اختيار علي عبد الواحد
يعتبر سرطان الثدي من أكثر أنواع السرطانات إنتشاراً بين النساء، و قد يصيب كلاً من الرجال والنساء إلا إنهُ أكثر شيوعاً بيَن النساء، و وفقاً لتقارير سابقة أصدرتها وزارة الصحة العراقية، فإ َّن عدد المصابين بالسرطان يبلغ عموماً نحو ٢٥ ألف سنوياً، و تشكل نسبة المصابات بسرطان الثدي ٢٢ في المائة عن عدد ال ُمصابين بالمرض.
اما منظمة الصحة العالمية فقد صنفت العراق من بين الدول الأعلى بلإصابة ، حيث جاء في الربع الأول لمعدل الإصابات بين الدول العربية والسابع والثالثين على مستوى العالم، فيما بلغت الوفيات 11.70% من عدد السكان.
و اختلفت الاراء بشان ارتفاع معدلات الاصابة فهناك من يرى إ َن وعي النساء و إدراكهن بأهمية الفحص المُبكر ضروري جداً، بحيث يُمكن إن ينقذهن من مشاكل أكبر ُممكن تحصل في حال تَم كشفهُ ُمؤخرا.
وهناك من يرى مشكلة انتشار سرطان الثدي ليَس في عدم الفحص مبكراً و إنَما تكمن بعدم وجود نظام صحي جيد في البلد قادر على علاج المرضى سواء عند إكتشافهم للمرض مبكراً أو عكس ذلك.
وبهذا الصدد اجرينا مقابلات مع بعض المواطنين والمعنيين لعرض تجاربهم ورؤيتهم للحد من الاصابة .. المواطنة (ب. ح.) البالغة من العمر ٢٨ سنة، تقول إ َن أختها التي توفيت بمرض سرطان الثدي لم تكن تعلم إنَّها مصابة و عندما إكتشفت ذلك كان المرض قد إنتشر و لم نتَمكن من علاجها، ُمؤكدة إ َن المستشفيات في العراق لا تصلح لعلاج مرض خطير مثل السرطان، بالإضافة إل ٰى ذلك الأسعار الباهظة الثمن و ال ُمعاملة السيئة.
بينما أكد المواطن (م. ك.) البالغ من العمر ٣٢ سنة، إ َن والدتهُ عندما أُصيبت بسرطان الثدي، كشفَت عنهُ مبكراً و تَم علاجها بإستئصال الورم و الذي قد يُشار إليه بإسم جراحة الثدي المحافظة أو الإستئصال الموضعي الواسع، و الآن أصبحت بخير، و ما تزال على قيد الحياة، ُموضحاً إ ّن الأطباء كانوا يعاملونها ُمعاملة جيدة.
يقول أحد المواطنين من سكنة بغداد البالغ من العمر ٥٢ سنة، إ َّن سبب إزدياد إنتشار مرض سرطان الثدي لدى الفتيات و السيدات في العراق ليس فقط بسبب عدم الكشف ال ُمبكر عنهُ بل السبب الأكبر وراء إرتفاع أسعار علاجه ُ و هذ ِه مشكلة تواجه كثير من العوائل في العراق.
أما آراء الأطباء في هذا الشأن فقد تَ َر َكزت حول إزدياد هذا المرض في الآونة الأخيرة لد ٰى الفتيات و السيدات في العراق، ولاسيما في المناطق النائية بسبب الفقر و ثقافة المجتمع البسيطة حول الفحص ال ُمبكر، بحسب الطبيب (ع. ا) بينما رأى زميلهُ (أحمد الصفار) و هُو طبيب عراقي جراح مختص بسرطان الثدي: إ َن الإصابة بهذا النوع من السرطان يعود إلى سببين : الأول – وراثي َو يصيب النسبة الأقل من النساء، و الآخر ُمتَعلق بظروف الخطر و من أبرزها تَعرض عدد كبير من العراقيين للإشعاعات خلال الحروب المتكررة.
و بالإنتقال إلى وزارة الصحة لمعرفة السبب وراء مشكلة إنتشار مرض سرطان الثدي، أ َكد وزير الصحة “حسن التميمي” في لقاء صحفي إ َّن الوزارة غير ُمهيئة لتوفير العقاقير الغالية الثمن بشكل سريع تزامناً مع إنتشار المرض، مبيناً إ َّن هذ ِه العقاقير تحتاج إلى ميزانيات عالية. و أضاف التميمي ” إ َّن الوزارة َعملت جاهدة بكافة إمكاناتها لتوفير أفضل خدمة صحية ُممكنة للمواطنين.
من جهة أخرى، أو َضحت منظمة الصحة العالمية إ َّن التوعية هَي الخطوة الأولى و الأساسية في المعركة ضد سرطان الثدي و لذلك ننصح النساء للتَنَبه إلى العلامات و الأعراض الأولى للمرض و عدم إهمالها إذا ظهرت، ُمؤكدة إ َّن نسبة الشفاء من المرض كبيرة جداً إذا توفَرت العلاجات اللازمة لذلك.
و أضافت المنظمة “إ َّن المستشفيات العراقية ما تزال تحتاج الكثير من التطوير لتواكب الطرق الحديثة لعلاج هذا المرض.
و تشير الطبيبة” سوزان فيج ريمرز” مديرة قسم المعلومات الخاصة بالسرطان إلى إ َّن حوالي ٣٠٪ من مرض ٰى السرطان يُصابون بمشاكل نفسية بسبب المرض و كثيرون منهم يحتاج للعلاج النفسي لذلك من الضروري عند التصدي للمرض لابد وضع الجانب النفسي في مقدمة الاهتمامات العلاجية.