المرأة بين التمكين والتهميش

رؤى درويش

تعاني المرأة العربية والعراقية خاصة من ظاهرة عدم اعلان نجاحاتها وما تحققه خلال مسيرتها المعقدة , فكثير من حالات النجاح التي تحققها النساء لا يتم التحدث عنها او حتى ذكرها في الاعلام او مواقع التواصل الاجتماعي الا بشكل هامشي قد ترافقه حملات تشوية او تنقيص او ذكر بعض الجوانب التي تقلل من اهمية هذا النجاح.

فالمرأة لم تزل الى يومنا هذا تقاس وفق معايير شكلية منفصلة عن القدرات العقلية والمهارات التي تمتلكها, فهي الام التي تدير منزلها باحسن وجه وهي العاملة المتفوقة في مجال عملها. ففي الريف تناط بالمرأة مسؤليات اخرى ( حسب طبيعة النظم الاجتماعية هناك) تشارك بها الرجل او قد تحمل اعباءا اكثر منه , و يعتبر ذلك او يندرج ضمن المهام الاساسية لها وليست الاضافية!!!! و قد تعنف ان ابدت اي تقصير , مع انها وحسب وجهة نظر محايده غير ملزمة بتادية هذه الادوار!!! اما في المدينة وبفعل التدهور الاقتصادي والامني وضعف مفاصل الدولة , اضيف لها اعمال اخرى , فالحروب وما خلفته من ارامل وماسبتته من اعاقة جعلت فئة كبيره من الرجال عاجزين عن العمل مما اضطر المرأة ان تاخذ دورا مزدوجا نجحت من خلاله في ادارة البيت وبعض الاعمال التي تمنحها ديمومة الحياة . ان ما يعانية البلد من كساد اقتصادي مع تزايد متطلبات الحياة و التطور التكنولوجي الذي نعيشة ,ارغم المرأة الى العمل خارج المنزل كدخل اضافي , ممازاد من دورها في المجتمع باعتبارها مشارك رئيسي وفعال .

لقد ساهم ضعف الدور الحكومي و غياب التنظيم الاسري جعلنا نلاحظ ان الكثير من العوائل التي هي تحت خط الفقر تمتاز بزيادة عدد الاطفال مع عدم توفر دخل مالي منتظم للاسرة مما يضطر الكثير من النساء الى العمل في الخارج ( كمدبرات منزل) بسبب عدم امتلاكهن المؤهلات التعليمية الكافية للعمل بشكل منتظم في مجالات عمل اخرى. وهنا يتحتم علينا ذكر الخريجات ومطالبتهن بالتعيين وفق تهميش حكومي يصل لدرجة التعدي , بالرغم من ان توفير فرص العمل هي حق لكل مواطن يجب على الدولة ان توفره. وحسب البيانات الصادرة من منظمة العمل الدولية , فقد بلغت نسبة مشاركة المرأة العربية في سوق العمل % 18.4 , وهي المعدل الادنى في العالم . كما ان تواجد النساء في المناصب الادارية متدن في بلداننا , حيث ان نسبة %11 فقط يشغلن مناصب ادارية , وتنفق المرأة في العمل غير الماجور ساعات طوال تزيد خمس مرات عما ينفقه الرجل في اعمال الرعاية غير الماجورة, فيماتبلغ نسبة بطالة المرأة حوالي %15.6 وهي ثلاث اضعاف المعدل العالمي.

وفق كل ما تم ذكره من عوامل واسباب يجعلنا نفكر في كيفية تهيئة المرأة وهي في مرحلة الطفولة لكي تكون في المستقبل امراة قوية ومثقفة , تستطيع ان تاخذ دورها باتقان واحترافية, عن طريق زرع الثقة فيها وبناء شخصيتها بالشكل الذي يمكنها ان تواجه المجتمع بثقة وقوه , والاهتمام بتعليمها وعدم اعطاء الاولوية للرجل فقط في التعليم اعتمادا على مقولة( ان البنت نهايتها بيت زوجها فما الغرض من تعليمها والانفاق عليها)!!!!!

لا يتوفر وصف.

شاهد أيضاً

ازمة لبنان تعبر خطوط الإنذار

العاصمة بيروت تتعرض للقصف الجوي من العدوان الإسرائيلي ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى َوتهجير …

error: Content is protected !!