يوكسل مصطفى كمال ترزى باشى
رئيسة مؤسسة خاتون الثقافية
المرأة تعد جزاً مهماً من كيان المجتمع الكلي وهي المكون الرئيسي للمجتمع حيث شغلت عبر العصور أدوار كثيرة ومهمة ولهذا يعد دورها في المجتمع كبيراً وذات أثر واضح، وعلى الرغم من وجود طاقات جيدة من النساء لهن قدرات ومواهب قادرة على رفد المجال الثقافي بالتطورات المتميزة لكن هناك أسباب مانعة لظهور هذه المواهب مع العلم أن فاعليتها الثقافية تعد من الإثباتات التي تؤكد حضارة المجتمع واستقراره وأيضاً مؤهلة لخوض ميادين المعرفة والتربية أسوة بالرجل وتتفوق في مجالات معينة بسبب قدراتها الطبيعية.
لابد أن نقف على موقعها الحقيقي في مجتمعنا الحالي حيث لا زالت تعاني من النظرة الضيقة التي ساهمت في تحجيم دورها الاجتماعي لأسباب عديدة منها التقاليد والأعراف العشائرية وسيطرة المجتمع الذكوري على معظم مرافق الحياة (السياسية، الاجتماعية، الثقافية والاقتصادية)، وأسباب كثيرة أخرى لكن علينا التحرك باتجاهات مختلفة منها مواصلة السعي لتوسيع دورها في قيادة المجتمع خصوصاً بعد عام 2003 والحوار الهادف والبناء لبيان الموقع الايجابي لها في المجتمع كونها تمثل الأم، الزوجة، الابنة والأخت، مع توضيح دورها الايجابي في الخطب الدينية كما مذكور في الديانات السماوية السمحاء والسعي الجاد لنشر ثقافة الحرية العقلانية التي تستسقي فيها قيمها ومبادئها من الجوانب الايجابية في تراثنا الشعبي والديني.
للمرأة دور بارز وفعال في نشر الثقافة وواجب عليها أن تكون مثقفة من أجل بناء مجتمع مثقف، فالمرأة المثقفة تتميز بأنها على معرفة وتواصل بما يحصل من التطورات المستمرة في العالم وأنها تمتلك معلومات وخبرات في مجالات مختلفة وبإمكانها الخوض في كثير من النقاشات وبقوة وأيضاً أن تكون حريصة على تطوير ثقافتها بشكل مستمر.
بإمكان زيادة ثقافة المرأة من خلال قراءة الكتب المتنوعة والتي تساعد في زيادة المستوى المعرفي والثقافي لدى المرأة وعدم الاكتفاء بقراءة المواضيع التي تحبها فقط، مع تعلم لغات جديدة التي توسع معرفة وثقافة المرأة والتعرف على ثقافات أخرى التي تساهم في زيادة المستوى الثقافي لها والاختلاط مع الآخرين للتعلم منهم والتفاعل معهم واكتساب معارف جديدة ومختلفة.
وأخيراً كلما زاد نشاط المرأة للعلوم والمعرفة من مطالعتها واكتسابها الخبرة في الحياة زاد معدل الوعي الثقافي لديها وأصبحت عنصراً بناءاً في المجتمع.