يوكسل ترزى باشى
رئيسة مؤسسة خاتون الثقافية
اليوم هو الثامن من آذار يحتفل العالم أجمع في هذا اليوم من كل سنة في هذا اليوم بمناسبة عيد المرأة العالمي، وتكون ركيزة الاحتفالات للدلالة على احترام وتقدير المرأةلانجازاتها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وفي بعض الدول تحصل النساء على اجازة في هذا اليوم، فباسم مؤسسة خاتون الثقافية أهنى المرأة بصورة عامةً والمرأة التركمانية خاصة في عيدهن الاغر واتمنى لهن كل الخير والتغيير نحو التطوير والايجابية.
سبق وأن كتبت مقالة في حينه عن المرأة التركمانية ودورها في المجتمع وكيف كانت مهمشة في حقبة من الزمن بالرغم من دورها المهم في صناعة التأريخ التركماني قبل وبعد مجيء الاسلام فكتب التأريخ شاهدة على ذلك فلا حاجة لنا الغوص في الكلام عن المرأة التركمانية في العصور القديمة لذا سنتكلم قليلا عن واقع المرأة التركمانية في العصر الحالي، ففي زمن النظام السابق كانت المرأة التركمانية مهمشة من قبل النظام مثلما كان الشعب التركماني مهمشا ولم تعطَ حقوقهم، فبعد سقوط النظام أصبحت تأخذ مكانتها في المجتمع (وإن لم يكن بالمستوى المطلوب) وتحررت من بعض القيود التي كانت مفروضة عليها في السابق وبدأت تُبدي رأيها في القضايا العامة والسياسية والاجتماعية والاقتصادية.
ففي الآونة الأخيرة تم إنشاء منظمات واتحادات ومؤسسات خاصة بالمرأة التركمانية، حيث تقوم تلك المنظمات والاتحادات بتقديم خدماتها للشعب التركماني وكذلك تهتم بتحسين حال المرأة وتطويرها ومناهضة العنف ضد المرأة والطفل والاهتمام بالإدماج النوعي الاجتماعي في التنمية المستدامة حيث يعتبر من القضايا البالغة الأهمية بتحقيق المساواة بين الجنسين وإتاحة الفرص المتساوية للمشاركة في كل المجالات، ولكن في رأي الشخصي بان أكثيرة تلك المنظمات والجمعيات الغير الحكومية غير فعالة وتحتاج الى بذل الجهود الكثيرة لخدمة المرأة التركمانية وهناك عدد لايتجاوز اصابع اليد الواحدة تقدم خدماتها بشكل جيد وتقوم بالنشاطات التي ذكرتها انفاً ونتمنى من الباقين أن يحذون بالجمعيات والمنظمات الفعالة لدفع عجلة التقدم الى الامام.
فالمرأة التركمانية مرأة مثقفة ومتعلمة ومتمدنة حضاريا وتتحلى بالصبر وقوة الإرادة والثقة بالنفس والتفاعل الإيجابي ورباطة الجأش والذكاء ومهارات الاتصال الجيد والعزم على التفاعل مع المشاكل والرغبة في تحمل المسؤولية وعندما تواجه أزمة ما فلها القابلية بأن تخرج منها باتخاذها القرار الصائب لقوة شخصيتها. والمرأة التركمانية أبدت قابليتها في جميع ميادين الحياة في الإدارة والقيادة والطب والصيدلة والهندسة والتعليم, كما وأبدعت في فنون كثيرة منها الشعر والنثر والخطابة والنحت وغيرها, وبالإمكان صقل تلك المواهب بمشاركتها في الدورات التدريبية وورش العمل وكل ذلك يتم عن طريق تلك المؤسسات الغير الحكومية .والمرأة التركمانية لديها طاقة مُدّخرة تسير في كيانها وهي ما وُجدتْ لتُذبَل بل وُجدت لتُبذَل فإن لم تُبذل مرضت وماتت تلك الطاقات وعلينا أن نفجرها للاستفادة منها في جميع الميادين وكلٌ حسب اختصاصها وعن طريق المنظمات والاتحادات النسوية كما ذكرنا حيث يمكن الاستفادة من كفاءتها وخبراتها. أما الساحة التركمانية فتنقصها المناصب القيادية النسوية علينا تشجيعها لغرض فسح المجال للتقديم في دوائر الدولة ومجالس المحافظات ومجلس النواب لتنال جزءاً من حقوقها إن كانت تجد نفسها ذات كفاءة وقادرة على تحمل تلك المسؤولية.
فلنتكاتف جميعا نحن الشعب التركماني لدعم المرأة للدخول في ساحات السياسة والاقتصاد والقيادة لتساعد في بناء المجتمع مع الرجل التي لا تنقص أهمية منه والتي تكون مكَمِّلة للنصف الآخر للمجتمع.