سعد الأوسي
*يقول اهل التجارة ان العرف في اي مشروع جديد يبدؤونه ان لاتحسب الشهور الست الاولى في ميزان الربح بل ربما يتحملون الخسارة فيها حتى تستقيم الامور وينتظم العمل….!
*ويقول اهل الدين ان الله خلق السماوات والارض في ستة ايام وهو القادر المقتدر ان يقول لها كوني فتكون في طرفة عين ، ولكنه تقدست اسماؤه وصفاته وتعالت قدرته اراد ان يضرب لمخلوقاته مثلا ان كل شئ عنده بميقات موقوت….!
ويقول اهل الفلاحة والزراعة ان الارض لاتعطي أُكلَها الا بعد ان تستتم موسمها .
*ويقول اهل الامثال : من استعجل الشئ قبل اوانه عوقب بحرمانه،
ولاننا شعب عجول في كل شئ ويريد كل شئ قبل اوانه حتى وان لم يبلغ نضجه وصلاحه (يعني نص ستاو)،
لذلك عاقبنا الله بالحرمان من متع ومباهج ومنافع وعافيات وراحات بال كثيرة رغم انه انعم علينا برزق عميم وفير ، فاعطانا الزرع والضرع اللذين اهملناهما فلم ننتفع او ننفع بخيرهما احداً، ثم اعطانا الذهب الاسود وافراً مدراراً وفضلنا به على كثير من العالمين، فانتفع به العالم اجمع الا نحن بقينا نبيعه ونحرق امواله في حماقاتنا وحروبنا ومشارعينا الثورية او نتركه للريح هباءً منثوراً حين نتكاسل عن استخراجه او تسييل رديفه الثمين (الغاز) ، وفضّلنا ان نشتريه من دول (الجوار) جاهزا ، اكراما لعيونهم الجميلة وكي لا (نگطع رزقهم) لانهم اصحاب عوائل !!!.
لن اعتذر عن غضبي وغيظ كلماتي مما اراه واسمعه على لسان اوغاد السياسة والاعلام ومدعي العلم والتحليل الذين يملؤون مواقع التواصل الاجتماعي والصحف والشاشات منذ 27 يوما حتى الان ، وبتحديد المناسبة سأؤرخ : منذ استوزر الرئيس مصطفى الكاظمي حتى ساعة كتابة هذه السطور، حيث لم ينقطع صراخهم وشكاواهم وملامتهم ونقدهم وجدالهم وتقريعهم عن عدم قدرة الكاظمي وحكومته في هذه الفترة الطويلة جدا ( ال 27 يوماً) عن حل مايلي :
1/ ازمة اسعار النفط العالمية المتدهورة التي عجزت عن اصلاحها الدول الاثنا عشر الاعضاء في اوبك ، كما عجزت الدولتان العظميان – قوةً وانتاجاً وموارد مالية- اميركا وروسيا بكل ثقليهما عن ان تزيدا او تنقصا سعر برميل النفط دولارا واحد فقط ، حتى وصل الامر باحديهما (امريكا) الى بيع نفطها لشهر نيسان الفائت مجانا بل (بالناقص) ايضاً ، اي ان تبيعه وتعطي فوقه 37 دولاراً عن كل برميل لمن يشتريه !!!، حتى انطبق عليها القول البذئ المأثور :
(فوگ نفطها چيلة ماش)….!
2- عجزه ايضا عن حل جائحة كورونا التي ترعب العالم منذ شهور . على الرغم من ان العالم اجمع ترك اعماله وجلس في بيته وحرّم على نفسه الخروج مخافة العدوى من هذا الوباء الخطير ، الا العراقيون الذين رفضوا الحظر والحجر لانهم (يحتصرون خصوصا وقت المغربية)، وامتناعهم عن لبس الكمامة والقفازات (لانها تضوجهم وهمه خلگهم ضيّگ بلا اي شي) ، لكنهم في الوقت ذاته لم يتوانوا ابدا عن شجب وانتقاد الكاظمي وحكومته على عدم قدرتهم القضاء على الوباء وحماية العراقيين منه، مع ان منظمة الصحة العالمية عجزت و(خلص گلبها) من عدم التزام العراقيين بتعليماتها الكفيلة بمحاصرة الوباء والقضاء عليه.
3- يتحدث العراقيون بغضب ايضا عن عدم نجاح الكاظمي وحكومته في القضاء على ازمة البطالة الكبيرة وشحة او انعدام الدرجات الوظيفية للخريجين ، وهي المشكلة التي يعاني منها العراقيون منذ 17 عاما !!!!
وكان على الكاظمي وحكومته حلها في نفس ال 27 يوما التي تسنم فيها المنصب، على الرغم من انها صادفت (4 جمع وحلول شهر رمضان المبارك والذي ينخفض فيه اداء موظفي الدولة دون النصف ، وثلاث مرات حظر شامل للتجوال وايام عيد الفطر المبارك ) !!!
مما يعني بحساب العرب كما يقال ان الكاظمي ووزراءه لم يحظوا سوى باقل من أسبوعين عمل فعلي في احسن الاحوال !!!!.
4- كما ويتعجب منتقدو الكاظمي وحكومته عن عجزه (حتى الان) في حل مشكلة ساحات التظاهر المشتعلة بالثائرين الشباب منذ ثمانية شهور خلال الاسبوعين اللذين قضاهما رئيساً للوزراء !!!!!
لاحول ولاقوة الا بالله…..!
5- ثم يعيبون عليه ايضاً انه لم يحل ازمة السكن الازلية التي يعاني منها الشعب منذ 50 عاما وعجزت عنها الحكومات المتعاقبة….!!
6- ويأخذون عليه في هذين الاسبوعين انه لم يحل ازمة المدن المدمرة بسبب الحرب مع داعش والتي قيل انها تحتاج الى سنوات من العمل الكبير ومعونة الدول المتقدمة في عملية اعادة اعمارها !!!!!
7- وعلى الماشي ايضا كان على السيد الكاظمي ان يحل في هذين الاسبوعين اليتيمين ايضاً ازمة البطاقة التموينية العليلة التي لم تتعافَ منذ 2003 حتى الآن !!!!!
8- ولابد ان يحلّ ايضاً في اسبوعين مشكلة الخدمات الصحية العامة وبناء مستشفيات جديدة وبناء الاف المدارس وتخصيص رواتب للعاطلين عن العمل وتزويج الشباب العازبين
رغم انه استلم ميزانية خاوية تماما تصفر فيها الريح !!!!
اتقوا الله ياناس
واخرسوا ايها السياسيون والاعلاميون المرتزقون بمصائب بلدهم ومعاناة شعبهم .
واعطوا الرجل فرصة ان يتنفس ويفكر كي يتخذ قرارته بهدوء ويعمل بحكمة.
صحيح انها شبه حكومة انقاذ بس مو لهالدرجة (انطوه عطوة خله يشوف دربه ويفتهم شكو ماكو بالدولة)
فوالله وهو اعظم القسم لو كان عن يمينه الف من عفاريت الجن وعن يساره الف ، لما استطاع ان يحل مشاكل العراق الكبيرة المتراكمة هذه بالمدة القصيرة التي استلم فيها زمام منصبه.
عمي تره اسمه مصطفى الكاظمي مو نبي الله سليمان !!!!.
مع الاعتذار للفنانة وردة الجزائرية التي شافت حلاوة الحب كله في يوم وليلة فقط….!!