في قصائد عصمت شاهين دوسكي
* قلم معبر عن جراحات الإنسان وأفراحه .
* النيل من كرامة الإنسان ليكون عبدا بالجوع والجهل
بقلم الأديب والإعلامي : أحمد لفته علي – بغداد
احتضن هواكا مالي أنا في ركني البعيد أشم كل مالا تدركه سواكا
دع رجلا متعبا من طول السير أنهك قواه إن لم يراكا هذه الكلمات تفجرت حينما قرأت قصائد عصمت شاهين دوسكي على نفس منهجه الشعري تجرى العواطف كشعر وغزل مؤثر يلامس الروح وشغاف القلب ويمد الفكر بالجمال والحب والحياة تحرك حتى لو كان جلمودا خلقت لجمال البوح والنفس والنسج ابتلاء الإنسان بشفيف المشاعر والذوق والإحساس هذا موسم الشعر في روحك وأنفاسك وغسل الباطن المحمل بالأشواق اعتقد لو بقت المشاعر مخزونة لفجرتك ومن حسن الحظ تداويه بالكتابة والتنفيس عنها بالكلمات المشعة بجمال الروح والبوح بكل أحرفك النورانية الصادقة التي تعبر عن صور ومضامين الإنسانية وتثير في القارئ هواجس وإحساس نقي من واقعية الحدث وأزمته الآنية التي تسكب دمعات سخية على الحدباء وعفرين وبادي وبيروت والعبارة وسنجار وغيرها الأصالة تعانى الإملاق والسرقة والرحمة رفعت من كابوس جثم على الصدور حين اختلقوا أزمة في دهاليز الغرف المظلمة للنيل من العملاق خوفا من نهوضه لتحطيم الأصنام الخشبية السهلة الانكسار .. صوت الأبرياء والمشردين والفقراء ،عش كريما وغنى في الأجواء للمساكين للجوعى والمحرومين ولا تنسى الدهر إن جار فله أوجه يوما لك ويوم عليك…..ومن قصيدة الحدباء هذا المقطع .
(( مالي أرى الناس مشردين
لا دفء لا زاد لا ماء رقراق ؟
أبكي إن سمعت أناتهم
رنة أناتهم شدو واختناق
ليل الشتاء برد جوع انتظار
والأمل من ظلمة الليل ضاق
لا ترم الخبز والماء بين الأقدام
يسأل الله راعي الإملاق
ارحم المسكين والفقير والسائل
فالرحمة بالإنسان عهد ووفاق
لا تفرق بين الورى ضمنا وجهارا
فيهم عزيز وكريم ومشتاق ))
كل ما تحرزه من قلمك في رسم صورة الإحساس الإنساني من رفق وحب وألم ووجع ..والضد الوجه القبيح للتصرفات الظالمة بحق الإنسان.. النيل من كرامة الإنسان ليكون عبدا بالجوع والجهل وسرقة خبزه وحقه وماله والاستيلاء على عرضه وشرفه وتكبيل قدراته… قلمك في التصوير والتحدث بلسان الإنسان العاجز وعدم القدرة فأنت بحق محاميه مجانا ولسان حاله وبلا مقابل…هذا العمل تستحق عليه شرف التكريم معنويا وماديا بجدارة واستحقاق عال للقلم المعبر عن جراحات الإنسان وأفراحه .
وضعتم الأسئلة والإجابات بعبقرية نادرة وفريدة في قصيدة ” عندي سؤال ” أين الرأي وأين الحكمة بعد المعاناة وغرق عميق في الأوحال أصحاب الحل والعقد ..؟؟ أين هم لماذا السكوت ولمن يواصلون الليل والنهار بين أفخاذ العاهرات..وأشباه الرجال ..؟؟ لمن أتوجه وديدنه العبادة وقبول الفقر والجهل والجوع ولا يجيب عن السؤال….؟!!!! أين هو ..أين اختبأ خوفا من الإجابة عن السؤال ..؟؟ سرقات في وضح النهار وهدم للعفة وقتل للرجال ونهب للطهارة وتلويث لكل جميل ،حيرة بلا قرار ولا استقرار انزل فالعروش اهتزت والسماء كورت ..من كثرة السؤال ودنيانا بلا ركائز ولا قرار….. من أين آتي بالجواب وأنت صاحب السؤال والجواب…..
((عندي سؤال
من دنس الأرض والجنان ..؟
من هجر وشرد وأبحر
بلا مرفأ بلا قارب بلا شطآن ..؟
من باع الأرض والإنسان
وبطش وقتل وادفن بلا دفان ..؟
آه مِن مَن اشترى الظاهر
وخلى جوهر الزيتون والرمان
وحمل الكتب الإلهية خاشعا
ولا يحفظ آية من إنجيل أو قرآن ))
الشاعر عصمت دوسكي كبير في مكان منزوي من هذا العالم زاده الكلمات والفكر والرؤى ينشر معاناة وصرخات ضمير الإنسان الجائع والمعدم والفقير بكلمات غاية في الوضوح ..وهو ينقل أحاسيسهم بأمانة الناقل والتفاعل معهم والتعبير عنهم وهو اشد حاجة والمعدم والفقير ولكنه لسان صارم في نقل الحقائق كمحام للدفاع عن كل موجوع وفقير وبائس مجانا دون تكلفة من احد…ولكنه الضمير الحي الذي يعطى من العدم أصدق وابلغ وأجمل الكلمات….قلم الشاعر الذي يصور ويحس ويتأوه ..للمظلوم الذي ليس له لسان ولا قلم ، عصمت دوسكي أكثر من ٢٤ موقع ثقافي وإعلامي تنشر موضوعاته قصائده لآهات وأوجاع الناس بعضا منها ورقية وأخرى الكترونية في مختلف دول العالم…
الأديب الكبير صوت الإنسانية المجروح الغائب بين الأشباح الأدبية..لم أقل إلا ما قرأت ولم أراك في حياتي ..ولكنى قرأت حروفكم النيرة وهى مشاعل صدق ونور في الصدور..كشفتم عنها بصدق ورؤية ثاقبة مجهريه..وعالجت قيحا وورما خبيثا في جسد مجتمع ينهش بلحمه السارقون والفاسدون دون خشية والرقباء موجودون ولكن حاجز الخوف والتحدي نزعت عنهم ..وأنت بمعول الكلمات تنزع الخوف وتضع شمس الحق والعدالة وتنطق بلسان الخرس ما سلبت من أموال وتعدى على الأعراض وهدم الدور وسرقة القوت ونزعت ثوب الفاسدين وكشفتم عن عوراتهم بحروفك وأشعارك وأنفاسك الخالدة لأنك أحد هؤلاء الذين ظلموا ووجع الظلم غير قابل للاحتمال ولم تهرب ولم تسكت بل صدحت بوجه السارق والمارق والشيطان والطاغوت…وقلت الحقيقة المفضوحة فأنت قبل كل شيء إنسان في غابة وحوش صارية تنهش باللحم وتسفك الدماء…وصرختم قفوا عن حدودكم ورفعت سيف الكلمات فأرعبت الطاغي والجبار والجبروت…بقلمك المشع نورا في بئر الظلام ودوما تشعل الشمعة ولا تلعن الظلام في قصائدك ومنها قصيدة ” ثروة موتى ” …..
(( كثرت المنابر ،كثرت الكراسي ،كثر الموتى
للركود سبيلا ،السراب حقيقة .. كثر الجهلة
اجتمع الجهلة والموتى
على طاولة بيضوية ليتمردوا
يقيموا ثورة كبرى
قال كبير الجهلة نسميها ثورة الجهلة
قال كبير الموتى نسميها ثورة الموتى
بعد جلجلة ظهرت السيوف
كثرت الدماء … فأعلن عدوهم ..ثروة موتى .. !! ))
الأديب الشاعر عصمت دوسكي يسخر صوت الحقيقة دوما مدويا في صحارى الجدب الإنساني يتعالى صادحا قويا …ويقال الشمس لا تحجب بغربال وهكذا صوت الحق والعدالة الإنسانية مؤكدا آيات القران وبالوصف بان الظلم من شيم النفوس والقلة من البشر لا يظلمون والقران في سورة يوسف.يقول ” إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلا مَا رَحِمَ رَبِّي ” وقالوا عن يوسف كذبا أكله الذئب وهم عنه غافلون ورمى يوسف في غياهب الجب… هكذا يصدح صوت الحقيقة أمام صوت الكذب والفساد والجهل .