ينتمي حمض الفوليك إلى مجموعة فيتامينات بي، ويطلق عليه أيضاً فيتامين بي9، ويمتاز هذا الفيتامين بأنه قابل للذوبان في الماء، وبالتالي فإنَّ الكميات الزائدة منه تخرج من الجسم مع البول ولا يتم تخزينها، لذلك فإنَّ هنالك حاجة للحصول على هذا الفيتامين من المكمّلات الغذائية أو الأطعمة بشكل منتظم. كما يلعب هذا الفيتامين دوراً مهماً في وظائف الخلايا ويساعد على نمو الأنسجة، ويساهم مع فيتامينات أخرى على تكوين بروتينات جديدة.
اختصاصية التغذية ميرنا الفتى تطلعك في الموضوع الآتي على فوائد حمض الفوليك للمرأة:
التخلص من السموم في الجسم
بداية تقول اختصاصية التغذية ميرنا الفتى: إنّ “حمض الفوليك يساعد على تكوين الحمض النووي والمواد الوراثية الأخرى لدى الجنين، لذا من المهم للنساء الحوامل تناوله، ومن يخططن للإنجاب خصوصاً اللواتي تجاوزن سن الثلاثين منهن.
يجب استغلال فوائد حمض الفوليك للقضاء على السموم في الجسم، والتي يمكن أن تقلّل من ظهور حب الشباب على الوجه، ولكن يجب أن نلاحظ أيضاً أن جرعة زائدة من حمض الفوليك يمكن أن تؤدي إلى المزيد من حب الشباب والبقع غير المكتملة والجافة.
كما يلعب حمض الفوليك دوراً هاماً في نمو الشعر ويمكن أن يؤدي النقص فيه إلى الشيب المبكر وفقدان الشعر.
لحمض الفوليك وظيفة مهمة في خلايا الدم الحمراء؛ فيما يتم إنتاج خلايا الدم البيضاء أيضاً بمساعدة مكمّلات الفولات، لذلك إن تناول حمض الفوليك بشكل مناسب يمكن أن يمنح البشرة توهّجاً طبيعياً وصحياً.
حمض الفوليك مع فيتامين B12 يساعد على تقليل تخثّر الدم، وجلطات الدم التي تؤدي إلى أمراض القلب والأوعية الدموية. وبالتالي فإنه يساعد على تقليل فرص حدوث النوبات القلبية.
يمكن لحمض الفوليك أن يمنع الخلايا السرطانية من التكاثر، ويمنع من حدوث سرطان القولون وعنق الرحم وسرطان البنكرياس، كما يساعد على تحسين سماكة جلد الإنسان وتقليل علامات الشيخوخة”.
فوائد حمض الفوليك في الوقاية من سرطان الثدي
وتضيف الاختصاصية ميرنا الفتى قائلة: “يرتبط الحصول على كميات كافية من حمض الفوليك مع العديد من الفوائد الصحية للجسم، منها تقليل خطر الإصابة بعيوب الأنبوب العصبي حيث ارتبط انخفاض مستويات حمض الفوليك في الأسابيع الأولى من الحمل بإصابة الرضع بعيوب الأنبوب العصبي مثل التشوّه الخلقي بالدماغ، أو بالعمود الفقري، أو بالحبل الشوكي. ومن الجدير ذكره أن معظم النساء لا يمتلكن مستويات كافية من هذا الفيتامين، ولذلك يُنصح بإعطائهن في عمر الإنجاب المكملات الغذائية منه بما لا يقلّ عن 400 ملليغرام يومياً.
كما يمكن لتناول كميات كبيرة من الفولات تقليل خطر الإصابة بسرطانات الثدي والرئة والأمعاء. ويعتقد الباحثون أن نقصه قد يسبّب توقف السيطرة على الجينات، وبالتالي فإنه يزيد من خطر نمو الخلايا بشكل غير طبيعي وخطر الإصابة بالسرطان. بالإضافة إلى ذلك، فإنَّ النقص فيه يرتبط بتكوين حمض نووي صبغي غير مستقر، مما قد يزيد من خطر الإصابة بهذا المرض.
من جهة أخرى يمكن لتناول كميات كبيرة من الفولات من جانب المصابين بالسرطان سابقاً أن يعزّز نمو الأورام لديهم.
على صعيد آخر أشارت إحدى الدراسات الطبية إلى أن نقص حمض الفوليك في الجسم ارتبط بزيادة خطر الإصابة بمرض التوحّد، حيث وجد أن تناول هذا الفيتامين قبل الحمل وفي مراحله المبكّرة يمكن أن يقلّل خطر الإصابة بهذا المرض عند الأشخاص الذين يعانون من عدم فعاليّة أيض الفولات.
كما بيّنت إحدى الدراسات العلمية أن استخدام مكملات حمض الفوليك يمكن أن يقلّل من خطر الإصابة بالشفة الأرنبية. بالإضافة إلى علاج التهاب المفاصل الروماتويدي، حيث يصف الأطباء عادة مكملات حمض الفوليك للمرضى المصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي؛ التي تعتبر من العلاجات الفعّالة”.
فوائد حمض الفوليك في التقليل من الاكتئاب
وتتابع الاختصاصية ميرنا الفتى: “من فوائد حمض الفوليك أيضاً تقليل الاكتئاب، حيث أشارت بعض الدراسات الطبية إلى أن تناوله يمكن أن يفيد في علاج الاكتئاب، بالإضافة إلى تقليل ضغط الدم في الجسم؛ إذ اعتبرت إحدى الدراسات التي أجريت على النساء أن اللواتي تناولنَ كميات أكبر من الفولات يقل خطر إصابتهن بارتفاع ضغط الدم مقارنة مع غيرهن، كما أنَ تناول مكملات حمض الفوليك له التأثير نفسه.
هذا مع الإشارة إلى أن تناول كمية كافية من حمض الفوليك يساهم في الوقاية من فقر الدم ويساعد الجسم على تكوين الخلايا الجديدة مثل خلايا الدم الحمراء.
وأخيراً يعتبر نقص حمض الفوليك في الجسم من مسبّبات فقر الدم.
وتناوله قد يقلل خطر الإصابة بالتنكس البقعي المرتبط بالعمر حيث أشارت الدراسات إلى أنّ تناول حمض الفوليك مع فيتامينات أخرى مثل فيتامين B12 وفيتامين B6 يمكن أن يقلّل من خطر الإصابة بفقدان البصر المرتبط بالتقدم في العمر”.
الأطعمة الغنية بحمض الفوليك
وتعدد الاختصاصية ميرنا الفتى بعض الأطعمة الغنية بحمض الفوليك، والتي سوف تساعد إضافتها إلى النظام الغذائي في الحصول على كفاية الجسم منه، وهي:
– الخضار الورقية الخضراء الداكنة: تعتبر الخضار الورقية الداكنة من أكثر أنواع الأطعمة الطبيعية فائدة على الإطلاق، وخاصة أنها غنية بحمض الفوليك، لذا وللحصول على الكفاية من حمض الفوليك يتم تناول طبق كبير يومياً من السبانخ، الكرنب الأخضر أو الخسّ الروماني.
– الهليون: يعتبر الهليون أكثر أنواع الخضروات غنى بحمض الفوليك، فتناول كوب واحد من الهليون المقطّع والمغلي كفيل بأن يمنح 262 ميكروغراماً من حمض الفوليك، أي ما يقارب 65 % من الحاجة اليومية. كما يتميّز الهليون كذلك بمحتواه العالي من العديد من العناصر الغذائية الهامة الأخرى مثل فيتامين K، فيتامين C، فيتامين A والمنغنيز.
– البروكلي: يعتبر البروكلي أحد أفضل الأطعمة الطاردة للسموم من الجسم، كما أنه يحتوي على نسبة عالية من حمض الفوليك، إذ يحتوي كوب واحد من البروكلي على نحو 26% من الحاجة اليومية من حمض الفوليك.
– الحمضيات: تحتوي الحمضيات على نسب عالية من حمض الفوليك، فعلى سبيل المثال تحتوي حبّة البرتقال الواحدة على نحو 50 ميكروغراماً من الفوليك، بينما يحتوي كوب عصير البرتقال على نسبة أعلى، وهناك فواكه أخرى غنية بحمض الفوليك مثل البابايا، العنب، الموز، الشمام والفراولة.
– البقوليات: تعتبر البقوليات والبازلاء والعدس خصوصاً مصادر جيدة جداً لحمض الفوليك، وقد يمنح طبق واحد من العدس الحاجة اليومية منه.
– الأفوكادو: يحتوي كل كوب من الأفوكادو على نحو 110 ميكروغرامات من حمض الفوليك، والذي يعادل 28% من الحاجة اليومية منه، ولا يعتبر مصدراً ممتازاً لحمض الفوليك فحسب، بل إنه كذلك غني بالأحماض الدهنية، الفيتامين K والألياف.
– البامية: للبامية قدرة خارقة على منح الجسم احتياجاته من العديد من المواد الغذائية مع القدرة كذلك على تنظيف الجهاز الهضمي من السموم. ويحتوي كل نصف كوب من البامية على 103 ميكروغرامات من حمض الفوليك.
– المكسرات والبذور: تحتوي البذور والحبوب بشكل عام على نسب عالية من حمض الفوليك، خاصة بذور عباد الشمس وبذور الكتان؛ فكوب واحد منها يوفر نحو 300 ميكروغرام من حمض الفوليك. كما تحتوي المكسرات عموماً واللوز والفستق خصوصاً على نسب عالية من حمض الفوليك.
– القرنبيط: يعتبر القرنبيط عموماً أحد أفضل المصادر الطبيعية لفيتامين C، كما أنه مصدر ممتاز لحمض الفوليك، فكوب واحد من القرنبيط كفيل بمنح نحو 55 ميكروغراماً من حمض الفوليك، أي ما يعادل 14% من الحاجة اليومية.
– البنجر: يعتبر البنجر مصدراً ممتازاً لمضادات الأكسدة، والتي تعمل على تنظيف الجسم من السموم، وتنظيف الكبد بشكل خاص من السموم. بالإضافة إلى هذا كله يعتبر البنجر أحد المصادر الممتازة لحمض الفوليك، فكوب واحد منه فقط يوفر 148 ميكروغراماً من الفوليك أي 34% من الحاجة اليومية.
– الذرة: تحتوي الذرة على نسبة عالية من حمض الفوليك، فكوب واحد من الذرة المسلوق يحتوي على 34 ميكروغراماً من الفوليك، أي ما يقارب 9% من الحاجة اليومية.