عيد ميلاد سعيد “Happy Birthday”

د. نبراس المعموري

“بامكاني الان اعتزال السياسة بعدما غنيت لي عيد ميلاد سعيد” ..اعتبر غناء مارلين مونرو قبل اكثر من نصف قرن بعيد ميلاد الرئيس الامريكي جون كيندي حدثا تاريخيا لانها غنت بطريقة مميزة كعادتها في الاثارة بحركات واشارات وثياب تميزت بها دون غيرها .. اضافت مونرو حينها عبارة ياسيدي الرئيس فكانت الجملة عيد ميلاد سعيد ياسيدي الرئيس، مضت السنوات ومازالت الاغنية تردد بحفلات الميلاد لم يكترث حتى من تطرف بتوجهه الديني في ترديدها وظلت الاغنية حاضرة في كل ميلاد . . ذكرى ميلاد كندي وغناء مارلين مونرو ارشفت بالصوت والصورة وظلت حديث العالم فكلاهما خلدهما التاريخ.. الاول بسياسته وحنكته والثانية بصوتها واثارتها ..

تمر علينا ذكرى اعياد الميلاد ونغني ونحتفي باحبائنا وفلذات اكبادنا ونردد ذات الاغنية ، كندي رغم كونه الرئيس الامريكي لم يختلف عن الاطفال حين يمتلا وجههم الصغير بالفرح والسرور ويرددون “هبي بيرث دي تو يو ” وهذا يجعلنا نتفق ان السعادة كسعادة حقيقية لاتختلف بين المواطن والرئيس عندما يحتفى بميلاده ، الاختلاف فقط ان الرئيس يحاط بالجماهير والبذخ والصرف والقصر المتلألا بالشموع والزينة اما المواطن فلا يكترث ، كيكة صغيرة ومنزل بسيط قادرتان ان تزرعان البسمة والفرح  على وجهه وقلبه فالسعادة فرصة ذهبية لينسى الانسان همومه .

بعد الحفل ماتت مارلين مورنو لكنها قبل توديع الحياة حضيت بدعابات الرئيس كيندي بعد ان صعد المسرح ليقول لها “بامكاني الان اعتزال السياسة بعدما غنيت لي عيد ميلاد سعيد بهذا الاسلوب الحلو المفيد ” لكن للاسف هي من اعتزلت الحياة ! شعرت مورنو حينها بالسعادة واحتفت بالميلاد كأنه ميلادها وقد تكون فارقت الحياة لشدة الفرح ! لكن لو اتيح للتاريخ ان يعود فهل ستغني مورنو من جديد للرئيس ام ستغني للانسان الفقير الذي طاله غضب الرئيس فشرده وهجره وسحب منه كل مسلمات الحياة فكان الناهي الامر حتى بنسمة الهواء .

اعياد الميلاد جميلة رغم انها تقطف من عمرنا رويدا رويدا الا اننا نحتفي بها ، تكون اجمل عندما تخصص لصغارنا فنحتفي بهم ونصفق ونغني لاننا استطعنا ان نزرع البهجة في نفوس فلذات اكبادنا هكذا شعرت وانا استعد للاحتفاء بميلاد ابني احمد .. هل شعرتم بذات الشئ ؟ لكن ماهو شعور الرئيس وهو يطفأ شمعته ؟ لا اعتقد انه سيستمتع مثلنا فمن دخل السياسة دخل نفق خطر ومتعب ، بالمناسبة فستان مارلين مورنو الذي ارتده في ذلك الحفل بيع بحوالي مليون وربع دولار !!!

لا يتوفر وصف.

شاهد أيضاً

غيبوبة المدى !

د. نبراس المعموري قد يبدو مصطلح (غيبوبة المدى ) ذو طابع أدبي أو فلسفي، لكنّني …

error: Content is protected !!