د . سعد السعيدي
ما حصل اليوم من احداث مؤسفة في كربلاء تمثلت بصدامات بين بعض الزوار وقوات حماية العتبات المقدسة يجب ان لا يمر مرور الكرام لانه ينذر بأمكانية تصعيد خطر مستقبلاً لا سيما في المحافظات الجنوبية والفرات الأوسط وعليه من واجبنا الوطني تسجيل بعض الملاحظات بخصوص هذا الحدث : أولاً : ان هذا الحدث مهما كانت الجهة المسببة له يعد فشلاً لا تتحمله الحكومة وحدها بل كل النظام السياسي الذي فشل في حل وادارة الأزمات المتتالية وسمح لها بالتضخم والتراكم الى الحدود القصوى والتي ستعصف بمستقبل البلد .
ثانياً : يجب ابعاد المراقد المقدسة والشعائر عن اي نشاط غير ديني على الرغم من كونها مراكز للفكر الديني والسياسي والاجتماعي بسبب حساسية المرحلة ويجب ان يشمل هذا الحظر كل القوى المتنافسة لنزع مبررات اي طرف .
ثالثا: يجب حصر حماية وتنظيم الأنشطة المختلفة المتعلقة بالمراقد المقدسة بقوة معينة مدربة ومجهزة ومنضبطة وتحت اشراف القائد العام للقوات المسلحة لكي لا توضع تحت الشك او الولاء لجهة معينة .
رابعاً : يجب ادراك ان هناك توجه واضح لمواجهة محتملة للضد النوعي بين تيارات المكون الواحد في جنوب العراق.
خامساً : واذا اصر كل طرف وبالأخص معسكر ( المتظاهرين – المدنيين – الاصلاحيين – الثوريين – القوى المساندة للأزاحة الجيلية وتغيير النظام ) الذين يرى فيه الضد جوكرية مخربين وعملاء للأمريكان ،. ومعسكر ( المحافظين – الإسلاميين – بعض الفصائل الولائية – المسانديين للحفاظ على جوهر وشكل النظام السياسي الحالي ) الذين يرى فيهم الضد انهم ذيول او عملاء لإيران فأن الصدام في اطار المكون الواحد ( الشيعي ) قادم لا سامح الله تحت عنوان الرؤى الخاصة بكل طرف لانتشال الدولة والمجتمع من هذه الأزمة .
سادسا: اليوم اكثر من اي وقت اخر فان المراجع و القوى الوطنية والمفكرين والأكاديميين والإعلاميين ومنظمات المجتمع المدني وكل من يستطيع ان يسارع بصياغة رؤى وطنية معتدلة تفرض على جميع الأطراف المختلفة لمنع وصول الوضع الداخلي الى الانفجار التام وتحميل اي طرف يرفض الحلول الوسط وفك الارتباط باي مشروع خارجي مسؤولية ما ستؤول له الأوضاع مستقبلاً .
سابعاً: ان التوتر والفشل في ادارة الأزمات المتتالية الذي اوصلنا لهذا الحال يدفع و بما لا يدع مجال للشك الى تغيير حقيقي وجذري في اطار الدستور وعبر الانتخابات النزيهة الى تغيير سياسي شامل لا يشمل الشخصيات ومراكز الثقل السياسي الحالية فحسب بل وكذلك آليات الإدارة السياسية وطريقة ادارة الدولة بشكل عام .