في إطار سلسلة اللقاءات التي أقوم بها بقصد اتاحة الفرصة امام المهتمين بالشان الثقافي والابداعي والكتابة الادبية بشكل عام والذين قد يعانون من ضائلة المعلومات الشخصية عن اصحاب الابداعات الثقافية عبر انحاء الوطن العربي الكبير، لذلك فان اللقاءات بهم والحوار معهم يتيح للجميع التعرف عليهم من قرب والتواصل معهم مستقبلا ويأتي هذا اللقاء رقم ( 167 ) ضمن نفس المسار وفي ما يلي نص الحوار
س /كيف تقدمين نفسك للقارئ ؟ رانية زين مرعي من لبنان .أعمل في مهنة التدريس .أنا أمينة سر هيئة الحوار الثقافي الدائم ومسؤولة الشؤون الأدبية في الاتحاد الدولي للصحافة والإعلام . أقدّم برنامج ” أعلام من الوطن العربي ” في جريدة الحوار العربيوبرنامج ” أدباء وشعراء ” على صفحات موقع مجلة كواليس .
س / أنتاجك الادبي : نبذة عنة ؟ صدر لي ديوانان الأول ” خطًى من ياسمين” و الثاني ” بلا عنوان ” والثالث كان سيصدر في بداية هذا العام ولكن أحداث لبنان أخّرت إصداره .
س /كيف كانت بداياتك الادبية ؟ حكايتي مع الكتابة قديمة ، منذ تفتّح وعيي على تذوق المعاني وجمالياتها . بدأت بنظم القصائد باكرًا واعتبرها محاولاتي الأجمل لأنها أهدتني هويتي الشعرية .نشرت الكثير من نتاجي الأدبي ولكن سنة ٢٠١٨ كانت البداية الفعليّة إن صح القول مع ديواني الأول ” خطًى من ياسمين ” وتلاه الديوان الثاني ” بلا عنوان “
س/ هل تذكرين شيئًا عن محاولاتك الأولى ؟ ومن شجعك على الاستمرار ؟ أذكر قصيدة كتبتها في عيد الاستقلال ، كانت تتحدث عن الوطن وعن الدفاع عنه ، فأنا من جيل الحرب الذي شهد مآسٍ كثيرة ودائمًا كانت الحرية هاجسنا .والتشجيع كنت أستمده من عائلتي ثم أساتذتي ولاحقًا من المتابعين الذين منحوني ثقتهم ومحبتهم .
س/ما هي القصيدة التي كتبتها وتركت أثرًا كبيرًا في القراء ؟ قصيدة بعنوان ” الرجل الوطن ” افتتحت بها ديواني الأول ، كان الإقبال عليها ملفتًا ، وجرى حولها دراسة جامعية من طالبة دكتوراه وتم نشر الدراسة مما زاد تفاعل القراء معها .وهذا جزء منها :
لأنه الرجل الوطن
عادت إلى خزانتِها
تبحثُ عن ثوبٍ ، عن حليٍّ ،
عن عطرآنَ لها أن تتزيّنَأن
ترخيَ شعرَها الكستنائيّ
فعلى مسرحِ الحياةِ
شابٌ اعتنقَ ديانتَها
في الحبّ تمتمَ صلواتِها
فصارت عاصمة الفرح
للرجل الوطن ..
س/ أيهما أصدق في كتابة الأدب الرجل أو المرأة ؟ الأصدق هو الذي يوصل إحساسه للقارئ ، ويجعله يتفاعل مع معانيه كأنه يعيشها معه .الصدق ليس مرتبطًا بامرأة أو رجل ، فالاثنان قادران على خلق حالة وجدانية تلامس الروح والعقل .النص الأجمل هو الذي يخطه يراع نابض بالحقيقة والوعي والجمال بأنامل رجل أو امرأة .
س/المشهد الثقافي الأدبي الحالي في لبنان كيف هو ؟ بالرغم من كل الأوضاع السيئة والضاغطة التي يمرّ بها لبنان ، إلا أنّ المشهد الثقافي ما زال هو بارقة الأمل التي تنير ظلمة الألم الذي اجتاح وطننا.المنتديات الأدبية زاخرة بالمثقفين ، والأدباء والشعراء هم صوت الضمير في هذا الزمن اللاموثوق ، يعلون الصوت ويخطون بحروفهم المرصّعة بمجد لبنان ، أبجدية الحضارة من أرض الحرف .
س/هل المرأة من الفئات المهمشة داخل المجتمعات العربية ؟ وهل عانيت كامرأة مبدعة من ضيق المساحة المتاحة لك إبداعيًا ؟
مجتمعاتنا العربية في ظاهرها متطورة ، ولكن ما زالت النظرة في هذه المجتمعات الذكورية إلى المرأة نظرة دونيّة .يمنعون عنها ظلمًا وزورًا حقها في التعبير عن نفسها وإثبات كفاءتها .بالنسبة لي ، لم أسمح لشيء أن يحدّ من عطائي أو لأحد أن يرسم لي حدود إبداعي . حصّنت إرادتي بالثبات ومضيت في سبيل أحلامي كالريح التي إن خنقتها الأسوار حطمتها .ومن منبركم ، أدعو كل امرأة أن تكون أمينة على أحلامها لتقدّرها الحياة .
س/ هل استطاعت الشبكة العنكبوتية تقديم الانتشار والتواصل الذي وضعت من أجله وتوطيد العلاقة بين الأديب والمتلقي ؟
نحن في عصر التكنولوجيا والمجلات الالكترونية والمواقع باتت أكثر انتشارًا ومتابعة ، لذا من الطبيعي أن تكون منبرًا مهمًا لنشر النتاج الأدبي للشاعر والكاتب .وإضافة إلى ذلك خلقت علاقة فعالة بين الأديب وجمهوره حيث أتاحت لهم الفرصة للتواصل معه ومناقشته في الكثير من أفكاره ونوازعه ، كما ساعدت على تقريب المسافات بينه وبين متابعيه من كلّ أنحاء العالم.
س/ يقال أن الشعر موهبة وإبداع وفرصة لتحرير ما يعتري النفس البشرية من هموم وأحاسيس ..ما هو الشعر بالنسبة لك..ماذا يمثل ؟
الشعر هو الحرية التي أحلّقُ في فضائها الرحبيلامس أرواحنا فتفيض أقلامنا بما تجوده علينا القريحة .يتخطى حدود الزمان والمكان ويسمح للروح أن تبوح بمكنوناتها بأسلوب قد يلامس قلوب الكثيرين الذين يعيشون نفس حالته .س/مشروعك المستقبلي – كيف تحلمين به – وما هو الحلم الادبي الذى تسعين الي تحقيقة ؟مشروعي القريب هو ديوان ثالث تأخر قليلًا بسبب أوضاع لبنان الأليمة .أحلم أن تصل كلمتي إلى كلّ قلب وكل روح وكلّ مكان وزمان ،لتحكي حكاية سيدة آمنت بالحب وكتبت له..سيدة عربية مشت بخطًى من ياسمين ووجدت عنوانها في زمن تائه بلا قدوة ولا هدف .
س/ وأخيرًا ما الكلمة التي تحبين ان تقوليها في ختام هذة المقابلة ؟
في الختام أشكرك الاديب المصري د.صابرحجازي على هذه الاستضافة التي أثمّنها وأهدي القراء الكرام قصيدة ” قصة ملاك “الحب أقدمُ الكتب المقدّسةِ كتبَهُ ملاكٌ عاشقٌ
ووهبَهُ لامرأةٍ
ستولَدُ يومًا حرّةً
لها تسجدُ الكلمات..
على أهدابِ النّبضِ
تنسّكَوأهداها في سرّهِ الوحيَ..
سيُهدَرُ دمُكِ
وتبكيكِ الحكاياتُ
سيرجمُكِ الأغبياء
وينكرُكِ ذاك الزّمانُ
لكنّكِ لن تموتي ..
ستُبعَثين كلَّ حبٍّوفي
كلّ رحمٍ لك حياة
سيشيبُ الغدرُ
وتندمُ الكبرياء
وذاتَ نورٍ سيؤمنون
ويهدونكِ صلاة
عقيمٌ دربُ النّور
إن لم تلدْهُ امرأة..
الكاتب والشاعر والقاص المصري د.صابر حجازي