بعد ام هارون.. “السندباد الكويتي” يثير سخرية العراقيين

“السندباد كان بحّارًا خليجيّاً عظيماً”.. أغنية كويتية نسبت “البحّار البغدادي” إلى الكويت بدل العِراق اثارت غضبا وتهكما وسخرية واتّهامات لصاحب الأغنية المغني المعروف نبيل شعيل بسرقة التراث والحضارة العِراقيّة، في حين ذهب اخرون بسخريتهم الحادّة لإبدال ملابس البحار المعروف بثوبه وعمامته الى الشماغ والدشداشة الخليجية.

بعد ام هارون.. "السندباد الكويتي" يثير سخرية العراقيين

وأثار المقطع المتداول للأغنية، والذي يقول فيه ما نصه: “سندباد كان بحاراً خليجياً عظيماً من هنا، والذين اشتركوا في رحلة الأحلام هم أولادنا، والمجاديف التي شقت جبال الموت كانت من هنا”، حفيظة وسخرية العراقيين الذين هاجموا الأغنية معتبرين بأنها سرقة للتاريخ “العراقي”، وأن شخصية سندباد هي شخصية عراقية وليست كويتية.

السندباد الخليجي والاميرة حصة !

واستحضر عددٌ من المُغرّدين بدورهم، شخصيّات العمل الكرتوني، وبدأوا السخرية من تحويلها لكويتيّة، فألبسوا السندباد الثوب الخليجي الرسمي الشماغ والعقال، وأطلقوا اسم “حصّة” على الأميرة ياسمينة تهكّماً، وسط هُجوم عراقي عنيف على الفنان الكويتي، واتّهامه بسرقة التاريخ، والذي لن يجعل للكويت تراث وحضارة، هذا عدا عن التغريدات التي طالت “أم هارون” وتطبيعها في معرض انتقادهم الحاد الذي طال شعيل، فيما قال مغرّدون حاولوا تهدئة النفوس الافتراضيّة، بأنّ العراق جزء من الخليج، وأنّ شعيل لم يذهب بعيدًا.

ونشر أحد المتفاعلين عبر “تويتر” مقطع الأغنية الكويتية معلّقاً ما نصّه: “الكويت تسرق تاريخ العراق، مراجع التاريخ العربية والأجنبية تذكر أن السندباد هو بحار من بغداد العراق، عاش في فترة الخلافة العباسية.

وتابع المغرد في تغريدته: “الكويتيون اليوم يقولون أنه كان خليجي كويتي، أستغرب من العراق حكومة وشعب يسكتون عن سرقات الكويت المتتالية لإرثهم وتاريخهم”.

بينما قالت مغردة اخرى، إنها “واحدة من إثنتين إما أن هذا صلفٌ إعلامي لصناعة تاريخ لقيط، أو إنهم يرغبون بالإنضمام للعراق”. واضافت “بعد ” چفصة” أم هارون، نبيل شعيل بأغنيته يضرب التاريخ بالخلاط!.. ، مشيرة الى أن السندباد صار كويتيا ومن معه من البحارة أيضاً، مقترحة بسخريه “منحه الجنسية و لو البدون! .. وتساءلت في ختام تغريدتها ” لِمَ يعمدون الى إستفزاز العراقيين ؟!”

اللافت أنّ أغنية شعيل، كان قد جرى تقديمها مع شركة “زين” ضمن عمل فنّي وطني للكويت العام 2018، لكن المقطع المأخوذ عن الأغنية الكاملة جرى تداوله حاليّاً بشكلٍ واسع ومُثير على المنصّات الافتراضيّة، وأثار الجدل حول أصل شخصيّة السندباد.  مسلة حمورابي ومكتبة اشور الكويتيةوذهب اخرون الى التهكم والسخرية الى ابعدا من ذلك حينما وصفوا مسلة حمور رابي الشهيرة بانها كويتية ، حيث نشر احدهم صورة للمسلة وصفها بالنادرة !!

في حين دعا اخر متهكما الى تصحيح معلومات تاريخية ، مشيرا الى اكتشاف مكتبة اشور بانيبايل في الجهراء وبوابة عشتار في الاحمدي

قصيدة للشاعرة سعاد الصباح واللعب على وتر الثقافة  الكاتب العراقي عبد الهادي مهودر، اشار في تدوينة له على موقع فيسبوك، الى أن مقطع السندباد هي من قصيدة ” باقون هنا” للشاعرة الكويتية سعاد الصباح التي قالت مرة ( اعطني خوذة جندي عراقي وخذ الف شهيد .. ) ..

في حين يرى الناشط سرمد البدري أن هناك من حاول اللعب على وتر الثقافة والفلكور المترابط بالاصل بين الدولتين الجارتين

من هو السنبداد البحري؟ ويقول مؤرخون، إنّ شخصيّة سندباد عاشت في بغداد، وارتبط اسمها بالملاحة البحريّة، وتحديدًا في زمن الخليفة العباسي هارون الرشيد 786- 809م، لكن يُختلف حول حقيقة وجوده الحقيقيّة، من عدمها، حيث كان السندباد مذكوراً في قصص ألف ليلة وليلة التي كانت تقصّها شهرزاد على الملك شهريار، ومن هُنا جاء الخلاف حول حقيقة وجوده من عدمها.

وفي أصل الاسم، يعود اسم السندباد للغة الفارسيّة، والتي تعني نهر السند، أو sindh التي تعني زعيم نهر السند، وبحسب هذا التحليل اللغوي فإنّ الشخصيّة قد تكون لا عراقيّة، بل فارسيّة، وهو التاجر الفارسي “سليمان سيراف”، الذي كان يُسافر من بلاد فارس، على طول الطريق إلى جنوب الصين، وهناك من يذهب إلى السندباد كان يُسافر على بحار من مدينة صحار، والذي أبحر من ميناء البصرة في العراق، وهو ما يضع الشخصيّة بين فرضيّة العمانيّة، العراقيّة، والفارسيّة، دون أي ذكر للكويتيّة.

وتعود الأذهان بطبيعة الحال، إلى الفيلم الكرتوني “السندباد”، الذي جرى دبلجته للغة العربيّة، ويعود إنتاجه إلى شركة يابانيّة العام 1975، وكان يتحدّث عن بحّارٍ عربيٍّ من بغداد، يهوى الإبحار والمُغامرات، وقد لعب الفنان عبد المجيد مجذوب صوت دور راوي مُغامرات سندباد، كما أدّت أنطوانيت ملوحي صوت السندباد، وكانت تقول أغنيته المُترجمة للعربيّة: “سندباد.. ما أقواه.. في كُل البلاد تاجرٌ، مُندفعٌ بطلٌ، من بغداد”، وكان إلى جانبه عددٌ من الشخصيّات، مثل علي بابا، الأميرة ياسمينة.

ويأتي هذا الجدال بين الكويتيين والعراقيين حول الملكيات التاريخية كحالة ثانية بعد بضعة أيام من تداول خبر مفاده بأن مسلسل “أم هارون” الذي تقوم ببطولته الكويتية “حياة الفهد” والذي يقال بأنه يمثل شخصية امرأة يهودية عاشت بالكويت، هي لشخصية امرأة يهودية عراقية بالأصل، تدعى “أم شارون”.

شاهد أيضاً

أجواء من “عمق الشتاء” والتجمعات المائية ستتجمد.. متى تنتهي الكتلة الباردة في العراق؟

تشير خرائط الطقس الى تعمق الكتلة الهوائية “السيبيرية” في أجواء العراق مما يؤدي لانخفاض متزايد بدرجات الحرارة، حيث يُعد …

error: Content is protected !!