في إطار سلسلة اللقاءات التي أقوم بها بقصد اتاحة الفرصة امام المهتمين بالشان الثقافي والابداعي والكتابة الادبية بشكل عام والذين قد يعانون من ضائلة المعلومات الشخصية عن اصحاب الابداعات الثقافية عبر انحاء الوطن العربي الكبير، لذلك فان اللقاءات بهم والحوار معهم يتيح للجميع التعرف عليهم من قرب والتواصل معهم مستقبلا ويأتي هذا اللقاء رقم ( 153 ) ضمن نفس المسار وفي ما يلي نص الحوار
كيف تقدمين نفسك للقراء؟ عاشقة الحرف والبلاغة أهوى ومن نعومة أظفاري كل فنون اللغة العربية من شعر ونثر وقصة ورواية حد الشغف. تحت بند الهواية يمكن أن أقول إنني أديبة تميل للشعر الحديث.
إنتاجكِ الأدبي: نبذة عنه ؟ ما أكتبه يبتعد قليلا عن مفهوم الانتاج فكل كتاباتي كانت نتيجة حالة أو موقف وقد بدأتها على شكل مذكرات وذكريات بأسلوب أدبي خلال أيام الدراسة وتطورت بطبيعة الحال لكتابة القصة القصيرة والمحاولات الشعرية التي نشرت الكثير منها واختفظت ببعضها دون نشر.
كيف كانت البداية ؟ البداية كانت موهبة برزت من كتابة المواضيع الأدبية خلال الدراسة الثانوية وكان للتقدير الذي أناله عليها دور الحافز وهذا ما دفعني لكتابة مذكراتي بالأسلوب ذاته ثم القصص القصيرة .أما محاولاتي الشعرية فهي الأغلى لدي لأنها كانت وليدة الحالة والموقف وحتى الحدث.
من وقف بجانبك مشجعاً ؟ الفضل الأكبر للجو المثالي في بيتي، وللمدرسة والتقديرات التي كنت أحصل عليها بشكل ملفت لمادة اللغة العربية والإنشاء واستحسانات الأهل، هذا كان يدفعني دوما” للكتابة ،ولن ننسى طبعا” الدور الايجابي للمنتديات الثقافية والأدبية على مواقع التواصل الأمر الذي دفعني للمشاركة بنشاطاتي في أغلبها.
بمن تأثرتِ من الشعراء ؟ الشاعر حالة استثنائية يعبر من خلال بوحه عن تجربته وذاته فهو يترجم شعوره ومشاعرهلذلك أجد نفسي قد أتأثر بنمط شعري أو بأسلوب عام غير فردي لكني لا أجد إني متأثرة بأحد منهم فهم حالاتهم الشخصية ومشاعرهم الإنسانية الخاصة. وهذا لا يعني أني لا أستحسن أسلوب هنا وقصيدة هناك لدرجة الشغف أحيانا أمثال محمود درويش ونزار قباني ونازك الملائكة (مع حفظ الألقاب والمقامات)
من نسج منوالهم انتشرت في الأوساط الشعرية وخصوصاً عند بعض النقاد والأدباء فكرة عدم وجود امرأة شاعرة ؟الشعر فن لا يقتصر على الرجال دون النساء، و إن كانت نسبة المرأة الشاعرة أقل إلا أنها ملهمة الرجل الشاعر .
المشهد الشعري السوري الآن – كيف هو ؟ المشهد الشعري في سوريا وفي هذه المرحلة العصيبة علينا جميعا” لا بد أن يحتجب قليلا أو يغيب مقابل انشغال الشعب بكل أطيافه لتجاوز هذه المرحلة والوصول ببلدي الحبيب لبر الأمان بإذن الله في القريب . ويكاد يقتصر حاليا”على قلة ليست قليلة من الشعراء المحترفين وأصحاب المواهب التي صقلتها الحياة والمعرفة،ماقصدته هناك الكثير الكثير من الأقلام الواعدة لكن موهبتها ساكنة حاليا” لصالح الاهتمام بالشؤون العامة والسياسية واندحار المتآمرين.
ما هو الشيء الذي تتمسكين بتحقيقه؟ لست ممن يرضى بأنصاف الحلول لذلك تراني أتمسك بتحقيق كل شيء يرقى لمرتبة الأمنية أو الغاية عندي… أما في ترتيب الأولويات فإني أتمسك بتحقيق النصر المؤزر لوطني الأغلى وببناء أسرتي كما أحب وأخطط.
ماذا تمثل لكِ سوريا وهي الآن قلب الأحداث ؟ سؤالك قد تضمن لب الجواب سوريا هي القلب بكل أبعاد المعنى وفروعه، قلب الحدث وقلب التاريخ وقلب الوطن العربي وقبلة العالم وقلب العروبة النابض بالحب،سوريا هي دمشق ودمشق هي الياسمين والياسمين موئل المحبين اختصر لأقول لن تفي الكلمات.
عن ماذا تدور أغلب قصائدكِ ؟ عن ( أنا ) في كل حالاتي حلوها ومرها، أنا الفاعلة والمنفعلة، اليائسة والمتفائلة، المهزومة والمنتصرة أجمع مع كل شيء ضده…غالبا” ما أكتب نشرتي النفسية.
لنتوقف قليلا عن الأسئلة ودعينا ننصت إلى قصائد مختارة من كتاباتك ؟
يوم الفراق كئيبة تلك اللحظات
حين تخطف من نحب
وتعود ضيفا ثقيلا يتسكع حولنا
لا يترك مقعدا فارغا ولا أريكة مريحة
إلا ويشغلها بتنقلاته حتى في الصباح الباكر
يستهويه ألا يغادر
والغريب في الأمرلا يشارك بأي حركة
لكنه موجود دوما يملأ الزوايا
دون شرود نحتاج لقوة قصوى كي نهمل وجوده
ونتابع ملء الفراغ بصمت رهيب
تجف هنا الدموع في المحاجر
مع زفرة تلتقطها الحناجرإنه يوم الفراق
……………
حبيبي..
تعالَ لنرحلْ.. نقصدُ النَّجمَ
و هالةَ المشتري سقطتْ بفوضى العيشِ
ضحكتي و مشاعري..
مزَّقتُ كلَّ دفاتري..
أَلقيتُ أَقلامي كسّرتُ محابري..
جفَّتْ دموعي في لهيبِ محاجري ..
الهجر يقتُلني أَنا .. ما زلتُ أَنتظرُ اللِّقاءَ ..
حيثُ السّماء الساطعة.. والأَنوار المُشَعْشَة..
تعالَ نُنهي الطريقَ..
تبديلَ بعض المفارق…
كُدتَ بالهجرِ تقتُلني..
لا لا تُفارقْوكم انتظرتُ الوقتَ..
وأَنا التّي حرّرتُ قلبي…
لتكونَ للقلبِ مالكهُ الوحيد ..
ما نوع الدعم الذي يحتاجه المبدع ؟ المبدع هو فكر خلاق لا تشوبه شائبة لذلك فهو يحتاج كل أشكال الدعم لكن المعيار هو الدعم المعنوي والنفسي والأديب المبدع فنان الكلمة يطوعها فتطاوعه وهذا لا يتحقق إلا من خلال رفع المعنويات وصفاء النفس
مشروعك المستقبلي – كيف تحلمي بِهِ – وما هو الحلم الأدبي الذي تصبو إلي تحقيقه ؟ المستقبل مجهول علينا اقتحامه مزودين بكافة أصناف الأسلحة الدفاعية منها والهجومية كي نضمن اقتحاما” آمنا” واعذر مني هذا التشبيه فقد أسلفت لك بإني لا أقبل بأنصاف الحلول ولا أجيد نصف الممكن، ،فالمشروع المستقبلي -معذرة منك- لا أحلم به بل أضعه هدف واعمل لتحقيقه بعد تهيئة الإمكانات ،،أما عن حلمي في مجال الأدب فلا يتجاوز صقل وتنمية موهبة الأدب والشعر والغوص في يم لغة الضاد وبديعها ، وعند توفر الامكانات والوقت المناسب أن أجمع كتاباتي التي أرشفتها في دار نشر لطباعتها ضمن ما نسميه ديوان شعري.
أنت عضو في العديد من المنتديات الثقافية والادبية ولك موقع خاص باسمك- فهل استطاعت الشبكة العنكبوتية تقديم الانتشار والتواصل المستهذف بما تاسست من اجلة وصنع علاقة بين الاديب والمتلقي ؟ نعم استطاعت الشبكة العنكبوتية تقديم التواصل مما أسهم في انتشار العديد من صنوف الأدب. لقد صنعت العديد من العلاقات بين الأديب و المتلقي و تراوحت هذه العلاقات بين الجيدة و السيئة، فقد كانت للمنافسة بين الكتّاب أثرها الواضح في صنع العلاقات. فيلجأ البعض إلى تشويه صورة الآخرين من أجل النهوض باسمه، في حين يختبئ بعضٌ آخر خلف أسماءٍ مستعارة محاولين سرقة أعضاء المنتديات الأدبية و ضمهم إلى منتدى بديرونه باسم آخر.
أمنية لم تتحقق لكِ كشاعرة ؟ أنا هاوية أكتب ما يجول في خاطري لم أصل إلى مستوى أن يقال عني شاعرة بعد لكن أمنيتي أن ألتحق بركب الشعراء و أجمع ما أكتبه في ديوان أُسميه شذا الياسمين
و أخيراً ما الكلمة التي تقوليها في ختام هذه المقابلة ؟ أشكرك ألاديب المصري د. صابرحجازي لهذا اللقب الذي شرفتني به،لكني بتواضع لا أجد نفسي شاعرة بل أحاول نظمالشعر و كتابته تحت عنوان ( الهواية و تطوير الموهبة )و مع ذلك سأجيب بأن المنية و ما تحققت بعد هي ما أتيت على ذكره سابقا و هي جمع كتاباتي في مؤلف خاص بي عن طرق نشر دار الثقافة مستقبلا.
الكاتب والشاعر والقاص المصري د.صابر حجازي