الخطاب السياسي وتشكيل الأحزاب

سعيد ياسين

كنت قد كتبت في كانون الاول 2019 عن ضرورة إنتظام الشباب المتظاهر السلمي في تشكيلات سياسية لأجل أن يكونوا مندكين في تحقيق الأهداف التي تبنوها في التظاهرات الشعبية وإستكمال صورة الحراك السياسي وصولا الى سدة القرار وتقديم البديل السياسي الذي يرونه من خلال إنتخابات عامة والإحتكام الى صناديق الإقتراع,ومن نتائج الحراك الشعبي تم إقرار تعديلات مهمة على قانون الإنتخابات وصيرت الى الغاء سانت ليغو سيئة الصيت التي أستخدمت ببشاعة وليس للهدف التي وضعت النسبة لأجلها في الأنظمة التي جربتها,كما إقرار الدوائر المفتوحة وفق عدد مقاعد الكوتا النسائية على مستوى البلاد,طبعا هنالك ملاحظات على القانون ولكن الإطار العام أكثر إنفتاح لمن يتصدى لخوض الإنتخابات على المستوى المحلي .

كما تم تسجيل عدد كبير من التشكيلات السياسية الجديدة وإنشطار تشكيلات من التشكيلات السياسية الأم . هنا أود التذكير لموارد مهمة في التنافس السياسي لخوض الإنتخابات خصوصا تبني الخطاب السياسي ونوعية وذكاء هذا الخطاب في تعبئة الجمهور وإدماجه في الإصلاح السياسي ,علينا أن نعرف أن المشاركة في الإنتخابات ترشحا وإنتخاب هو حق وليس واجب ويكاد أخلاقيا أن يكون واجب كمهمة وطنية وشرعية في المشاركة بالشأن العام وصناعة القرار,أن التصدي والفوز برضا وأصوات الجمهور مسؤولية كبيرة خصوصا في وضع مثل العراق وتراكم المشاكل والتحديات وإضاعة الفرض منها موضوعية وأخرى مختلقة لإفشال التجربة الديمقراطية في العراق والتعكزعلى مفهوم الأغلبية الدائمة والأقلية الدائمة مع تغييب الخطاب الوطني الشامل إختيار الخطاب الشعبوي الفئوي الإبتزازي والتسقيطي مع الأسف الشديد في كثير من الأحيان.

هنا أتوجه الى الحركات والتشكيلات السياسية بكل مودة وحب وتمنيات في النجاح ,أتمنى عليكم تبني خطاب وطني موحد غير مفرق,قدموا أنفسكم للجمهور على أنكم محل قوة وقدرة على إصلاح النظام السياسي والتغيير نحو الأفضل من خلال برامج وخطط واضحة قابلة للقياس والرصد والمراجعة,عليكم تبني سياسات في إبلاغ الناس والإفصاح عن المعلومات بالوسائل المتاحة,عليكم إستطلاع معرفة البيئة الاجتماعية وموارد القوة والضعف وحاجات الجمهورمع وضع آليات تلبية متطلبات الجمهور لأجل تحسين نوعية الحياة. الخطاب الوطني وحده لا يكفي بلا رؤية سياسية واضحة في تحليل البيئة السياسية وما يمكن تحقيقه بشكل منفرد أو بالشراكة مع الحركات السياسية الأخرى لأن القرار غير محكوم بالخطاب السياسي فقط بل بالعدد الذي يصوت لصنع إتخاذ القرار.

تبني الوضوح والشفافية بما كنا ننتقد به الاخرين من حيث الشفافية في مصادر التمويل واليات إتخاذ القرار في الحياة الداخلية ناهيكم عن مشاركة حقيقية ونوعية للمرأة في الحياة الداخلية للحركات السياسية. تبني الخطاب النوعي وكيفية تحدث الحركات السياسية عن نفسها وبرامجها ورؤيتها ومتبنياتها ,الحذر من إنتقاص الخصوم المتنافسين ,المجد لا يبنى على أنقاض الآخرين بل عن متبنياته هو وحركته كبدائل عما تم الأخفاق فيها ما سبق والحرص كل الحرص على تبني نوعية خطاب عالية تعتمد على معايير ومؤشرات لأن من يتم الإنتقاص منه اليوم من الممكن جدا سنجده شريكاً أو متحالفاً في مرحلة من المراحل والجمهور يراقب ذلك.

عرض البرامج النوعية الواضحة والقابلة للتنفيذ لإصلاح النظام السياسي والإقتصادي إدارة الموارد والإيرادات العامة وتوظيفها في التنمية ,كما إمتلاك رؤية واضحة لسلامة الأمن القومي ودعم المؤسسات الدفاعية والأمنية ورؤية واضحة لماهية مفهوم سيادة القانون وإنفاذ القانون و إقامة العدل والإلتزام الكامل بمبدأ السيادة الوطنية التي لا تتجزأ,وتحرير البلاد من أية تبعية وإحتلال أجنبي. قبل أن نذهب الى مكافحة الفساد من المهم والجوهري إمتلاك رؤية واضحة لآليات وتدابير الوقاية من الفساد ,كما أهمية المحاسبة والمساءلة للمفسدين وضمان عدم الإفلات من العقاب وعدم التسامح مع الفساد والمفسدين وإسترداد الأموال المنهوبة,مع مكافحة ومنع أية أنواع الإعتداء على الأموال والممتلكات العامة .

على من يتصدى للسياسة أن يؤمن بمبادئ الحكم الرشيد وهي من ملامح النظام الديمقراطي, أكتب وأتحدث كفرد عراقي كل أمنيتي الوصول الى المواطنة وأشعر بالملكية العامة للدولة ومؤسساتها على أنها ممتلكاتي أنا كفرد وشعب لاغير. أخيرا وليس آخرا ,من الضرورة تعبئة الجمهور لتحديث السجلات وإستلام البطاقات البايومترية ,أن المشاركة الواسعة يقطع دابر أية تشكيك وتخوين وتزوير .

لا يتوفر وصف.

شاهد أيضاً

العراق وطن القلوب والحضارة

اللواء الدكتورسعد معن الموسوي أنا دائمًا ما أبتعد عن الحديث في السياسة وعراكها، لكن عندما …

error: Content is protected !!