د. نبراس المعموري
“قيل لفرعون ما الذي فرعنك قال لم اجد من يقف بوجهي”
شهد العالم باسره بقرونه وسنواته ثورات وتغييرات كثيرة ادت لوصول زعماء وملوك وامرا باسماء وتوجهات مختلفة ، لن ننس الثورة الاوربية في القرون الوسطى وتمردها على الكنيسة وقدرتها على نقل البلاد من حكم الدين الى حكم المدنية، و بدأ مرحلة النهضة الاوربية ولايختلف حال اوربا عن غيرها من القارات والتاريخ حافل بمسميات الانتفاضات سواء لتغيير الحاكم وتحسين احوال البلاد اقتصاديا ومعاشيا او لطرد الاحتلال .
بلادنا العربية ليست بعيدة عن كل هذا ورغم توزعها بين قارتين الا انها اتفقت في تاريخ ثوراتها ، فتجدها في خمسينيات القرن الماضي انتفضت بمقارعة الاستعمار وتعلن الاستقلال وتاتي بزعيم من اهل البلاد فالاقربون اولى بالمعروف لكن لم يكن في حسبان تلك البلاد ان الاقربون الذين هم اولى بالمعروف سيستبدوا ويطغوا ويتفرعنوا ويتبسمروا على الكرسي سنوات طوال وصلت الى النصف قرن مستخدمين شعارات ثورية تارة عاطفية تارة اخرى صراخية في تارتها الثالثة ، وظلت تلك الشعوب تستمع لخطاب الرئيس منقادة مسيرة لامخيرة ،وتحول الزعيم الى فرعونا لايقف احدا بوجهه ولم يتخيل ان البحر الذي اغرق فرعون مصر سياتي يوما ويغرقه هو ايضا .
بدأت الالفية الثالثة بتغيير العراق بترسانة حربية ضخمة وفرحنا فالشكولاته والستلايت والموبايل اضافة الى الموز والبيسبسي انتشرت بشكل لافت للانتباه وبدل الصحن الواحد على سطح تلك المنازل المتهالكة اصبح هناك صحون تنتظر الانطلاق نحو الفضاء بعد ان اعطاها الامريكان شارة الانطلاق ، لم يتعض احد مما حصل لمن سبقهم ونسوا او تناسوا ما كانوا عليه وما انتهوا اليه وتعاركوا واختلفوا واتفقوا وخططوا المكائد لعلهم ينالوا الجزء الاكبر من الكعكعة ، ماحصل لدينا قد يقول البعض مبرره ان التغيير جاء من الخارج وليس من الداخل ؟ لكن كيف الحال بالتغيير الذي حصل ببعض البلدان العربية وقناعتهم بانهم ابطال استطاعوا ازاحة حكم الدكتاتور بارادة شعبية واحييهم على هذه القناعة لكن.. ان استطاعوا خلع الفرعون لماذا يخلقون فروعنا اخر والمصيبة هذا الفرعون معروف بتطرفه الديني وتخبطه اللاعقلاني البعيد عن المدنية ؟ الفراعين تتكاثر ولم تجد من يحد من تكاثرها وان كنا امام فرعون واحد فاليوم امامنا اعمام وخوال الفرعون فوجههم تعلم ان لايقف امامه احد وان وقف فياويلك وسواد ليلك فالمقابر الجماعية موجودة ولديهم خبرة من الذي سبقهم .
ليعلم الجميع بان ارضنا ومحيطنا على فوهة بركان وان زعماء اوربا وامريكا ادركوا الى اي حد سيكون التغيير لديهم واي نوع من التغيير يريدون، فاخذوا الايجابي وصنعوا لنا النوع الثاني السلبي، فتفرعنوا على الغير بالطريقة التي يريدونها، واخذوا مايقومهم وينجحهم وتركوا للاخرين مايجعلهم ضعفاء متهالكين .