عدنان درجال .. كول ” شيعي” في مرمى كوريا

حمزة مصطفى
أجبرنا محمد الحلبوسي رئيس مجلس النواب أن نعود 34 سنة الى الوراء لكي نستعيد هدف عدنان درجال في مرمى كوريا الجنوبية أثناء تصفيات كأس العالم عام 1986 في المكسيك. كان الهدف من “نص الساحة” للاعب دفاع لا هجوم, وبه تتأهل العراق الى كأس العالم للمرة الأولى والأخيرة. ماذا عمل الحلبوسي حتى لعب بإعداداتنا المذهبية ( للتخفيف حتى لا أقول الطائفية) لكي يعيدنا الى تلك المباراة ذات الهدف القاتل الذي ظل على مدى أكثر من ثلاثة عقود من الزمن عاما يبحث عن مكافأة من نوع خاص. تأخرت المكافأة الحقيقية طويلا (قد يكون عدنان حصل على سيارة أو فلوس جراء ذلك) لكن هناك مابقي مخفيا.
مكافأة صخرة الدفاع العراقي بعد هذه المسيرة الحافلة في الملاعب أندية ومنتخبات لاعبا ومدربا وإداريا حصل على التقييم الذي يناسبه مرتين. وزارة تختص بالرياضة للاعب كرة قدم بعد مسيرة ظافرة, وتنازل هو الأول من نوعه بعد عام 2003 لمابدا أن هذه الوزارة حصة لمكون لاينتمي اليه درجال. الوزارة سنية حسب تواطآت المحاصصة بينما المرشح شيعي, والمرشح عدنان درجال. من يقف بوجه صخرة الدفاع التي آن لها أن تحطم معابد الطائفية بعد أن حطمت آمال كل الخصوم في الملاعب طوال مسيرة تمتد لنحو أربعة عقود. لابد من مبادرة وقد جاءت من تحالف القوى العراقية بشخص رئيسه محمد الحلبوسي عبر موقف لفت الأنظار بقوة لاسيما أن السير الذاتية للوزراء حتى لو كان كل واحد منهم إينشتاين في تخصصه تقرأ من عناوينه العرقية والمذهبية والدينية. السني له حصصه السنية والشيعي له حصصه الشيعية والكردي له حصصه الكردية والتركماني له حصته التركمانية إن حصل عليها والمسيحي له كوتا ثابتة تحولت الى منصب متنازع عليه بين إخوتنا المسيحيين الذين هم مثلنا نحن المسلمين (سنة وشيعة) لكن على الطريقة المسيحية.
حين أطلق محمد الحلبوسي تغريدته عن عدنان درجال “صخرة الدفاع وسد دوكان” منتهيا الى القول إنه “خارج التصنيفات الطائفية” لم نتقدم الى الأمام حيث الوزارة ـ المنصب بقدر ماعادت بنا الذاكرة الى ذلك الهدف الذي يأبى أن يفارق أبناء جيلنا. إذن ثبت عيد. والعيد الذي ثبت هو أن عدنان درجال وزيرا للرياضة والشباب. لكن هذا لايكفي لحل لغز الحكاية التي لم تعد لها علاقة بهدف كوريا أو سواه من أهداف وبطولات, فللحكاية وجهها الآخر وهي أن درجال “طلع شيعي” لكنه تسلم وزارة سنية. كواليس تحالف القوى تقول إن القبول به جاء لكونه عدنان درجال (يعني زحمة واحد يمكن أن يسأل عن خلفية درجال المذهبية) لاسيما إنه واصل طوال عقود مهمة كبيرة وهي صناعة الفرحة في وجوه العراقيين.
من الناحية العملية وطبقا لمبدأ المحاصصة فإن السنة خسروا وزارة من وزاراتهم الستة. الآن صار يقال عنهم لاسيما لمن لم يتمكن من مغادرة الطائفية إنهم تنازلوا عن حق مكتسب لهم. هناك من قال ذلك من بين صفوفهم لأسباب تتعلق بالخلافات داخل المكون. الحلبوسي كان يعرف إنه سيتعرض للهجوم من قبل خصومه داخل المكون لكن وللإنصاف أيضا فإن الوزارة التي منحت لعدنان هي وحدها القاسم المشترك لكل العراقيين.
الكاظمي ربما حاول كسرهذه الصخرة المحاصصاتية في وزارات أخرى غير الرياضة والشباب لكنها لم تجئ بيده. الحلبوسي أمسك رأس الخيط وأتخذ قرار جرئ هوالأول من نوعه منذ أول وزارة بعد عام 2003 الى آخر وزارة. ليس سهلا في ظل معارك التحاصص حمل معول هدم الطائفية. لتكن البداية وزارة قد تتبعها وزارات أو هيئات أو مؤسسات أو سفارات. كنا نحتاج من يعلق الجرس وقد كان محمد الحلبوسي. السؤال من هو الثاني الذي يمكن أن يفاجئنا ويعلق جرسا آخر محطما معبدا آخر من معابد المحاصصة؟ سوف ننتظر..

شاهد أيضاً

(الاولاد تحت رحلة التكنلوجيا الحديثة)

نورا النعيمي التكنولوجيا الحديثة لها تأثير كبير على الأطفال، سواء كان ذلك إيجابياً أو سلبياً. …

error: Content is protected !!