حوار الأديب والإعلامي جمال برواري
مع الشاعر عصمت شاهين دوسكي
* الطبيعة الكوردستانية واللحن المغربي المتميز بالرقة والحنان يمس شغاف القلب .
* الأدب الكردي يتجلى بين الرماد والنار بين الحلم والواقع بين الركود والطموح .
* قصيدة ( أحلام حيارى ) عمل فني إنساني شامل امتزج فيه جمال وإحساس وفكر.
* المرأة تنفرد بالحب والألم وتحمينا من الاحتراق .
* أحلم أن يعم الحب والسلام والتعايش والتسامح بعيداً عن القتل والفتن والتفرقة والتدمير وصناعة الحرب والخراب والتهجير .
يعد الأديب الشاعر عصمت شاهين الدوسكي من الأدباء الذين يحملون هموم الإنسانية المتجلية في قصائده فالقصيدة لديه ليست إناء فينيقياً فخارياً تنتهي بمجرد قراءة الكتابة عليه ،ليست مادة منتهية أو زمناً ضعيفاً ميتاً فهي عالم يمتد عبر كل الأزمنة والأمكنة ومضامين قصائده تنسحب على كل العصور ، وتعتبر حدثا شعريا خارجا عن سلطة القيد والموت فمن حجم الحزن والفرح يعرف حجم الحرية الإنسانية والطعنة الإنسانية ومن حدة الحرب والهجرة والخراب والدمار والفراق والشوق والحنين فهو يعرف أبعاد غربته الروحية والجسدية ، يرسم ملامح الحقيقة على الورقة الصماء في تحد كبير في وجه العصر ، يحدث ضجة في نظام المشاعر والإحساس والفكر والأشياء ويعيد ترتيبها ، يمزق لباس الخرافة والتقاليد والروتين والركود ،تخرج حروفه من رحم المعاناة والفجيعة والفكر والحس الراقي ، صدر فيديو كليب لقصيدته ” أحلام حيارى ” التي ترصد المعاناة الإنسانية العصرية بين عوالم الحرب والخراب والدمار والتهجير والنزوح والاغتراب التي لحنتها وغنتها الفنانة المغربية المتألقة ” سلوى الشودري ” وبجهد فني عالمي تم تصويره وإخراجه وإنتاجه ، التقينا به فكان هذا الحوار .
حوار الأديب والإعلامي : جمال برواري
* كيف كانت بداية السفر الشعري ؟
– برغم إن الأديب عامة يخشى السفر داخل نفسه وفي نفس الوقت في بلادنا حديث النفس مكروه ويعتبر نوعاً من الغرور والنرجسية ويبقى صمت النفس والصمت الأدبي مركوناً بانتظار حفلة تأبينية بين الحاضرين والنقاد ولكنني لا أسمح أن يدفن صمتي معي ولهذا أفهم الهاجس والمونولوج الداخلي وأعلن عنه بين الحين والآخر في قصائدي ومقالاتي الأدبية ، ولدت في يوم 3- 2 – 1963م في منطقة شيخ محمد في أحد أزقة دهوك التي كانت مدينة بسيطة بأزقتها وشوارعها والجبال التي تحيطها بأهلها الطيبين الصادقين المحبين بالفطرة حيث تجمع أديان وأطياف مختلفة المسلمة والمسيحية واليهودية والايزيدية لكن لا أحد يفرق بينهم إلا من خلال زيهم الفلكلوري الخاص بهم في المناسبات ولم يكن في ذلك الزمن ذرة من العنصرية والتفرقة والامتيازات الطائفية والحزبية وكانت أغلب البيوت من الطين والحجر وسقوفها من جذوع الصنوبر والجوز المغطى بالقصب وفوقها مزيج من الطين والقش وما زلت أتذكر كيف كانت البلابل والعصافير تبني أعشاشها داخل البيت وكأنها وجدت وسطية ملائمة بين الناس وبينها وأحست بالأمان تذهب وتأتي تاركة أفراخها هذا الأمان الذي تلاشى مع الزمن إلا ما ندر وكنت أرى النساء فوق السطح يغزلن بألوان جميلة كأنها تجمع نور الشمس وطيفها النقي ، تنفست نقاء الطبيعة ونسيمها الذي يرد الروح بين الجبال الشامخة والوديان الباردة والشلالات الهادرة والأنهار الصافية بين الطيور والبلابل والقبج بين الثلج الناصع ونار المدفأة الخشبية وزهوة النرجس والورود والأزهار ،مدينة دهوك كانت تواجه تغيرات المطر الغزير والرياح والعواصف القوية التي تستعد أن تعطي للأرض ما تحمله الطبيعة بتغير مستمر وكأنها تطلب من الطيور والعصافير والأشجار والأنهار والجنان أن تستمر معها في التغير بين السكون والحركة بين النوم واليقظة بين الضبابية والجمالية بين عطاء المطر وهمس الرياح بين رؤية الندى وقطرات المطر على زجاج نافذة الغرفة وبين نار المدفأة الخشبية ،أبي كان فلاحاً وأمي كانت أغنى النساء وأجمل النساء وأحن النساء لكنها متواضعة بسيطة مع كل النساء وبعد أن تغيرت الظروف الاجتماعية في السبعينيات انتقل أبي إلى الموصل وبدأ صراع المعاناة المعيشية ومحاولات التأقلم مع الوضع الجديد ومن بيت في أزقة الجامع الكبير ” جامع الحدباء ” إلى أزقة حظيرة السادة وشارع فاروق الضيقة مراحل عدة من الآلام والأحزان وحين سجلت قي المدرسة أتذكر مدرسة الوثبة في شارع فاروق قرب الساعة التي تمتد إلى شارع السرجخانة واجتزت مرحلة الابتدائية برغم صعوبة اللغة العربية التي تفوقت بعدها في مادة القواعد والإنشاء وتحديت الصعب واجتزت مرحلة الابتدائية وبرغم كل التناقضات الفكرية والصعوبات الاجتماعية والمادية حصلت على دبلوم المعهد الفني وكنت أجمع مصروفي اليومي لأشتري كتاباً في الأدب والفلسفة والفكر والعلم فقرأت للبحتري والمتنبي وأبو نواس وابن كثير وطه حسين وعباس محمود العقاد وتوفيق الحكيم وإحسان عبد القدوس ودستوفسكي وارسطو وهيغل واحمد خاني ونور الدين البريفكاني وجكر خوين وخسرو الجاف وبدرخان السندي ولطيف هلمت وغيرهم وأصبحت القراءة مسيرة مستمرة ولحد الآن.
وبدأت أكتب الشعر وفي بداية عام 1980 نشرت أولى قصائدي في جريدة الراصد العراقية وتوالت نشر القصائد في جريدة الحدباء الموصلية وجريدة العراق والرسالة الكويتية وعدة صحف ومجلات أخرى ،ولادتي في دهوك بين الراسيات منحتني روح الإحساس والحب والجمال وشغف الطيور المسافرة وعطاء النهر وقوة الجبل ،والموصل أجمل مدن التاريخ منحتني الربيع الذاتي والصراع الدائم بين الحلم والواقع وغموض وأزلية جوهر الحضارات الإنسانية.
* ما هي أوجه التفاعل مع القصيدة ؟
– إن الشعر الصادق أطهر ما لدى الإنسان برغم إنه نزف يتفاعل مع الجمال والإحساس والفكر والهواجس وفي نفس الوقت صراع تفاعلي بين الخيال والواقع بين الحلم والحقيقة بين الوجود واللا وجود وهو صورة مثالية للحضارة الإنسانية والفكرية والاجتماعية والنفسية والسياسية ،الشعر يتفاعل مع الواقع مهما كان الواقع عظيماً أو منحطاً لكن الشعر بريء من كل انحطاط أو خطيئة فالخطيئة الكبرى من يكتبونه ،فالعصر الجاهلي كتبوا شعراً جاهلياً والعصر الأموي كتبوا شعراً أموياً والعصر العباسي كتبوا شعراً عباسياً تختلف العصور لكن يبقى الشعر بحراً عظيماً بلا حدود ،فحينما أكتب يتغير الزفير والشهيق وتتغير الخلجات الإرادية وغير الإرادية والأشياء الظاهرة والمكنونة والأحلام الممكنة والهاربة والنبوءات المعقولة وغير المعقولة ، كلماتي تؤدي نضوجاً متوحشاً تتخطى ما مرسوم لها وتتجاوز كل إيقاع لتصبح هي نفسها إيقاعاً ،أكتب الشعر لا أدري كيف ، ولا أدري الشعر يكتبني أم أنا أكتب الشعر لكني أحس إني موجود في الشعر بمجالات واسعة لاكتشاف الحرية الإنسانية والطعنة الإنسانية التي تكون من الصعب اكتشافها لأن الحرية والطعنة أصبحا شيئاً مرتبطاً واحداً ،هذه الصعوبة التفاعلية تجري في داخل الشاعر ، أحياناً يستسلم الشاعر مندهشاً وينهض من عمق هذا التفاعل الذي ليس له توقيت ، يهاجم صمتنا وإحساسنا ووجودنا ولا نستطيع اللحاق به هذا التفاعل الشعري ليس له نظام ولا نظرية معينة ،كل شاعر يجد نفسه في طريقته الخاصة بلا إكراه ولا حدود ولا عتمة ولكن في الأخير يتألق في أصالة كون الشعر رسالة إنسانية لكل الأزمنة والأمكنة بتفاعلات عديدة مختلفة من شاعر إلى آخر وتتضاعف التفاعلات بحيث لا يمكن لشاعر أن يقول كيف يكتب وبعد فترة زمنية لا يتذكر كيف كتب ولكن يبقى الشعر له قدسية عابرة للزمنية والمكانية في أوجه تفاعلات مختلفة في حضرة الحب والإنسان والوطن .
* ألوان الحزن والمعاناة تطغي في شعرك على ألوان الفرح ؟
– لا يمكن أن نتحكم بالبركان إن انفجر ولا يمكن إن نوقف الزلازل إن حدثت ولا يمكن أن نؤخر العواصف إن أقبلت ولا يمكن أن نتحكم بكمية المطر النازل من السماء ولا بالنور الذي يشع ويأتينا من الشمس والقمر ،الحزن والفرح يلازمنا وإن طغى واحد على الآخر ،الحزن في عوالم القيود والأسوار والحرمان والحروب والخراب والدمار والتهجير والنزوح والتشرد والغربة داخل الوطن وخارجه فالاغتراب والشوق والحنين واللهفة تمزقنا تشتتنا تبعثرنا وفي ذات الوقت تمدنا بمساحات واسعة داخل الشعر ،نحاول أن نجد في عتمة الحزن شيئا من الأمل الذي ينتظر من يمسح عنه غبار الغربة والدمعة وكلما حاولنا الاقتراب منه يهرب منا ومنذ ستة وثلاثين سنة وأنا أحاول إن أفاجئ الأمل والفرح لكنه في كل مرة يظهر وعندما أقترب منه أكثر يلبس طاقية الإخفاء ويختفي ولا يترك لنا عنواناً ،حاولت أن أهاجمه بغتة في أماكن ظهوره النائية الملونة العاكسة لكن كأنه يشعر بالخطر من الاقتراب فينسف السبيل المار إليه ويتلاشى ،بعد ستة وثلاثين سنة من الشعر والبحث والدراسة أطارد الأمل والفرح من عمق الحزن ،أطارده في كل العيون العاشقة والقلوب المأساوية والأرواح المشروخة والعناوين الكاذبة في نزف الجراحات وحرقة الثكالى وأنات الأرامل وشجن الحيارى في دمعة يتيم لا يجد الحنان وجوع فقير لا يجد ما يسد رمقه وبرد مشرد لا يجد مأوى وحيرة نازح في أرقام الخيام التي تزداد وتأخذ مساحة أكبر في لوعة من ترك بيته وذكرياته في حلم حبيب رسم أحلاماً لحبيبته التي نسفها تعنت الجهل وطاغوت الأنانية والفساد والدمار فخلقت غربة بعيدة عن الوطن ظاهرها جمال وأمان وفي سويداء القلب أشجان وأحزان ،ولكن لو سألنا في ظل هذه المآسي والجراحات أين يسكن الأمل ؟ كيف نتعقب الأمل والفرح في ظل هذه الضبابية الرمادية المشروخة ؟ كأني اكتشفت الأمل ،الفرح ، شيئا خرافيا لا يمسك ولا يقهر لا يراه الناس في ظل الجوع والعطش والحرمان في ظل الخراب والدمار والطغيان فترى الناس ينبشون الأماكن والصحارى والغابات والمحيطات الغارقة بحثاً عنه وتستمر لعبة الأمل ،الفرح على الفقراء والبائسين والحائرين والنازحين والمهجرين والمشردين والمغتربين والعاشقين ،في كل هذا البؤس الإنساني يتجلى الحزن على الملامح والورود والأزهار يقفز على الشجر والنهر والحجر وعلى ضوء القمر ويعكس رؤاه على أمواج البحر وعلى بريق عيون الحسناوات وضفائر البنات وبراءة الأطفال إلى أن يحين الأمل ويتجلى الفرح أو يكون مع الأزل .
* كيف تجد الواقع الأدبي الشعري الكوردي ؟
– الأدب الكوردي ككل آداب العالم يتأثر بالتغيرات الفكرية والنفسية والاجتماعية والسياسية وبالتجديد المستمر على الأرض وفي النفس والروح والقلب لكن لا يمكن وصفه الأدب الشعر وصفة تحضر في تركيبة معينة لأنه يتغير ويفرز في كل عصر إفرازاً إنسانياً لا يمكن إن يسكن في وعاء ما وتفسيره صعب وبعد كتاباتي ودراستي ومقالاتي الأدبية والنقدية لأكثر من ( 100 ) أديب كوردي منهم الشعراء الكلاسيكيون والمخضرمون والمعاصرون والشباب لكلا الجنسين مع العوالم المسرحية والروائية والقصصية والتشكيلية وجدت لكل عصر له طريقته الخاصة في تكوين الأدباء والشعراء فمثلاً لو سألنا نور الدين البريفكاني عن تصوفه الشعري أو احمد خاني عن طريقته في ملحمة ” مم و زين ” لصمت ،ولو سألنا عبد الله كوران عن جمال وصفه وغزله لاحتار ،ولو سألنا شيركو بي كه س وخسرو الجاف ومحمد سليم سواري ولطيف هلمت وعمر وريا امين وصلاح شوان وعبد الله عباس وجمال برواري وشعبان مزيري وآزاد شوان وصديق شرو وبدل رفو والشاعر الأزرق جلال جاف وكيفي عارف وعدنان المزوري عن طريقة كتابتهم والعوالم لديهم لالتفتوا لبعض مستغربين ومندهشين إذ في الكتابة تتضاعف الصعوبة ويتضاعف الإبداع وكل بحث ودراسة عن الأدب بصورة عامة والأدب الكوردي بصورة خاصة يتجلى بين الرماد والنار بين الحلم والواقع بين الركود والطموح وأشير هنا إلى دور المؤسسات الثقافية التي تقوم بدور أساسي لنشر الإبداع وتكون دوراً مسانداً لتكوين حضارة أدبية إنسانية راقية مع ترجمة الأعمال الأدبية إلى لغات عديدة لتصل إلى ابعد مكان وتأخذ دورها في التفاعل والتألق الإنساني.
* لا حظنا إصدار فيديو كليب لقصيدتك ” أحلام حيارى ” الحان وغناء الفنانة المغربية سلوى الشودري ،هل من الممكن أن تصف كيف تحقق هذا العمل الفني ؟
– من خلال تواصلي على صفحات الاجتماعية الفيس بوك ونشر قصائدي ومقالاتي الأدبية نشرت قصيدة ” فجًر ” وهي رؤية واقعية للمعاناة العصرية التي يواجهها الإنسان في كل مكان وزمان بما يحدث من حروب ودمار وخراب وتهجير وتشريد في سوريا والعراق وليبيا ومدن العالم الأخرى وهي وصمة عار في جبين الإنسانية خاصة في عصر الحرية وحقوق الإنسان والديمقراطية والتغيير والتطور وبدلاً من تقدم الحضارة الإنسانية المعاصرة للأمام ترجع للخلف بسبب الجهل والفساد والأنانية والانكسار والهزيمة الفكرية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية حتى السياسية وبعد مناقشات أدبية وفنية مع الصديقة المبدعة الأصيلة الأكاديمية الفنانة المغربية ” سلوى الشودري ” اختارت قصيدتين وهما ” لا تنساني وقصيدة فجر ” لتلحن إحداها وتغنيها بصوتها العذب فاختارت عنواناً جديداً لقصيدة فجر ” أحلام حيارى ” فوجدت العنوان مناسباً وظل التواصل بيننا لمدة عامين تقريباً وأرسلت لي التسجيل الأولي وبعدها التسجيل التمهيدي وهذا بفترات زمنية نظراً لانشغال الفنانة المغربية سلوى الشودري بالدراسة ووظيفتها وأعمالها وسفراتها الفنية داخل وخارج المغرب إضافة إلى التزاماتها الاجتماعية وكان هذا الحلم الجميل يقترب بترو مع الزمن في الولادة والظهور والحمد لله لم يكن ضمن الأحلام الهاربة فأرسلت التسجيل النهائي وعندما سمعه الأقرباء والأصدقاء أغلبهم لم يتحمل إلا أن سالت دموعهم بصمت معلنة الصفاء والنقاء والتأثير النفسي والحسي والفكري والروحي بلحن وغناء الفنانة سلوى الشودري ومنهم من حبس دموعه لكن تجلى بريقها في المقلتين وبعد تكاثف الجهود الفنية في المغرب وأمريكا تم إصدار فيديو كليب ” أحلام حيارى ” علماً قد غنت الفنانة المغربية سلوى الشودري قصائد للمتنبي وبدر شاكر السياب ونازك الملائكة وهاهي حققت حلم قصيدة ” أحلام حيارى ” لعصمت شاهين الدوسكي ليكون شاهداً على العصر وعلى الإنسانية ، وهو عمل فني إنساني شامل امتزج فيه جمال وإحساس وفكر الطبيعة الكوردستانية العراقية واللحن المغربي المتميز بالرقة والحنان الذي يمس شغاف القلب والصوت العذب من عبق التاريخ التطواني وسمو الحضارة الفنية المغربية وأثمن واقدر واشكر الجهود الفنية للفنانة المغربية المبدعة سلوى الشودري وتوزيع موسيقى وماستورينغ الأستاذ محمد بن العلاوي وتصوير الأستاذ محمد الدردابي والأستاذ سامح نصر والترجمة للإنجليزية الأستاذ خالد علوي والأستاذة هبة القري ومونتاج وغرافيك الأستاذ طارق سحنون وإخراج الأستاذ مجيد القري وتنفيذ الإنتاج الأستاذ حسن وعمر وإنتاج يوميديا انترنشنال وعرض الفيديو على قناة الجزيرة مباشر وأخذ صدى واسعاً وكتبت عنه الصحف المغربية والعالمية وهو هدية ومواساة من فريق العمل الفني ” أحلام حيارى ” من العراق والمغرب وأمريكا لكل إنسان مفجوع وموجوع بالبلاد وفي كل مكان وارض طالها التفجير والتهجير والتدمير والخراب فالرسالة هي ” الإنسان ” حيثما كان هذا العمل الفني ” أحلام حيارى ” دليل على تواصل الإنسانية مهما كانت الحدود والأسوار والحواجز والمسافات فالفن الإنساني جمع الحضارات فنياً وإنسانياً لقدسية الإنسان في كل مكان وزمان .
* هل هناك عمل فني آخر في المستقبل القريب ؟
– أتمنى أن تتجدد مثل هذه الأعمال الفنية وهناك مشروع فني قيد الدراسة والمناقشات لإحدى قصائدي في اسبانيا أتمنى أن يتحقق وأن تنجلي أعمال فنية مختلفة المضامين والمعاني الإنسانية فمثل هذه الأعمال الفنية تجدد الروح وتضيء الشموع وتنشط نبضات القلب وتسمو بالفكر والإبداع .
* ما هي مشاريعك الأدبية ؟
– لدي كتب مركونة على الرف تنتظر المؤسسات الثقافية والمعنية لطبعها لأني لا أملك التكلفة المادية لطبعها ومنها كتاب – اغتراب واقتراب – عن الأدب الكردي المعاصر – فرحة السلام – عن الشعر الكلاسيكي الكردي – المرأة الكوردية بين الأدب والفن التشكيلي – إيقاعات وألوان – عن الأدب والفن المغربي – جزيرة العشق – عن الشعر النمساوي – جمال الرؤيا – عن الشعر النمساوي – كتب شعرية معدة للطبع : ديوان شعر – أجمل النساء· ديوان شعر – حورية البحر- ديوان شعر – أحلام حيارى
ومجموعات أدبية وشعرية أخرى أتمنى أجد الاهتمام من قبل المعنيين بالفكر والأدب لترى النور وتترك مكانها المعتم على الرف .
* هل أصدرت كتبا أدبية سابقاً ؟
– نعم الحمد لله مجموعة شعرية بعنوان ” وستبقى العيون تسافر ” 1989م بغداد وديوان شعر بعنوان ” بحر الغربة ” في القطر المغربي الشقيق طنجة مطبعة سيليكي أخوان عام 1999م وكتاب ” عيون من الأدب الكوردي المعاصر – مقالات أدبية نقدية عن مجموعة مختارة من الأدباء الكورد ، دار الثقافة الكوردية عام 2000م بغداد وكتاب ” نوارس الوفاء – مقالات نقدية عن مجموعة مختارة من الأدباء الكورد ، دار الثقافة والنشر الكوردية عام 2002م بغداد وكانت معظم الرسوم وتصاميم الكتب لصديق العمر الفنان التشكيلي المبدع سالم كورد المقيم في السويد – ديوان شعر بعنوان ( حياة في عيون مغتربة ) بإشراف خاص من الأستاذة التونسية هندة العكرمي – مطبعة المتن – الإيداع 782 لسنة 2017 م بغداد .- رواية ” الإرهاب ودمار الحدباء ” مطبعة محافظة دهوك ، بإشراف الأستاذ الباحث في الشؤون الشرق أوسطية سردار علي سنجاري صمم غلافه الفنان التشكيلي المبدع نزار البزاز، الإيداع العام في مكتبة البدرخانيين العام 2184 لسنة 2017 م .- كتاب نقدي عن ديوان الشاعر الكبير إبراهيم يلدا عنوانه ” الرؤيا الإبراهيمية بين الموت والميلاد ” صدر في أمريكا وفي مدينة Des Plaines دسبلين ،،، الينوي،،،، ,في مؤسسة Press Teck .. بريس تيك … 2018 .- بإشراف الأستاذة المرحومة شميران شمعون وقام بتصميم الغلاف صديقي المبدع نزار البزاز وكتاب عن الأديب الرحال بدل رفو المغترب في النمسا بعنوان ” سندباد القصيدة الكوردية في المهجر ” طبع في سوريا تصميم الغلاف الفنان عصام حجي طاهر، مطبعة الزمان الدولية 2018 م – كتاب الأديب والإعلامي الكبير أحمد لفته علي دراسة عن قصائدي في كتاب عنوانه ( القلم وبناء فكر الإنسان ) الغلاف للفنان التشكيلي نزار البزاز صدر في دهوك عام 2019م
* ما هو دور المرأة والوطن في قصائدك ؟
– المرأة والوطن توأمان بل المرأة هي الوطن وأنا رجل أضع تفاصيل حياتي على الورق ولا أخشى أحداً في الحب والمرأة والوطن ،فالمرأة جوهر الحب فهي الحياة التي تهبنا ما ينبغي وما لا ينبغي فمن خلال رقتها وجمالها الروحي وعذوبة صوتها وطيبة قلبها وجوهر مكنونها تنفرد بالحب والألم وتحمينا من الاحتراق ،فهي بحر تاريخ حضارة طوفان يداهمنا بأي وقت يشاء وما لنا إلا أن نرفع الراية البيضاء وهي الأم والأخت والصديقة والحبيبة والعاشقة جنة حبلى بالحب والجمال والشهد والعطاء والطيب والأمل والحياة ومهما كتبنا عنها تعتبر قطرة في بحر ،تنفرد المرأة بالمعاناة والوطن بالحروب والمآسي حياة واحدة ومكابدات عديدة تسمو بالإنسان حيناً وتدمره نفسياً وفكرياً واجتماعياً حيناً آخر ، صور ورؤى ومضامين ورسائل شعرية مختلفة الأبعاد قصائدي في الحب والمرأة والوطن قصائد وحدوية التكوين ضمن المعاني الجمالية والحسية والفكرية ،المرأة لها قدسية الوطن مثوى ومأوى وأمان لكن بيد الإنسان الجاهل والفاسد والفاشل والأناني ينشر الخراب والدمار ويغتصب وينهب ويخلق الفتنة والانهيار ،هذه مأساة حياتي الشعرية لا أستطيع أن أمارس الحب في غرفة معتمة فحبي للمرأة والوطن تحت تصرف القلوب وقد لقبت بعدة ألقاب لكن أهم الألقاب ” شاعر الإحساس وشاعر المرأة وشاعر الإنسانية وشاعر السلام ” ولا أخفي عليك سعيد بها ولكني لا أضع نفسي وشعري في أماكن محددة فلا يمكن للشاعر أن يكون في دائرة مغلقة ،أنا ملزم أن أنقل أفكاري وحبي وإحساسي إلى الناس وربما تكون قصائدي من جرائم الحب عند نفر من الناس فلا أنكرها وأمسك محامي يدافع عني بل العكس من أكبر الجرائم عند الإنسان أن لا يحب ولا يعشق فانا عندما لا أجد الحب ولا أحسه أتحول إلى ورقة صماء وحجر متروك في صحراء ، في البلاد تمارس الازدواجية والأنانية وتنتهك قدسية الحب وراء أسوار نائية ويمنع تداولها في النهار وتذبح المرأة والحب والوطن باسم الحرية وتتقطع أجزاؤهم باسم الديمقراطية ونسوا أن للحب والمرأة والوطن قدسية أزلية .
* من هم أصدقاؤك في الوسط الأدبي؟
– تربطني علاقات إنسانية راقية مع الأدباء والأصدقاء والناس بصورة عامة ومنهم من ألتقي بهم ومنهم من أتواصل معهم عبر صفحات التواصل الاجتماعي وتتجلى معهم مناقشات أدبية وفكرية واحترم رأيهم وأفكارهم فنحن بشر والكمال لله وحده وأنا سعيد بهم جميعاً ومن خلال هذا التواصل الاجتماعي الأدبي كتبت دراسة أدبية واسعة عن حياة وشعر وأدب الصديق الشاعر المغترب الرحال ” بدل رفو ” المقيم في غراتس النمسا بعنوان ” سندباد القصيدة الكوردية في المهجر ” وكذلك كتبت دراسة أدبية نقدية عن الأدب المغربي من خلال التواصل مع الشاعر المغربي ” نور الدين الوادي ” وكذلك كتبت دراسة أدبية عن الشعر النمساوي إضافة تواصلي مع الشاعر الأزرق جلال جاف بنشر ما أكتبه من قصائد ومقالات عن الأدب الكوردي في صحيفة الفكر ويسعدني أن أذكر سعادتي بجميع الأصدقاء بمختلف أطيافهم ودياناتهم في كل مكان في العالم يجمعنا الحب والتقدير والاحترام وأحب أن أشكر كل من كتب عن شعري نقداً وأدباً ومنهم الدكتور أمين موسى وأحمد لفته علي وشعبان مزيري وجمال برواري وأنيس ميرو وجوتيار تمر والأستاذ عبد الوهاب النعيمي وعربياً الأستاذة المغربية وفاء المرابط والأستاذة التونسية هندة العكرمي والدكتورة المصرية نوى حسن والأديب المغربي صديق الايسري والأديبة السورية كلستان المرعي والأستاذة المغربية وفاء الحيس وغيرهم.
* ماذا كسبت من الأدب والشعر في هذا السفر الطويل ؟
– إذا تقصد مادياً لا شيء قياساً بما يحصل عليه الأدباء في العالم وإذا تقصد معنوياً فما زلت بلا عمل بلا مردود مالي أعيل به نفسي وعائلتي ،ولكني كسبت حب الناس والأصدقاء والأقرباء فهل يقدر هذا الحب بثمن ؟
* كلمة أخيرة..
– ليست أخيرة أحب أن يتجدد اللقاء فهو بصيص أمل للاستمرار نحو السمو والإبداع وديمومة للتواصل الجميل أحلم أن تطبع كتبي ويعم الحب والسلام والتعايش والتسامح بعيداً عن القتل والفتن والتفرقة والتدمير وصناعة الحرب والخراب والتهجير وأود أن أشكر جميع من وقفوا بجانبي ومنهم الفنان التشكيلي المبدع سالم كورد المقيم في السويد والأديب الصحفي والمذيع جمال برواري والروائي الكبير محمد سليم سواري والشاعر صلاح شوان وعبد الله عباس والأديب المرحوم محمد البدري والفنان التشكيلي نزار البزاز والأديب الشاعر جلال جاف والأديب خسرو الجاف وإبراهيم النجار والمغترب بدل رفو المقيم في النمسا والأستاذ سربست ديوالي أغا رئيس عشيرة الدوسكية والدكتور حميد بافي والأستاذ أحمد لفته علي والأستاذ سردار علي سنجاري والمرحوم فرهاد عمر وشميران شمعون ورمضان السندي والشاعر المغربي نور الدين الوادي والأستاذة المغربية وفاء المرابط والفنانة سلوى الشودري والأديب صديق الأيسري والأستاذة التونسية هندة العكرمي والأستاذة الراهبة ليليانا وجميع الأدباء والأصدقاء الذين منحوني حبهم واهتمامهم ورأيهم وأتمنى من المؤسسات الثقافية أن تمد يد العون للمبدعين وتمنح الحب والحلم والأمل والفرح عن طيب خاطر وشكراً جزيلاً لك ولجميع المبدعين في الصحيفة الغراء.