هادي جلو مرعي…
بريتوريا العنصرية جنوب أفريقيا الحالية لم تعد ٱستثناءا في نهضة السود، مثلما إنها لم تكن إستثناءا في عبوديتهم، ويبدو العالم يتغير، وماعاشه مجتمعا في الماضي، فإنه يعيش التغيرات مجتمعا، وهاهو يشهد مايمكن أن يكون صدمة.
في بنسلفانيا، وهي ولاية شهدت ولادة جو بايدن الأكثر حظا في رئاسة أمريكا، كما شهدت ولادة جورج واشنطن، وربما فرانكلين، وفي مدينة فيلادلفيا التي تتبع لها ضغط ضابط أبيض على رقبة جورج فلويد الأسود البشرة، ومنعه التنفس حتى مات، وخرجت أمريكا كلها على وقع توتر شديد لرفض ممارسات التمييز ضد السود، وبقية الأقليات حتى صار تقليدا عالميا رفض العنصرية والتمييز، في هذه الولاية يكاد يكون الإنقلاب في مؤشرات تصويت المواطنين لصالح بايدن تعبيرا عن التغيير في المزاج العام حيث يتخلى الناخبون عن ترامب، ويثأرون من حماقاته التي سببت التناحر والطبقية والتمييز بين الأقليات العرقية والسود، وبين البيض، وهو مالم يكن المرشح الجمهوري يتحسب له حين تجاوز القيم الإنسانية والأخلاقية في التعامل مع المواطنين، وحرض الأمريكيين على بعضهم البعض.
ملاحظة مهمة: واهم من يظن إن التغيير الحقيقي حصل مع فوز أوباما عام 2009 وهو أول رئيس امريكي من جذور أفريقية، وأجزم إن هذا التغيير يحصل اليوم وبقوة حقيقية بفوز مرشح أبيض متعاطف مع السود والمسلمين والهسبانك والأقليات اللاتينية المهمشة، وبوجود مرشحة لنيابة الرئيس وهي السوداء كاميلا هاريس التي تعد أول إمرأة تتولى المنصب، مثلما إن الأحداث الأخيرة، وتحول المزاج الكوني عن النظرة التقليدية للأعراق، ولون البشرة جعل من أمريكا مثالا سيئا في التعامل مع البشر، وهو مالم يعد ملائما لسنة التغيير، بإنتظار تطورات صادمة في مسار الأحداث في هذا العالم الذي لايحتمل تعاليا من أحد على الآخرين، والتنمر عليهم كما هي طريقة ترامب.