صوتها: رند العيداني
انتشر فايروس كورونا في اغلب دول العالم معلنا حظرا اوقف مؤسسات كبرى و دول عظمى كانت في طليعة المتصدين لغوغائية الفايروسات و تمكن من إنهاك النظام الصحي لدول متقدمة ..
العراق واحدة من تلك الدول التي اخذ الفايروس بالانتشار فيها، و الذي ابتدأ في 24 فبراير 2020 في مدينة النجف، عندما فحصت عينة من طالب دين ايراني الجنسية وكانت النتيجة ايجابية لأصابتهِ بفيروس كورونا ثم كُشف عن حالات أخرى مصابة بكزفيد 19 وقد بلغ مجموع الحالات المؤكدة في العراق لغاية 24 نيسان 1,708 حالة من بينها 86 وفيات .
وامام ارتفاع معدلات الاصابة و فرض الحظر المنزلي منذ منتصف اذار ولغاية الان بدات مهام الفرق الصحية العراقية تبلغ ذروتها فهي تخوض حرباً حقيقية في مواجهة عدو خفي لا يرى، فقد اعلنت حالة الانذار القصوى بعد ارتفاع معدلات الاصابة في اغلب المستشفيات والمراكز الصحية في عموم العراق والبالغ عددها ٢٠٠ مستشفى لعلاج الأمراض الانتقالية.
قصص رائعة سجلتها صوتها وهي تبحث عن دور النساء ضمن تلك الفرق الصحية فكانت الحكاية الاولى مع الطبيبة (سازان ابراهيم) والتي تعمل في مشفى في قضاء دربندخان والتي اصرت على البقاء فيه المساعدة المصابين بالفايروس بعد ان رفض العديد من الاطباء في اماكن متعددة الاستمرار في هذه المهمة المحفوفة بالمخاطر و رغم المعدات البسيطة في المستشفى الا انها استطاعت من علاج 23 مصاب من اصل 30
اما (زينب جواد) وهي احدى العاملات في احدى المستشفيات و سط بغداد جانب الكرخ فقد اكدت لصوتها كوفيد 19 وباء لم يميز احد على اساس النوع الاجتماعي وبالتالي الجميع في مركب واحد، واشارت زينب ان عدد النساء العاملات في المجال الصحي كبير جدا خاصة اللواتي يعملن في مجال التمريض، و بعد اعلان حظر التجوال تم تقسيم العمل في المستشفى بنسبة 50 % لغرض ضمان تقليل الاصابات بين الفرق الصحية حيث لدينا نساء فضلن البقاء في المستشفى لمعالجة المصابين على الخروج لافته انه تعرضت احدى زميلاتها للاصابة نتيجة استمراها بالعمل الا ان هذا لم يكن عائقا لاستمرار الجميع في العمل و اختتمت زينب ازمة كورونا عكست الدور البطولي للفرق الطبية بشكل عام و للنساء العاملات في هذا المجال بشكل خاص.
(ام علي ) تعمل في مستشفى الفرات تقوم باعداد الطعام للمصابين و رغم انها متزوجة ولديها ثلاثة اولاد الا انها رفضت مغادرة المستشفى وبقيت تقدم المساعدة والعلاج للمصابين منذ الاول من فبراير ولغاية الان وعند سؤال ام علي عن سبب بقائها رغم خطورة الوباء اجابت( بلدي يحتاجني و عملي نبيل وانساني لا يمكنني ترك المصابين لانني امام مسؤولية و واجب لابد ان اقوم به بغض النظر عن المخاطر)
احد اعضاء خلية الازمة، وهو يعمل بوزارة الصحة، طالباً عدم ذكر اسمه قال ، أن “الكوادر الصحية تعمل بما يصل إلى عشرة أضعاف طاقاتها، وكثيرون منهم لا يحصلون على أكثر من ساعتين للراحة في اليوم الواحد؛ نتيجة الضغط الهائل الذي يواجهونه خلال اليوم”.وقال: إن “هذا الضغط يستهلك طاقة الكوادر الطبية، وهو ما يعني أن هناك أزمة قريبة سيعانيها الكادر الصحي، خاصةً أن عدة حالات إصابة وقعت بين أطباء وممرضين ومسعفين اضطروا إلى التوقف عن العمل”.
صحة مدينة “النجف” اكدت ، بأن ثلاثة من الكوادر الطبية العاملة فى “مركز الفرات الأوسط لعلاج الأورام السرطانية ” أصيبوا بفيروس كورونا، اثنان منهم يعملان بصفة مساعد مختبر، وطبيبة فى وحدة الإشعاع، و تم وضعهم فى “العزل الطبى”
بعد ارتفاع معدلات الاصابة بين العاملين في المجال الصحي أكدت منظمة الصحة العالمية (WHO)، على أهمية حصول جميع الكوادر الطبية والصحية على أحدث المعارف والإرشادات في الاستجابة لمثل هذه الأزمات. كما تؤكد على الحاجة الماسة لمعدات الحماية الشخصية لضمان قدرتهم على توفير الرعاية بأمان وتقليل معدل إصابتهم”.
وامام هذه القصص والمواقف اليومية التي سجلتها الفرق الصحية اصدرت هيئة الامم المتحدة في العراق بمناسبة يوم الصحة العالمي بيان اشادت من خلاله بجميع الكوادر الطبية والصحية في الخطوط الأمامية، ويخاطرون بحياتهم من أجل إنقاذ حياتنا، واضاف البيان: “فالعمل الدؤوب والنموذجي للممارسين الطبيين العراقيين له بالغ الأهمية للحفاظ على صحة المواطنين، ويحظى عملهم بمزيد من الأهمية خلال الأزمة الراهنة”.
اما منظمات المجتمع المدني فكان لها دور لافت للانتباه في دعم الفرق الصحية حيث نظم منتدى الاعلاميات العراقيات حملة وطنية حملة عنوان (فرقنا الطبية درعنا) بمشاركة ابرز الشخصيات النسوية الاعلامية لغرض رفع معنويات العاملين في المجال الصحي و التاكيد على ضرورة الالتزام بالحجر المنزلي لغرض مساعدة الفرق الصحية في تأدية مهامهم .