للشاعر عصمت شاهين دوسكي
* إننا نعيش في ظروف صعبه لم يشهد مثلها التاريخ .
* حرمان البشر من كل شيء إنساني بما فيه الماء والكهرباء.
* الشعر قضية إنسانية يلغي المسافات والفوارق والحدود .
بقلم وليد عبد الله خريوش – فلسطين
الأدب الإنساني الذي يجسد الحقيقة ولو كانت اشد مرارة من واقع يهز المشاعر والفكر ويجلي الأعماق من هوس الاضطرابات والحروب المصطنعة والخراب والدمار المتعمد والجهل والفقر المدروس من قبل من يريدون أن يكون المجتمع جاهلا فقيرا ذليلا منكسرا لكي تبقى السيطرة عليه سهلة هؤلاء هم يخططون لإنهاء البشرية على سطح الكرة الأرضية خلال العشرين سنه القادمة ضمن خطط مبرمجه بدايتها عام 2020 كوارث وحروب وفايروسات جديدة …من هذا المنطلق المأساوي الإنساني يكتب الشاعر عصمت شاهين دوسكي قصيدة ” أيام عجاف ” يا ترى متى يمضي كل عجاف..تخلو الحياة للربيع…تزين الروح بالأمل والأنفاس…كم نتوق إلى ذلك وأصبح حلما من أحلامنا أن نرى الماء والكهرباء في بيوتنا ..أننا أصبحنا محرومين من كل ما هو إنساني على هذه الأرض…
( بان الكسوف
لا نهر .. لا عسل .. لا زاد
أيام على أمل يعاد
من قلب رؤوف
أفواه كممت بخرقة
أيدي منعت بنزوة
حجرة هاجس كفوف
ما الذي أتى معاتبا ..؟
ما الذي أشقى حبيبا .. ؟
يتلوى بين ظاهر ومحذوف )
في عام 1973 وضع طغاة العالم ومجرميها خططا للخلاص من سكان هذه الأرض ضمن خطوات مبرمجه ومدروسة على أن تكون بدايتها عام 2020 ونشروا الفايروس ولديهم مزيدا من الفيروسات القاتلة ولم يكتفوا بالفقر والجوع الذي كان مخططا له وحرمان البشر من كل شيء إنساني بما فيه الماء والكهرباء خططوا لعشرين عاما قادمة من المعاناة التي لا تستطيع أن تخلو الحياة للربيع والحب والأمل وأصبح حلما من أحلامنا أن نعانق أطفالنا ليلا ونحن نشرب الماء ونأكل الخبز ونغسل ملابسنا التي باتت تحت رحمة الكهرباء ،إننا نعيش في ظروف صعبه لم يشهد مثلها التاريخ وكل ذلك بخطط شيطانية وكأنهم هم الآلهة على هذه الأرض يتحدون بإلوهيتهم يريدون أن يحولوا العالم إلى قطيع من العبيد وهم أسيادها لكي لا ينقص الأكسجين الذي نتنفسه ويصبح حكرا لهم ،أنهم أعدوا للبشرية مزيدا من الفيروسات القاتلة والكوارث والحروب المدمرة لتقليل عدد البشر حتى لا يستنزفوا الموارد البشرية ولا يلوثوا البيئة ولا يستهلكوا الأكسجين فأصبح البقاء للأقوى لكي تبقى وتعيش على هذا الكوكب الذي دمر المجرمون كلى شيء جميل عليه وحرموا كل محب من لقاء حبيب أو حبيبه فلنستعد لمواجهة الخطر القادم وإذا كان لا بد من الموت فلنمت شجعانا…أن كلمات الشاعر الكبير عصمت شاهين الدوسكي هي من فتحت الباب على مصراعيه وسلطت الضوء على ما هو قادم ومن زمن طويل ومن درسها بعمق يفهم طبيعة المؤامرة التي استهدفت كل شعوب العالم وستطال كل الخونة والمرتزقة والحكام الذين قدموا المساعدة لقتلة العالم .
( أيام عجاف تأبى الرحيل
حتى لو تركت ألف قتيل وقتيل
حجر محجور
صمت مقبور
لا هاتف لا صدى معيل
الفقر ينهش الأجساد
الجوع يغتال بنات وأولاد
الداء يكسوه زمن طويل
كيف الوصول لنور لا يزول ..؟
كيف يقضي الفاعل والمفعول ..؟
يرحل الطاغي بلا فتيل
يرفع سارية هابيل وقابيل ) .
وأخيرا أقول إنها الحرب بين الحق والباطل بين الخير والشر بين الجمال والحقد بين الحب والكره وبينهم وبين الله رب هذا الكون كله فأما أن يثبت الله وينتصر وإما أن يكونوا هم إله البشر وهذا ما دفعني لكتابة ذلك بسبب الألم الذي يعتصر قلبي يمكرون لكن مكر الله أقوى وأشد ،كل الاحترام والتحية والتقدير لشاعرنا الكبير الذي لم يترك صغيرة ولا كبيره إلى كتبها في قصائده الشعرية ومن يريد أن يفهم أكثر عليه دراسة كلماته وحروفه من جديد ..ادعوا الله أن يخلصنا من ما نحن فيه وأن يجعل بشائر النصر والحرية تلوح بالأفق أنه على كل شيء قدير .
( أيام عجاف
أقبل الصيف لم يقتل الداء
الطامة الكبرى لا كهرباء لا ماء
يهرب الرغيف إلى عالم الحلم
يرسم دقيقا وملحا وأيدي بيضاء
الأرض تدور، تدور
لا دار ولا دور
فضاء يدور في فضاء
كأن القيامة تقوم
تنذر بالبوق المدعوم
صوت يبيح أبواب الفناء
الأمل يمسك خيوط الشمس
لعل الضمير يحيا ويحس
وترفع الأيدي إلى رب السماء )
هكذا حينما يكون الشعر قضية إنسانية .. قضية حب وحياة .. قضية رسالة وإبداع ، لا يفرق بين أبيض وأسود بين فقير وغني . يلغي المسافات والفوارق والحدود والقيود ويجعل للحرية الأصيلة كلمة صادقة ، أيام عجاف ستمر وستبقى الأعمال الإنسانية خالدة يشار لها بالبنان فالشاعر ينقل صورة العصر والمجتمع والحدث بصورة سلسة غير معقدة تصل لقلوب الناس وتهز أرواحهم وتوقظ مشاعرهم وتحرك إحساسهم وتثير أفكارهم وفي نفس الوقت تسمو بوعيهم وترتقي بأعماقهم نحو نور الحياة والجمال والحب وترسم لوحة إنسانية حقيقية تبهر الناظر وتعجب القارئ ، هذه بعض سمات الشاعر الذي يجسد الحب والإنسانية والارتقاء والإبداع التي نلمسها ونحس بها في ذات وفكر الشاعر عصمت دوسكي في قضية الوجود واللا وجود والعطاء والجحود والحب واللا حب .