صوتها: بيروت
حاورتها: أفين أحمد
اكدت الكاتبة اللبنانية باسكال صوما، ان مشروع النضال النسوي هو أسلوب حياة ولا توجد امرأة متحررة تماما في بلادها، لافتة الى ان قضايا المرأة محكومة بالدين والسطوة الأجتماعية والقوانين المجحفة.
وقالت صوما في حوار حصري لمجلة صوتها.. ان حضور المرأة في الأحتجاجات اللبنانية الأخيرة كان مميزا و مؤثرا و هو دليل حضورها القوي في السياسة، المجتمع وفي الأقتصاد، فهي تملك رأياً وتعبّر عنها على رغم التهميش ومحاولات التنميط التي تتعرّض لها ومحاولات الإقصاء لاسيما من ناحية أستمرار عدم إقرار الكوتا النسائية في المراكز المهمة وعدم تقديم الدعم الكافي لتحقق المرأة نفسها.
من حيث الدور الأجتماعي ترى صوما ان المرأة ما زالت تعاني من المجتمع الذكوري وتسلّطه عليها وعلى قدراتها وأحلامها ورغباتها، إنما بشكل متفاوت.. ففي لبنان قد تجدين امرأة متحررة تماماً، فيما جارتها تتعرّض لأعتداءات يومية وتمنع من الخروج والتعلّم والعمل.
في النهاية مشروع النضال النسوي هو أسلوب حياة، وليس مجرّد أمر نحققه وننتهي منه.. هناك الكثير لتحقيقه، والأنتفاضة اليوم جزء كبير منها نسوي، فحين يطالب الناس بدولة مدنية، فهم بالتالي يطالبون بدولة تحقق العدالة والمساواة بين الجنسين.
وحول هل تمكنت الاحتجاجات في بلد يضم 18 طائفة، من توحيد الحضور النسوى تقول الصحفية والكاتبة باسكال صوما: لا أعرف إن كان مطلوباً أن تطالب جميع النساء بالأمر ذاته أو أن يعملن في طريق واحد أو لتحقيق فكرة واحدة فقط. برأيي كل امرأة في مجتمعها وظروفها ومعاناتها بإمكانها أن تشكّل فرقاً وأن تكون نموذجاً. لبنان بلد كثير الطوائف والتنوعات، ومعاناة نسائه مختلفة ومتفاوتة. لكنني أعتقد أن ما فعلته نساء لبنان في الانتفاضة دليل إضافي على القوة النسائية في مختلف المناطق والطوائف، لافتة الى ان الحكومة هناك 6 وزيرات. وهي المرة الأولى التي تسجّل فيها حكومة هذا العدد من النساء. لكنّ اعتراضنا الأساسي الآن على الحكومة ككل وطريقة تشكيلها، كونها لاتمت إلى حكومة الأختصاصيين بصلة وهو المطلب الأساسي الذي أراده اللبنانيون في أنتفاضتهم.
واشارت الى ان لبنان رغم صغر حجمه إلا أنها مجموعة مجتمعات مختلفة وبالتالي تختلف أدوار المرأة وحرياتها من منطقة إلى أخرى أو عائلة وأخرى. لكن ربما عموماً المرأة اللبنانية باتت تحظى بالتعليم وتستطيع العمل وكسر بعض الحواجز الاجتماعية، ونرى كثيرات يعشن باستقلالية تامة اقتصادياً ومادياً واجتماعياً وأنا منهنّ. لكن تبقى قضايا المرأة كما قضايا أخرى محكومة بالدين والسطوة الأجتماعية والقوانين المجحفة التي لا تدعم المرأة ولا تحميها كما يجب من العنف والتزويج المبكر والاستغلال والتحرش والتهميش…
واكدت أن معاناة المرأة العربية هي واحدة في أمكنة كثيرة، لا سيما لناحية عدم تأمين الحماية الكافية لها وعدم دعمها للدخول في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وأظنّ أن النساء العربيات يحاولن تحقيق قفزة، ومن الجميل واللافت أن نتبادل التجارب ونستفيد منها، فالمعاناة والظلم يوحّداننا. وعلى النضال أن يوحّدنا. في النهاية كلنا نفرح بأي انتصار مهما كان صغيراً تنجزه أي امرأة في أي مكان. كلنا مثلاً فرحنا حين منحت السعوديات حق قيادة السيارة، وكلنا نشعر بالأسى حين تُقتل امرأة بسبب العنف الأسري مثلاً.
ـ البطاقة الشخصية للكاتبة باسكال صوما:
أنا صحافية وكاتبة لبنانية، حائزة على شهادة في الصحافة وأخرى في اللغة العربية وآدابها وأتابع دراساتي العليا حالياً. عملت في مؤسسات إعلامية عربية ولبنانية وأعمل حالياً في موقع “درج” ككاتبة وسكرتيرة تحرير، وأيضاً في “راديو روزنا” أعمل في تحرير الحلقات وكتابة التحقيقات. أشارك في الكثير من المؤتمرات حول حرية المرأة وأدوارها.