الروائية: سَحـر حَسَب الله
أيُهـا الاستثنـائي العَنيـد،
يـا مَن رَمـاني بحُبّهُ ثُمَّ تلاشَـى كالسَّرَابِ .!
/أعرِف هـِدوئـُكَ الـجـَمـيـل وَحـُضـورُكَ الـمنـقـطـع أعلَـم هوَ نـوع مـّن أنـواع الـفـَخـامـة،
لَكِن ما ذَنـبي ..?
أنا لا أستَطِع تَتَبُع أثَر خَطَواتُكَ عَبَثاً،
أنا مُصابةٌ بِكَ هَذيانـي و هوسـي أنتَ،
أطلُب مِنكَ أن تُعالجَ أُنثى مُصابةٍ بِرَجلٍ صاخب،
دَوائي هـوَ أُن تَجـلُس أمـامَ عينـي
الذَبِلـة الَتي لا تَرى سِواكَ،
والَتي تَبتَسِم عـِندَ رؤياكَ،
وأن أتَكَورَ وأنصَهـِر بَينَ فَراغ أصابِعُكَ،
هُناكَ يَنحَصِر الأمان
لذلكَ ضَع يَدُك عَـلى يَدي
لإنـي أشعُرَ بالخَوف،
أنـا جائِعة إليكَ أودُ التَشَبُعَ مِنكَ
كـأرضٍ عَطشـى تَحتاجُ لِقَطَراتَ المَـطر،
كالطِفلةَ التَي تَحتاجَ لإكنـِفةَ أُمُهـا،
هَكـذا أحتاجُكَ،
عِنـدما أراكَ بِقربـي أشعُـر إنَ الرجُـولة بِخير،
والمَواعـيد الغَراميةَ بِخَـير،
وحُب قَـرن الواحـِد والعِشرين بِخَير،
ولا أجـد سَبَب لِدَوران الأرض،
والقَصائد ما زالَت تَتَنَفس،
والأغانـي لَـم تُخطئ بِوَصفِها شِموخِكَ
أحُـبُ النَظَـرَ إليكَ عَن كَثَب ،
مِن كُل جانِب،
كُلَما نَظَرت إليكَ أكثَر،
كُلَما صُرتُ أصغَرَ سِنـاً
والشَيخوخةَ في مَهبِ الريح،
والثَلاثونَ عامــاً كأنهما فـي الأمس،
أحُب النَظَـر لِساعتُكَ الَتي كُلما
أسمَعَ تكاتِها تَكـة تَكـة تتضاربَ دقاتَ قَلبـي كـ الناقوس،
لِجلدُكَ الشَفاف الَذي يَشبَهَ الرُخام تَظهَر الأورِدة مِن خِلالَهِ،
لِقصةَ شَعـرُكَ الحَريري،
لِغمازَتيكَ اللَتينَ تَشبَهان مَعبَدَ
مَصـر القَديم،
خُلقت لإجلي لإمـوتَ وأُحَنَطَ
فيهُمـا،
أنظُـر لِفراتَ عيناكَ كَـأنَهمـا بَحـراً تَتَصارعَ فَوقَ سَطحهِ الأمواج،
وبَـينَ دَفـاتِ أهـدابُكَ أرى الليلَ يَسبَحُ،فـي ساجيتهما العَذِبـة،
أمـا العُـطر الَـذي يَفوحُ مـِنكَ كـ بِدايَةَ دُخولَنا لِفَصل الرَبيع،
تَعجُ مِنهُ روائِح مُختَلفة رائِحة الوَرد،والرُمان،والأعشاب،
والخَوخ،وندى العِنب،
الَذي يَنسَدِل بِبُطء من فوقَ الإمائةَ السِحرية،،
كـَعُـطر النَيروز تَـفوحُ منكَ مَحافِل الأفَـندر،
ضَعـني تَحتَ مِعطَفُكَ لَـو سَمَحتَ لِمُدةِ ثانيتين، أستَعيد ما ماتَ منـي قَبلُكَ وأخرُج..؟!،
ضَعنـي فـي جيبُكَ الداخِلـي،لإشُمُكَ عَن قُرب،أتَحَسَسُكَ ،
أودُ أن أنتشئ بِكَ حَـد الثَمالةِ,
أودُ الغَرَقَ فيكَ دونَ النَجاةَ،
أودُ الخُلودَ فـي قَلبِ الرَجل الشَرقـي المُختَبئ تَحتَ القَميص،
كُل ما فيكَ يومئ ليَرشُدُنـي إلى ثُغرُكَ المُبتَسِـم أيُهـا النَرجـسي،
تَهـَود وإقتَرِب لإفتَرسُكَ بِحَديثـي
الَمختبئ حَتى مَجيُكَ،
قَلـبي كـ بُركانٍ أُغلِقت فوَهَتَهُ،
أنتَ البُـن فَـلا قَهوةٍ تُصنَـعَ دونَـكَ
أنتَ أحد الفـُصول الأربَعة وَ دونَكَ لا تُفتَحَ السَنة أبوابِها بِوجهِ الأثنى عَشر شَهراً،
أنتَ مُقَدمـة فـي روايةٍ تَبريزية فَكيفَ يَتَمَتَعَ القارئ دونَ مَذاقكَ الكَوثـر..؟
أنتَ سَحـابَتـي وَ وِسادَتـي،
أنتَ فَجري الَـذي يُفتَحَ لِلنَهار أبوابهُ
ونافِذتـي الَتي تَطُلُ عَلـى لياحَ الصَباح،
وأنتَ الشَفَق الأخير الَذي يُغلقَ أبوابَ النَهارَ بعِدَ أخر وجهٍ يراهُ هوَ وَجهُكَ المُدَور الَذي يَشبَهَ الزَمهَرير،
لا حُـلم دونَ أن تُراوُدنـي بِظِلِكَ المُشِع،
حَتـى بَحـتة صَـوتي تَحكـي عَزفاً شَرقياً حيـنـما نَجلُس ونَحكـي عَين بِعَين في مَقهـى العاشِقين ،
يأسُرُنـي الذَكـاء لَكِنَنـي أحتـاجُ حَنَانُـكَ..!؟