- السلام عليكم أستاذ، أنا أسفه على ما بدر اليوم مني، لكن مرض أمي أفقدني رشدي… أتمنى ان تتقبل اعتذاري
فجاء الرد مفاجئاً:
- لا عليكِ، أنتِ أختٌ عزيزة… واعتبري كل شيء قد انتهى، تسطيعين الذهاب الى أمك مع ارسال سلامي لها، وتمنياتي لها بالشفاء العاجل
فاجئها الرد فاتصلت بفلاح مباشرة وقالت:
- أستاذ فلاح اشكرك جداً لقد انتهى كل شيء
- هههههههه ألم أقل لكِ، هذه هي شخصيتهُ فتعلمي كيف تتعاملين معه
- لكن لماذا؟
- لماذا ماذا؟
- لماذا هو يفعل ذلك؟
- لعلها شيزوفرنيا خاصة