حمزة مصطفى
لاتختلف معاناة رئيس الوزراء الحالي مصطفى الكاظمي عمن سبقه من رؤساء الوزارات العراقية خصوصا بعد عام 2003. كل ماقاله لنا حين التقينا به الأسبوع الماضي (مجموعة من الإعلاميين والمحللين السياسيين) نعرفه جيدا لأننا سبق أن سمعناه بطريقة أو بأخرى من أسلافه بإستثناء شئ واحد أسقطه الكاظمي وهي نظرية المؤامرة. نظرية المؤامرة كانت على مدار السنوات الـ 17 الماضية تأكل وتشرب معنا سواء إرتفع النفط الى عنان السماء متخطيا عتبة الـ 120 دولار للبرميل الواحد أو هبط الى مادون العشرين دولارا مثلما حصل قبل أسابيع.
على مدار سنوات النظرية كنا لانستطيع عمل شئ. نريد نبلط طريق ترفض إسرائيل ذلك. نريد نبني مستوصف صحي في قرية الحاج دغموش يحرك حلف الناتو قواته من أقاصي المحيطات ضد هذه الخطوة العملاقة. نريد نسوي جسر طابق ونص لاتنام كوندليزا رايس الليل قبل أن تلغى خطط الجسر وتأمر بتصدير مواد البناء الى كازاخستان عبر رأس الرجاء الصالح (قناة السويس كانت تحت التصليحات في وقتها). إذن الأمر لم يكن بيد الحكومات السابقة والبرلمان في دوراته السابقة والكتل السياسية في كل دوراتها السابقة واللاحقة لأنها لايطالها التغيير شاء من شاء وأبى من .. صخم وجهه.
نعود الى جلستنا مع الكاظمي بإعتبار نحن وهو زملاء مثلما قال لنا الرجل بكل ود. تكلمنا في شؤون شتى وبعضنا تحدث بصراحة وقوة (طبعا مو آني). وكان الإنطباع الذي عبر عنه زميلنا دولة الرئيس من خلال ما أعلنه زميلنا أيضا أحمد ملا طلال الناطق الرسمي بإسم الزميل رئيس الوزراء مريحا.جاء ذلك من منطلق أن المطلوب هو أن يكون الحديث صريحا وواقعيا وشفافا طبعا وهو ما عبر عنه أيضا الزميل نقيب الصحفيين مؤيد اللامي.
الجلسة كلها كانت بين زملاء يطمحون الى بناء دولة كانت على مدى السنوات الماضية “على باب الله” برغم غناها الذي يوصف بأنه فاحش. لكن هل ستبقى كذلك في المستقبل؟ ولأن الصحفيين في العادة لايعطون لزمة على أنفسهم فإننا حين بدأنا “نحجي معلك” بشأن كيت وكذا وماذا كان وما ينبغي أن يكون وتعال وروح قطع علينا الزميل الكاظمي الحديث قائلا إن عمر حكومته لايتعدى الإسبوعين. الرجل الزمنا الحجة اليس كذلك. زميل همس بأذني خارقا مبدأ التباعد الكوروني “لو كايل أبوهيا نظرية المؤامرة أحسن” من جانبي إبتسمت “بعبي” مع أن الرجل على حق.. إذا حكومات صار لها تعمل 17 عاما وجدت نفسها حايرة في دفع رواتب شهر لولا قانون الإقتراض الذي أقره البرلمان مشكورا بربع ساعة وصادق عليه السيد رئيس الجمهورية مشكورا هو الآخر بأقل من 24 ساعة (يعني مسافة السكة بين مبنى البرلمان وقصر بغداد)فما الذي يمكن أن تعمله حكومة حديثة الولادة عسيرتها؟ سوف نمنح الزميل دولة الرئيس سنة. بعد السنة نتحاسب إذا سمح لنا كوفيد 19.
وبصرف النظر عما يمكن أن يتحقق خلال سنة من الآن فإنه في حال “دق لنا” اليتيمة وأستحضر نظرية المؤامرة مثل سابقيه فإن ذلك يعني أن الدولة سوف تبقى تستدين وتداين وتقترض وتشحذ وتدق أبواب البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والبنك المركزي ومصرف الرافدين والرشيد وآشور والمتحد والإسلامي وصندوق تقاعد المتقاعدين, وإحتمال صندقجة حجية عمشة التي تحتوي فلوس .. الدفنة مالتها.