عماد الشمري
مضت العادة بشغل الرجال منصب “المختار” في عموم العراق منذ تأسيسه، وصار أشبه بالعرف المتداول والمعتاد، حتى كُسِرت القاعدة بتولي ثناء سلمان محمد الزبيدي المنصب في منطقة السنية بالحلة مركز محافظة بابل جنوب بغداد.
ويشهد بنجاح تجربة ثناء في منصبها الكثيرون من أهل حي السنية، فيقول محمد الغزالي -وهو أحد أصحاب المحال في الحي- إنصراحتها بشأن القرارات والإجراءات الممكن تنفيذها وغير الممكنة، هو الركيزة الأساس لتعزيز العلاقة بينها وبين السكان الذين باتوا داعمين لإدارتها المتميزة.
وأضاف أنها تمتاز بتواصلها الدائم مع الأهالي وزيارة بيوت المنطقة للتعرف عليهم وعلى مشاكلهم وحاجاتهم عن قرب وبشكل واضح دون تهوين أو تهويل.
ويقول سامر حسن، وهو من مواطني مركز الحلة -مؤيدا لما قاله الغزالي- إن المختارة ثناء الزبيدي أثبتت أن العلة ليست بشغل المنصب منرجل أو امرأة بل في الإخلاص وتأدية الواجبات، موضحا أن ما قدمته من خدمات وتنسيقات بين الأهالي والجهات المسؤولة الخدمية والأمنيةجعل الكثير من أحياء بابل يبحثون عن امرأة تمثلهم وتطلع على أحوالهم.
الصعوبات
وتحف الأمر عندما يكون نوعيا وفريدا العديد من العراقيل، وهو ما تحدّثت به الزبيدي “لم تكن الصعوبات بقبول الأهل و قاطني الأحياء التي توليت أمرها أو رفضهم، بل المضايقات من مسؤولين في القضاء وبرلمانيين، وحتى أعضاء في مجلس محافظة بابل الذين هم على دراية بتجربتي وإمكاناتي”.
وتأتي الخبرة من تجارب الحياة وتنمّى عبر الممارسة والتعلم من الإخفاقات واغتنام النجاحات، ولربما هي الأمور نفسها التي مكنت المختارةثناء من مزاولة وظيفتها بنجاح، كونها عملت 12 عاما رئيسة للمجلس البلدي ببابل قبل حله.
وتقول ثناء إنها اكتسبت دراية بالمجال الخدمي وكيفية التعامل مع الناس من منصبها السابق في المجلس البلدي، وهو ما استطاعت توظيفهمنذ استلامها منصب “المختار”، فكانت الثمار سريعة والدليل تمسك أهالي السنية بها.
ولم تكن الخبرة السبب الوحيد لنجاحها، فقد أكد حسن أن أكثر ما مكنها من النجاح في عملها أنها ابنة المنطقة كابرا عن كابر، فهي بينأهلها وقريبة من الجميع، وهو ما مكنها من تقديم خدمات للجميع وخاصة ذوي الحاجات والعوز.