د. نبراس المعموري
استمتع ڤايروس كورونا بحجر ملايين الناس و عزلهم إجباريا.. لا لقاءات و لا تجمعات وأفراح وأعياد، قالبًا الدنيا، و متوجا بعزلة ثلاثة مليار مواطن من مختلف دول العالم.
حجر اجباري لوقاية وسلامة الجميع، ساعات وأيام وتجاوز البعض الأشهر منتظرين و ملتزمين المنازل، لكن للاسف مع السلامة كان هناك ندامة!! تبعات كارثية تحت عناوين عدة اتفقت ان تتخذ من العنف الاسري (مانشيت) عريض.. فتزايدت حالات الطلاق والانتحار والعنف والمشاكل العائلية، وأخذت تلك الأخبار والعناوين الكارثية من ساعات حجرنا وعزلتنا مع عوائلنا من نقاشاتنا الكثير، فالتقارير الإخبارية لبعض المنصات الاعلامية، أكدت على ارتفاع نسبة العنف وبالذات ضد النساء، و على سبيل المثال في فرنسا وحدها بلغت حالات التعدّي على النساء ما لا يقل عن 210 حالة بعضها وصل إلى حد القتل، اما الصين التي انطلق منها الوباء تزايدت حالات الطلاق والشكوى من كثرة الأعباء المنزلية دون اي مساعدة تذكر من الرجل، و في بلجيكا طلبت السلطات من بعض الفنادق في البلاد فتح أبوابها لمساعدة النساء اللواتي تعرضن للعنف المنزلي خلال فترة الحجْر المنزلي، وهذه الأخبار المتفرقة من دول عديدة جعلت الأمين العام للأمم المتحدة يدعو الى حماية النساء والفتيات من العنف الأسري خلال فترة الحجْر الصحي.
والحال لا يختلف في باقي الدول التي لم تعلن فهناك من تكتم عن حالات العنف الاسري التي تحدث، فالصورة لا بد ان تبق جميلة!
في العراق عكس العنف الاسري صور بشعة لضحاياه و تعددت حالات القتل المتعمد والانتحار والضرب، وسط بيئة مشحونة بتراكمات الماضي والحاضر القريب فنسبة البطالة العالية القت بضلالها على احوال الكثير من الأسر العراقية، و ( ما زاد الطين بلة) ان فترة الحجر أدت الى حرمان الكثيرين من مصدر معيشتهم الذين يقتاتون عليه يوم بيوم، بالرغم من حملات المساعدة والإغاثة التي أطلقتها بعض المنظمات والشخصيات والمؤسسات التي لا يمكن ان تستوعب حجم العوائل المتضررة اقتصاديا، الا ان المصيبة الأكبر انشغال الحكومة بتوزيع المناصب والاختلاف تارة والتوافق تارة على من يتسنم منصب رئيس الوزراء، متناسين او اساسا غير آبهين ان البلد على شفا حفرة من الضياع الاجتماعي والاقتصادي، فكارثة أسعار النفط باعتبارنا بلد احادي الميزانية ستكون الشعلة التي تحرق الأخضر و اليابس، و هم يتفرجون على انهيار اهم مؤسسة وهي مؤسسة الأسرة، فإذا بعض الدول التي تحترم مواطنيها اتخذت اجراءات للحد من العنف الاسري فأين حكومتنا مما يحصل ؟
الكارثة كبيرة ومؤسسة الأسرة تستغيث حجرًا وإهمالا وفقرًا.. فهل ستجد أصوات النساء المعنفات من يسعف جراح موتها الاسري؟ وسط بيئة قانونية لا تستجيب لا تطبيقًا ولا عقابا ولا تشريعا