ماذا بعد إقرار الموازنة ؟

ماهر ضياء محيي الدين

أخيرا وليس اخر تم  الاتفاق إقرار الموازنة بعد مفاوضات عسيرة بين الكتل السياسية ولكن نتائجها لن تسر حبيب ولا صديق.

لا يختلف  اثنان على أهميه إقرار الموازنة لما تحقق من نتائج تخدم البلد واهله على حدا سواء، بل هي اساس في بناء الدولة ومؤسساتها وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها من المجالات  الاخرى ولا تنحصر على الفوائد على فئه معينه سواء كانت المادية او المعنوية بل على العكس تماما حتى ابسط مواطن يجني من ثماره وكلما كانت الموازنة مدروسة وواقعيه ومهنية فان نتائجها لا تعد ولا تحصى. لكن في موازنات عراق ما بعد 2003 لها حسابات اخرى هذا من جانب وجانب اخر ستكون صورة طبق الاصل للموازنات السنوات الماضية.

قد يقول قائل الظروف او الاوضاع العامة للبلد صعبه للغاية من حيث حجم المشاكل والتحديات وفي مقدمتها أزمة كورونا وما خلفت من أضرار أحرقت الأخضر واليابس لمعظم دول العالم والأكثر ضررا على العراق بسبب انخفاض أسعار النفط وإقرارها رغم هذه الصعوبات امر إيجابا جدا على الرغم من بعض  الاعتراضات عليها فيما يخص حصة الكرد وأمور اخرى لكن الحقيقة المؤكدة ستكون موازنة لأغراض سياسية او إعلامية وتوظيفها في جوانب تخدم ساستها والانتخابات على الابواب ولم تعالج او تأسس لبدء مرحلة النهوض  بالواقع المأساوي الذي نعيشه في جوانب شتى منذ فترات طويله ونبقى ننتظر رحمة الاخرين للتقديم المساعدات ونحن بلد الخيرات والثروات ونعتمد بنسبة كبيرة على الاستيراد وتبقى مصانعنا ومعاملنا يملاها الغبار وتراب السنين العجاف.

ولم تتطرق الموازنة الى تخفيض او المساس بالرواتب الضخمة والنثريات  الانفجارية للمستفيدين منها في الدرجات الخاصة وغيرهم   منها رغم كل الصعوبات التي تواجه بلد دجلة والفرات أو على الأقل قطع مزدوجي الرواتب  بل يعملون على زيادتها بكل الطرق والوسائل وما خفي منها كان اعظم وباثر رجعي. 

وحصة الكرد  بعد الاتفاق كما هو معلن في الموازنة 12% مع تسليم 250 الف برميل لحكومة المركز لكن الحقائق والوقائع تأكد انها ستبقى حبرا على ورق او ينفذ الاقليم جزء منها والاهم ستكون لهم حصة الأسد في كافة الموارد كالعادة وايضا ما خفي كان اعظم.

وخلاصة الحديث يبقى حالنا من أسوأ الى اسوء في ظل موازنة حكم المكاسب والمنافع السلطوية والوعود التي لا تقدم ولأتأخر.

ماهر ضياء محيي الدين, الكاتب في مجلة معارج

شاهد أيضاً

ازمة لبنان تعبر خطوط الإنذار

العاصمة بيروت تتعرض للقصف الجوي من العدوان الإسرائيلي ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى َوتهجير …

error: Content is protected !!