صرخة الروح وحبيب الروح

الشاعر عصمت دوسكي بين الصرخة والحبيب

* هل نحن في زمن الصم والبكم والعم ؟

* ومنهم لا يملك لقمة عيش فكيف يطبع أعماله الأدبية .

لا نهتم لأسباب ظلت واهية شماعة الحروب والكورونا  .

* متى نستوعب إن الأمم بأدبائها وعلمائها ..؟  

بقلم الأديب أنيس ميرو

لم يعد كافيا أن نكتب بل المهم أن تكون لكتاباتنا صدى ورد وطاقة ايجابية لمن يهمهم الأمر فصرخة الشاعر تدوي في صور عديدة ،أحقا لا تصل هذه الصرخة إلى مداها الحقيقي ؟ أم تصل لكن هذا الزمن زمن الصم والبكم والعم ..؟ هل نحن في زمن الصم والبكم والعم ؟ زمن التماثيل والإلهة المادية الصورية فمن يقدم لها القربان يكون محظوظا وفي نفس الوقت مذلولا مكسورا مهينا في الأعماق حيث هو والآلة سويا ولو سألنا أين العدل ”  وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ” 58 النساء    ”   وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ” 181    الأعراف وهناك الكثير من الآيات تتحدث عن العدل ولكن من يطبقها من يتخذها منهجا حياتيا ..؟  مما يجعلني أحس بالأسف الشديد أجد الكثير من الشعراء والأدباء المبدعين لا حول لهم ولا قوة سوى نبض القلم الذي يدوي منه صرخة الروح حتى لو كانت في مناجاة حبيب ، لقد عودنا الشاعر عصمت شاهين دوسكي أن ننتظر لنرى كتاباته اللاحقة وهذا نادرا ما يحدث فقد كنا سابقا ننتظر كتابات طه حسين والعقاد وإحسان عبد القدوس ونزار قباني وتوفيق الحكيم والجواهري وبى كه س وعبد الله كوران ولطيف هلمت وبدرخان سندي وغيرهم  فمتعة القراءة والانتظار للجديد لها صداها المميز وستكون أفضل ومكملة متعة فكرية من سابقاتها وإن كانت لكل قصيدة سبق وإن كتبها لها خصوصية معينة وأجواء رتبت لها ونكهة خاصة بها من كل زاوية فيها في كل مضامينها وصورها المكنونة إن هذه القصيدة ” حبيب الروح ” للشاعر عصمت دوسكي بكلماتها و أجواءها تنفع لفترة التسلطن أجواء ألف ليلة وليلة لما فيها من خصوصيات الطرح الجريء جرأة ووضوح وبحلاوة الكلمات وعطرها الأخاذ المتميز حسب اعتقادي لقد بدء عودة الأدباء المبدعين للظهور من جديد بعد أن حلت أجواء الفتن والإرهاب والتدمير لكل جميل في عموم هذه المنطقة بكاملها وغزت مناطق أخرى من محيطها بأفعال إجرامية لا مبرر لها فكان من الأولى أن تتجه البلدان كلها لبناء بلدانها ومحاربة الفقر والجوع والتخلف والتصحر والبحث عن الجمال وتكريم المبدعين من الأدباء والشعراء والفنانين ممن يبقون قيمة أزلية لشعوبهم على مر الدهور فما نراه في جمهورية مصر العربية من الكنوز الأثرية للحقبة الفرعونية وما قبلها وما بعدها لقد خلد كل شيء فيها علماءها ومبدعيها من الشعراء والفانين والأدباء من الرسومات والتماثيل والنقوش الجميلة التي خلدت ،كما هي في حضارات العراق لحقب زمنية مختلفة من بابل الزقورات والجنائن المعلقة وإلى نينوى وآشور والنمرود وفي سوريا و حضارات لدول في أمريكا الجنوبية والبيرو وفي دول آسيوية عديدة أي كان دور الأدباء والفنانين على مختلف مهنهم واختصاصاتهم أبقت بصماتهم في ذاكرة هذه العصور ،في عراق الرافدين فكما كان للجواهري والسياب ونازك الملائكة وفائق حسن و بلند الحيدري ومظفر النواب والعلامة علي الوردي وعظماء آخرين ولنا في إقليم كوردستان العراق شعراء وأدباء ونقاد وأسماء لو كانت في دول أخرى لكان حالهم أفضل ، فالظاهر لا نعير لهم أي قيمة اعتبارية لا نهتم لأسباب ظلت واهية شماعة الحروب والكورونا  ومما زاد الطين بلاء تبوء أشخاص غير كفوئين في مواقع يشرفون على أمور الثقافة والعلم والفنون تنقصهم أمور ثقافية كثيرة فكيف كانت مدينة ( دهوك) في فترة السبعينيات مزدهرة بالفنون المسرحية والمهرجانات الشعرية الفنية وكيف اضمحل كل شيء يشير للأدب وللفنون المحترمة ولا أرى أية قيمة اعتبارية للأدب وقل أعداد من يتابعون ذلك وإن أغلب الأدباء لا يجرؤون من طبع جهدهم الفكري والأدبي لكونهم على بينة من أمرهم قد لا يعوضون عن المبلغ الذي طبع به كتابهم مهما كان مضمونه .ومنهم لا يملك لقمة عيش فكيف يطبع أعماله ،وبعد عودة الأديب والناقد عصمت شاهين الدوسكي لمدينته دهوك الحبيبة واستقراره فيها وبلا ( عمل لحد الآن ….؟!! ) رغم كل جهد جهيد لتأمين مصدرا لعيش وتامين رزقهم ورغم كل المعاناة والغبن والإهمال من الجهات المعنية بالثقافة ما زال نبض الكتابة والشعر وله إسهامات كثيرة في مجالات الكتابة المختلفة في الفكر والمضمون أليس هذا إجحافا وتهميشاً بحقه في الحياة ؟ مفكرا وأديبا وإنسانا ، كتبه طبعت في أمريكا والمغرب وسوريا وبغداد ودهوك ،متى نستوعب إن الأمم بأدبائها وعلمائها ..؟  وأدباء آخرين من أمثال الأديب أحمد لفتة علي والأديب بدل رفو والأستاذ الفنان التشكيلي نزار البزاز والأديب  والباحث سردار علي سنجاري وعبد الله كوفلى    وجوتيار تمر وإسماعيل طاهر وجمال برواري والأستاذ نزارالبامرني ووليد مصطفى والأستاذ رمزي عقراوي  والأستاذة كلستان المرعي ونجاح هوفك  وأسماء عديدة أخرى أي نحن بحاجة لإعادة الاعتبار للعلماء والأدباء والفنانين على اختلاف اختصاصهم ،لقد كتبنا وعقبنا على مختلف الأمور الضرورية ولكن لا توجد متابعة من جهات تشرف على الثقافة والأدب أليس من الضروري تكريم من يستحق ذلك خدمة للجهد الفكري وعطاءهم لقوميتهم ووطنهم العراق فبسبب هذه الكتابات أصبح لاسم (مدينة دهوك) واقليم كوردستان العراق في الدول العربية وفي أوروبا تذكير لكل مثقف وأديب يقيم الأدب ويحترمه ولنعيد التبحر بهذه القصيدة الجميلة التي جعلت للروح صرخة وإيحاء لهذه الأفكار وصرخة أخرى .أدناه القصيدة كاملة .

حبيب الروح

عصمت شاهين دوسكي

حبيب الروح .. يا نسمة البوح

ضمني .. جردني من الجروح

اكتب على جسدي عشقا

لم يكتب في كل لوح

أنت الفارس الذي ألهب كياني

أصبح اسمك على كل كأس صبوح

يا ليلا عاريا

على فراش الشوق

تلمح للوصال المسموح

قال أحبك .. آه من الحب

لو أتى على أنفاس معذب مذبوح

*********

سيد الليل والحرف والإحساس

آن الأوان أن تعانق الأنفاس

قلادة في جيدك ثارت

بين هضابك غدت ألماس

تلاشى الكون بعد صمت

تمردت الأشواق دقت الأجراس

زفرات باتت مشتاقة

لامست شفتيك كرقة الآس

لا نوم يقترب ، لا سهر يكفي

بين يديك محت أزمنة الأقواس

كل ما فيك ثائر طري

أخشى عليه من هذياني أن يداس

أعلن هزيمتي أمام غزواتك

لا كلام يجدي ولا قلم ولا قرطاس

**************

قال : أنا متيم بك وأنت قمر

ما للقمر يتأخر لا يعتمر

أرغب أكون الوحيد  

يدخل عمرك بلا سور أو أثر

قلت : هل بقي من العمر

أن يكون عمرا للقمر

تجرد كملاك

رأيته بين خجل ونظر

فلا البصر في حكمة

ولا نظر يغض جمال النظر

بحثت عن ستار الوقار

لكن المسامات فاضت على البحر

حبيب الروح

أينما يتحول نظري

أراك بين الوجوه قمر

أنا لك وإن طال الفراق

وإن هبت في حياتي ألوان القدر

شاهد أيضاً

٤٥ ألف كتاب مجاني بأكبر مهرجان للقراءة في العراق

انطلاق الموسم ١١ لمهرجان “أنا عراقي أنا أقرأ” بحضور أكثر من ٣ آلاف شخص شهدت …

error: Content is protected !!