تعالوا نعبر إلى ليف أولمن..

أيسر الصندوق

من كتاب ” أتغير ” للممثلة النرويجية ليف أولمن تقول : ” لعل ما أفتش عنه على الدوام هو مملكة الطفولة الضائعة ” عندما كان الحديث عن الحياة والموت بينها وبين ابنتها لين , وكما تعتقد أن الاثنين لديهم نفس الجواب هو الذي كان يكمن في تضاعيف صمتهم “

هذا في الكتاب المعنون ” أتغير ” للممثلة النرويجية ليف أولمن الصادر عن دار المدى في الطبعة الأولى عام 2007 ومن ثم صدور الطبعة الثانية عام 2016 , ترجمة ” أسامة منزلجي ” سلسلة للذكريات ومحطات الحياة ولابد للعبور إليها 

كتبت أولمن عن الأشخاص بأسمائهم وبشكل صحيح لأنها تمثل جزءاً من حياتها بعد أن قدمت الكتاب والذي كان يحمل مذكراتها إهداء إلى ابنتها ” لين ” وهي تحاول من خلاله أن تسجل وقائع الرحلة داخلها عندما تحملها أفكارها وتطوف بها العالم كله فيه, لا تؤمن بأن المعرفة أو التجربة التي تشكل جزءاً من حياتها هي أعظم بأي حال مما لدى الآخرين

وتضيف في ما دوّنت في الصفحات الأولى إنها حققت حلماً واحداً – ولملمت عشرة أخرى جديدة عوضاً عنه ورأت الجانب الآخر لشيء يلمع .

أولمن في مذكراتها تكتب عن العيش والابتهاج والحزن وتجاهد كي تكبر ومع ذلك كل يوم يمر تسمع صوت تلك الفتاة الصغيرة داخلها وهذا عندما تعود بذاكرتها الى أحلام الطفولة ترى أنها تشبه الكثير من الأحلام التي ما زالت تراودها ولم تعد تعتبرها كما لو أنها جزء من الواقع .

تحاول أولمن طوال الوقت أن تتغير وكما تقول : إنني أعلم علم اليقين أن هناك أكثر بكثير من الأشياء التي كنت قريبة منها أريد أن أتوجه الى هذا الاتجاه أن أجد السكينة لأتمكّن من الجلوس والإنصات الى ما يجري داخلي دون أي مؤثر دخيل .

وبشكلها النحيل والشعر القصير المقصوص جداً لا تزال الألحان التي كانت تسمعها وهي في الثالثة عشرة في مدرسة تعلم الرقص وكما تقول : تشحنني بالبغض بذكرى الفتيان بقمصانهم البيضاء وهم يندفعون كالصاعقة الى ساحة الرقص حين تصفق المعلمة بيديها وتقول ” كل مع رفيقته ” 

وتضيف , حين كنت في الثانية والعشرين جاء مخرج ألماني يدعى بيتر بالبتزش الى مسرحنا في أوسلو , علمني أن كل ما نجسّده على خشبة المسرح يجب أن يظهر من جانبين : أن يصور باللونين الأسود الأبيض فعندما ابتسم يجب علي أيضاً أن أظهر التكشير الكامن وراءها يجب أن أحاول رسم الحركة المقابلة الانفعال المقابل , تعلمت أن أعمل بوعي أكبر .

وأذكر انطلاقي المفاجىء كنجمة سينمائية في أميركا شيء غير متوقع ولا يزال بالنسبة إلي مبهماً لا أدري إن كان قد جعلني أسعد حالاً إن كنت أشعر أني مهددة كمحترفة أو وهذا أهم ربما كأمرأة .

وتقول عندما صورت أفلاماً في إنكلترا وفرنسا والدنمارك ورومانيا والسويد ورافقتني لين زرنا بقاعاً كثيرة من العالم , لم يعد عقدي مع المسرح ساري المفعول ولم يعد في مقدوري الإشارة الى جذوري في الوطن 

ولكن كان لدي بيتي الذي أحب وكتبي واسطواناتي والأشجار الراتنجية في الخارج ونبات الخلنج الذي بإمكان لين أن تجري عليه حافية القدمين وأصدقائي والعائلة

وتبين أولمن أن للشهرة ثمنها تذكر حين منح كيسنجرجائزة نوبل إني أرسلت له برقية من قرية صغيرة في إيطاليا وعبرت فيها عن أملي في أن تصله على الرغم من زحمة مظاهر الاحتفاء به وبعد مضي بضع ساعات اتصل بي هاتفياً ليشكرني ، لم ألمس من خلال صوته سعادة ظاهرة ولم اسمع مع صوته أي شيء من مباهج الاحتفال

سألني صحافي ذات مرة عن شعوري بعد نيلي العديد من الجوائز وأوسمة الشرف

قلت لسوء الحظ لا أستطيع أن أتحاور معها

ضحك وهو يظن أني أمزح

لا

أنا هنا في منزل كبير جداً علي وعلى لين , إنني جزينة ومتعبة ومسرورة ولكن ليس معي مَن أشاركه هذا كله .

على سريري فتاة صغيرة تستيقظ قليلاً حين أتمدّد الى جوارها ” ماما فمي مملوء بالقبل “

شاهد أيضاً

٤٥ ألف كتاب مجاني بأكبر مهرجان للقراءة في العراق

انطلاق الموسم ١١ لمهرجان “أنا عراقي أنا أقرأ” بحضور أكثر من ٣ آلاف شخص شهدت …

error: Content is protected !!