حاورتها : انتخاب القيسي
الاكاديمية والباحثة في اللغة العربية الدكتورة وصال الدليمي .. تولد بغداد والحاصلة على دكتوراه اداب لغة عربية، عملت محاضرة عام 1997 في كلية المعلمين _ الجامعة المستنصرية، ومن ثم انتقلت للعمل في جامعةَ نزوى في سلطنة عمان، و جامعة العلوم الحديثة، وجامعة الغرير، وجامعة الفجيرة، وكلية الدراسات الإسلامية والعربية في دولة الإمارات العربية المتحدة… لها ثلاث مؤلفات :بنية التضاد في الشعر العربي المعاصر بمنطقة الخليج، عام 2013 ، و كتاب الصورة البيانية في شعر إبراهيم ناجي، عام 2015 ، وكتاب ثالث قراءة في ديوان ( هذا قدري) للشاعر عبد الله الخضير ( مؤلف مشترك) ، عام 2016. اضافة الى انشطتها الثقافية المتنوعة في الصحف والمجلات * لمجلة( صوتها) كان هذا الحوار
- من هي وصال الدليمي ؟ انسانة طيبة القلب، أحب الخير للجميع أحاول أن أكون عادلة في كل مكان، بيتي ، عملي، و صادقة وواضحة مع الآخرين، لا أحب الكذب والتلون، شخصيتي واحدة، حازمة في الأمور التي تتطلب الحزم، رومانسية المشاعر أهوى قراءة الشعر والروايات، أعشقُ من الطبيعة المطر، والورد، والبحر.
- ما هي الحكمة التي تؤمنين بها ؟ حكمة ديستوفوسكي ” لم يعد في العمر متسع لمزيدٍ من الناس الخطأ” إيماناً مني أن الاختيار الخطأ للأصدقاء والمقربين يقود إلى انهيار النفس وإخراجها من السكون والطمأنينة…
- ما هو رايك بقسوة الاهل بالتعامل مع الابناء تشجع الابناء احياناً للوصول للهدف والنجاح ؟ لكل فعل ردة فعل، القسوة المفرطة مع الطفل أو المراهق تقود لخلق شخصية غير سوية في المجتمع، ممكن أن هذا الطفل أو الصبي ينال شهادة النجاح العلمي لكن التأثيرات النفسية لتلك القسوة تبقى عالقة في تركيبته، وشخصيته، مما يجعله انساناً غير مقبول اجتماعياً، وممكن ردة الفعل لتلك القسوة تكون بالعكس الفشل وعدم تحقيق أهداف الأهل، وبالتالي أيضا يكون صاحب شخصية غير سوية..
برأيي أن استخدام أسلوب التوجيه والإرشاد والترغيب بوسائل مختلفة وأدلة مأخوذة من المجتمع؛ كأن تكون شخصيات ناجحة ورموز اجتماعية كبيرة يُقتدى بها، بحيث يتخذها الطفل أو المراهق أنموذجاً يحتذي خطاها، تشجيع الأبناء على الحلم والطموح في أن يكونوا الأفضل علمياً واجتماعياً .
- انتشرت في السنوات الأخيرة في العراق ظاهرة “الالحاد” خاصة بين الشباب، باعتقادك السبب انتشار التكنولوجيا او ردة فعل على الاحزاب السياسية الدينية الحاكمة؟ سلوكيات الأحزاب الدينية السلبية والتي تناقض تعاليم الدين الإسلامي، متخذين من الدين وسيلة للوصول إلى غاياتهم الدنيوية من المال والمنصب، خلق ثغرة كبيرة في الشارع العراقي!! فالمواطن الذي يرى رجل الدين يسرق حقه ويفعل مالا يرتضيه الدين، يدخل في دوامة نفسية ممكن أن تؤدي به إلى الإلحاد، كما أن هذه الثغرة في الشارع العراقي اخترقها بعض دعاة الإلحاد خدمةً لأجندات خارجية، فأخذوا ببث أفكارهم بين طلاب الجامعات بالذات؛ لأنهم عماد مستقبل البلد؛ وعندما يُعوج العماد يُهدَم المستقبل!!
- التعليم خط احمر في كل البلدان ماهي برايك الحلول المناسبة لإعادة التعليم في العراق الى مكانته الصحيحة ؟
بكل أسف العراق أصبح من أسوأ بلدان العالم في سلك التربية والتعليم بعد أن كان متقدما على أغلب بلدان العالم في منتصف القرن المنصرم..
أقول أن أي محاولة لتقويم الوضع التعليمي، وإنهاء الابتزاز، وظاهرة التعليم التجاري، تبدأ من الإدارة، والإدارة طبعا من خلال وزارة التعليم العالي، الأمر يحتاج إلى تعيين شخصيات إدارية نزيهة تقوم بتطهير السلك التعليمي من كل الشوائب، ومعاقبة المقصرين، والفاسدين، وغلق جميع الكليات الأهلية التي تتجاوز القوانين..
- عندما تحارب المرأة المرأة.. هل هو عجز الأنثى عن مجاراة الأنثى؟ او لأنها تشعرها بضآلة علمها وضعف ثقافتها امام امرأة اخرى.. ام ماذا؟ هذا السؤال سبب لي شخصياً متاعبَ كثيرة، الله سبحانه وتعالى جعلَ لكل إنسان ذكر أم أنثى تركيبة خاصة لها إمكانياتها المحدودة أو غير المحدودة، والبعض للأسف لاسيما من النساء لا يحترمن إرادة الله، ولايشعرنَ بالقناعة والرضا، شعورها بضعف إمكانياتها العلمية أو الثقافية أو حتى الاجتماعية، فضلاً عن ضعف الوعي والنضج؛ يؤدي بها إلى محاربة المرأة الناجحة، وأحياناً بطرق غير لائقة، أما عن قضية الجمال فهذا بالتأكيد أيضاً يلعب دورا كبيرا في إثارة الغيرة عند النساء، والسبب كما ذكرت عدم القناعة والرضا بما قدرهُ الله سبحانه وتعالى؛ فلو تركز كل امرأة على مارزقها الله من نِعَم، ستجد أنها تملكُ شيئاً في زاوية معينة لا تملكها بعض النساء ، تبقى المسألة شائكة في هذا الموضوع، وللأمانة هذا الأمر يشمل بعض الرجال أيضاً، لكن في مجتمعنا النسوي العربي تتسع الظاهرة بشكلٍ أكبر
- هل للحجر المنزلي بعد انتشار وباء كورونا فوائد ؟ من فوائد الحجر المنزلي، اجتماع العائلة من جديد، وتقوية أواصر الألفة بين الأخوة فيما بينهم، وبينهم وبين الوالدين، حيث افتقدنا هذه اللُحمة الأسرية منذ زمن بسبب تفاوت أوقات الدوام مع انشغال جميع أفراد الأسرة بواجبات الدراسة أو العمل حيث اختلف تماما في عصر التكنولوجيا الحديثة، التي أخذت بتقنياتها المتعددة من الاستخدام المتنوع لوسائل النت والتواصل الاجتماعي وقت أغلب الناس، الآن بوجود جائحة كورونا أصبح للعائلة وقتاً أكبر أدى إلى الجلوس المشترك حول مائدة الطعام، وتبادل الأحاديث والاستشارات… أما عن استثماري للحجر المنزلي استطعت والحمد لله إكمال مشروع بحث كنت قد بدأت به سابقا عن واقع اللغة العربية في وسائل الإعلام المعاصر وطرق تنميتها، وأكملت قراءة أكثر من كتاب ممتع.. كما أنجزت بعض المهام المتعلقة في التدريس الإلكتروني للطلاب والاشتراك بورش ومؤتمرات علمية…
- هناك قلق على ضحايا العنف الأسري في العراق بسبب الحجر المنزلي.. ما هو الحل برأيك؟ العنف الأُسري في العراق أزداد في السنوات الأخيرة أي قبل حدوث الجائحة، والأسباب غالباً تكون الحالة الاقتصادية المتردية للأسرة التي تولد حالة نفسية غير طبيعية عند بعض أفرادها تقودهم أحياناً إلى الانتحار، أو استخدام العنف فيما بينهم… وفي زمن جائحة كورونا وبعد الحجر المنزلي قُطِعَت أرزاق الكَسَبة من الناس وذوي الدخل المحدود، متزامنة مع جلوس العائلة بأكملها في البيت، مما أدى أن تكون مؤثرات الأزمة حادة جدا أرهقت كاهل المواطن، وبالتالي أرهقت نفسيته، فمن الطبيعي أن يصبح عدد حالات العنف الأسري في تزايد، ويؤسفني القول أن هذه الحالات ممكن أن تتزايد أكثر إن استمر الوضع كما هو عليه، مع إهمال الجهات الحكومية لهذه الطبقة الكادحة من الشعب العراقي..
- لمن تقولين شكرا ؟ الشكرُ موصولٌ لمجلة ( صوتها) ولرئيس تحرير المجلة دكتورة نبراس المعموري لمنحها فرصة أن يكون صوتي صوتها ، و تحية تحية امتنان وتقدير للأخت الاعلامية المتألقةَ انتخاب القيسي، والتي تشرفتُ بمعرفتها وبتلك الرحلة الحوارية الممتعة برفقتها….
- كلمه اخيرة.. أقولُ للفئة السياسية الحاكمة :
الله.. الله بالعراق والعراقيين، اتقوا الله، واقضوا على الفساد، والتفتوا للشباب المتعلم العاطل عن العمل، فهؤلاء الشباب عماد الوطن وبنيانه المرصوص، إن لم تثبتوا عماد الوطن، سينهار الوطن بكامل منظومته الاجتماعية والسياسية، وسيسجل التاريخ تلك الحقبة المظلم