عراقيات يستبدلن خياطة أزياء الفلكلور بـ”الكمامات”

صوتها: الديوانية/ سحر شناوه الحجيمي


قررت الناشطة، التفات خريجان لفته، أم محمد (٥٤ سنة)، تحويل عمل مشغلها المتخصص بخياطة الأزياء والفرش الفلكلورية الى خياطة الكمامات، بعد تسجيل عدة مدن عراقية وفيات وإصابات بفيروس كورونا المستجد.
أم محمد وسبعة من الناشطات في قضاء الخضر (٣٢ كم جنوب مدينة السماوة)، قررن ترك عملهن المعتاد في المشغل الذي باشرن فيه قبل ستة أعوام بخياطة الأزياء والمفروشات الفلكلورية، وعكفن على خياطة الكمامات بسبب شحتها في الأسواق وارتفاع أسعارها.


وتقول رئيس جمعية خولة بنت الأزور النسوية، التفات خريجان لفته، لـ”نيسابا”، إن “أزمة فيروس كورونا وتفشيه في عدة مدن عراقية، وشحة الكمامات وارتفاع أسعارها في الأسواق والصيدليات، دعانا الى مبادرة خياطتها وتوزيعها مجانا على الفرق الطبية، ومنتسبي الأجهزة الأمنية والأسر المتعففة في القضاء”.
سبعة من النساء يعملن في المشغل عدة ساعات، لإنتاج نحو ٥٠٠ كمامة يوميا، تبرع بعض الاهالي بتوفير الاقمشة المخصصة لها، فيما يساعد الاخرين بتوزيع الكمامات على المواطنين.
وتدعو لفته نساء القضاء والناشطات في المدن الأخرى الى تبني مبادرات أخرى لدعم المجتمعات المحلية خاصة في المناطق الفقيرة التي يعاني مواطنيها صعوبة توفير مبالغ إضافية لشراء الكمامات او المعقمات.
وتوضح الناشطة، أن “نوعية الأقمشة المستخدمة تختلف عن الأقمشة العادية كونها مبطنة لتعزل التنفس عن المحيط بشكل جيد، يوفرها لنا بعض التبرعين”. سخرت الناشطة بناية مشغلها ومكائن الخياطة والاقمشة وكل ما فيه للنسوة اللائي يعملن معها، ولمعرفتها بالأوضاع المعاشية لبعض المتطوعات تدفع من جيبها نحو ٢٠ دولارا يوميا لبعضهن.

تحتوي هذه الصورة على سمة alt فارغة; اسم الملف هو a7132719-7398-4d68-8fb6-88bc82445475.jpg


تكافل
الناشطة أطياف قاسم، تبلغ ٢٣ سنة من العمر، تعمل مدرسة للرياضة في احدى مدارس قضاء الخضر، ترى ان دعم العراقيين لبعضهم في الازمات ليس غريبا او جديدا والمحن التي مر بها البلد خير دليل وبرهان، وما نفعله اليوم في مشغلنا، لانتاج الكمامات الطبية وتوزيعها على من لا يمتلك ثمن شرائها ليس فضلا منا بقدر ما هو مسؤولية وطنية واخلاقية وشرعية، وتشعر ومن معها بالسعادة اثناء عملهن.
وتقول قاسم، إن “تواجد المتطوعات في المشغل غير الزامي، لكنهن يحرصن على التواجد كل يوم، لانتاج الكمية المطلوبة من الكمامات لتوزيعها على أبناء المدينة”.
وشهدت الاسواق العراقية ارتفاعا كبيرا في أسعار المعقمات والكمامات والقفازات الطبية.
وكانت وزارة الصحة والبيئة أعلنت، يوم السبت، تسجيل ٢١٤ إصابة بفيروس كورونا، شفي منهم ٥٢ مصابا، فيما لقى ١٧ مصرعه جراء الإصابة.

تحتوي هذه الصورة على سمة alt فارغة; اسم الملف هو 29e2ec54-3e32-4dea-bf0e-695eb7567bab-1024x768.jpg

شاهد أيضاً

ارتفاع التلوث البيئي في العراق.. وانتشار الكبريت ينذر بكارثة صحية

من أصل 18 محافظة في العراق، هناك 12 محافظة ذات بيئة “غير صحية” وست محافظات …

error: Content is protected !!