يستخدم الكركم في جنوب آسيا منذ القرن الرابع قبل الميلاد، وهو علاج فائق القوة طبيعي ليس له مثيل.
وحتى يومنا هذا، اكتشف العلماء ما لا يقل عن 600 استخدام وقائي وعلاجي للكركم! وكل هذا بفضل العنصر النشط الأساسي الذي يحتويه الكركم وهو الكركمين.
ويعتبر الباحثون أن الكركم بحد ذاته فعّال كذلك بما يعادل 15 علاجاً دوائياً، وبالحد الأدنى للغاية من الآثار الجانبية السلبية، وبتكلفة أقل كذلك.
اكتشفي في الآتي 8 أسباب يجب أن يغير الكركم حياتك لأجلها حرفياً، وكل ذلك مدعّم بالتجارب العلمية:
الكركم مضاد قوي للالتهابات
الالتهاب المزمن عامل أساسي للإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة. وقد ثبت أنّ الكركمين يؤثر على تعبير أكثر من 700 جين (عامل وراثي)، الأمر الذي يفسر جزئياً العديد من فوائده الصحية. والتفسير -حسبما يقول الباحثون- هو من حقيقة أن “الكركمين يخفّض نشاط بعض الإنزيمات (Cyclooxygenase-2, Lipoxygenase). ونتيجة لذلك يقل إنتاج السيتوكينات الالتهابية (tnf-α)، والإنترلوكينات (IL-1, IL-2, IL-6, IL-8 et IL-12)، والبروتينات الكيميائية التكتيكية للخلايا الأحادية. بالإضافة إلى ذلك، ثبت أنّ الكركم علاج رائع للجروح والقرحات والاكزيما.
ولكن هذا ليس كل شيء؛ فقد اكتشف الباحثون على وجه الخصوص أن له تأثيراً استثنائياً ضد بعض الاضطرابات الخطيرة
الكركم سرُّ الهنود ضد الإصابة بمرض السرطان
كانت في الهند مؤشرات الإصابة بأنواع السرطان أقل بحوالي 10 أضعاف من أوروبا. وبعد عدة سنوات من الأبحاث، نجح العلماء في كشف هذا الغموض. فقد توصلوا إلى استنتاج مفاده أن هذه الظاهرة المعجزة هي نتيجة، جزئياً على الأقل، وفرة وجود الكركم في المطبخ الهندي.
وفي أعقاب هذا الاكتشاف، أثبت العديد من الأبحاث فوائد هذه التوابل ضدّ السرطان. وفي العام 2008 أثبت بحث، تمَّ نشره في المجلة العلمية “أبحاث الوقاية من السرطان” Cancer Prevention Research، أنَّ الكركمين يمنع حركة (قدرتها على الانتقال) خلايا سرطان الثدي وانتشارها.
وفي وقت لاحق، أشارت دراسة نشرت في مجلة “علم الأدوية الجزيئي”Molecular Pharmacology أنَّ الكركمين يمنع نمو الخلايا السرطانية في البنكرياس ويزيد من حساسية الخلايا للعلاج الكيميائي.
وأثبتت دراسة أخرى، أجريت عام 2009، أنَّ الكركمين يعزز موت الخلايا السرطانية لسرطان الرئة. ويبدو أنَّ الكركمين يعمل ضد السرطان بعدة طرق، فهو:
• يمنع انتشار الخلايا الميتة.
• يساعد الجسم على قتل الخلايا المتحولة (الطفرات)؛ وذلك بمنعها من الانتشار في الجسم.
• يمنع تحول الخلايا الطبيعية إلى خلايا سرطانية.
• يمنع نمو الأوعية الدموية التي تغذي الورم.
• يمنع توليف البروتين، الذي يعتبر أساسياً وضرورياً لتشكيل الأورام.
الكركم للمفاصل أفضل من الإيبوبروفين
إنَّ تأثير الكركمين المضادّ للالتهاب يعالج الأمراض الالتهابية المختلفة، والتي منها التهاب المفاصل الروماتويدي، والفصال العظمي. فقد أثبتت دراسة سريرية عشوائية وتجربة عمياء، أن الكركمين يقلل تورم المفاصل، ويقلل تيبسه، ويجعل المشي أسهل بالنسبة إلى المرضى المصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي. وقارنت دراسة أخرى، أجريت على 107 من المرضى المصابين بالتهاب المفاصل، الآثار الناتجة عما مقداره 2 غرام من الكركم، مع جرعة مقدارها 800 ملغم من الإيبوبروفين في اليوم، وعلى فترة تمتد إلى 6 أسابيع. وكان مقدار التحسن الذي طرأ على سرعة المشي إلى مسافة 100 متر، والألم عند صعود المنحدر، قابليْن للمقارنة بين العلاجين. بكلمات أخرى فإنَّ للكركم تأثيراً مقارناً للإيبوبروفين، ولكن دون آثار جانبية (خطر الإصابة بقرحة المعدة وغيرها من الآثار السلبية).
الكركم نهاية لمشاكل الأمعاء
أثبتت دراستان أنّ الكركمين يسهّل الهضم ويهدئ مشاكل الأمعاء، حتى الشديدة منها، بما في ذلك متلازمة القولون العصبي وقرحة المعدة ومرض كرون والتهاب القولون التقرحي.
فقد تلقى 207 مرضى من المصابين بمتلازمة القولون العصبي مستخلصاً قياسياً من الكركم. وبعد 4 أسابيع من العلاج، شهدت نسبة 56 في المائة من المرضى انخفاضاً في أعراض متلازمة القولون العصبي.
وفي إحدى الدراسات، لاحظ الباحثون أنّ نسبة 48 في المائة من المرضى الذين تلقوا جرعة مقدارها 600 ملغم من الكركمين 5 مرات في اليوم، اختفت لديهم قرحة المعدة بعد 4 أسابيع من العلاج. وبعد 12 أسبوعاً اختفت قرحة المعدة لدى نسبة 76 في المائة من نفس العينة.
كما تعالج الفوائد المضادّة للالتهاب التي يحتويها الكركمين مرض كرون والتهاب القولون التقرحي. وعلاوة على ذلك تبدو الآثار واضحة تماماً بعد شهرين فقط من أخذ المكملات التي تحتوي على الكركمين. وبفضل هذا التأثير، فإنَّ مخاطر تفاقم سرطان القولون وانسداد الأمعاء، وغيرهما من المشاكل المعوية، تقل بدرجة كبيرة.
الكركم جيد لصحة القلب والشرايين
أثبت العديد من الدراسات السريرية الآثار المفيدة للكركمين على امراض القلب والاوعيه الدمويه. إحدى هذه الدراسات تمَّ إجراؤها على 121 شخصاً خضعوا لعملية جراحية للقلب (جراحة فتح مجرى جانبي للشريان التاجي). ونحن نعلم أنَّ هؤلاء الأشخاص أكثر عرضة إلى الإصابة باحتشاء عضلة القلب. وأثبتت النتائج أنَّ استهلاك الكركمين قبل العملية ساعد على تخفيض مخاطر الإصابة باحتشاء عضلة القلب بنسبة 56 في المائة.
الكركم يمنع الإصابة بمرض الزهايمر
بالإضافة إلى أنه يحمي قلبك، فإنَّ الكركم يُبطئ شيخوخة دماغك، ويمنع الإصابة بمرض الزهايمر. كيف نعرف ذلك؟ مثلما هو الأمر بالنسبة إلى السرطان، فإنَّ إنتشار مرض الزهايمر أقل بحوالي 4 مرات في الهند – حيث يستهلك السكان الكركم بشكل كبير جداً – مقارنة بالدول الغربية. كما أكدت إحدى الدراسات أنَّ الأشخاص الذين يستهلكون الكركم أكثر سيكونون أقل عرضة إلى الإصابة بمرض الزهايمر. كما أثبتت الدراسة أنّ الخصائص المضادّة للأكسدة والمضادّة للالتهابات في الكركمين تحمي الخلايا العصبية. غير أنّ الأمر الأكثر إثارة للاهتمام مرة أخرى هو أنّ الدراسات قد أثبتت أنّ الكركمين يقلل تكوين لويحات الأميلويد، وكذلك تشكيل الألياف داخل الخلايا العصبية، وهما عاملان مرتبطان بظهور مرض الزهايمر. وإضافة إلى ذلك، فإنه يساعد دماغك على تكوين خلايا عصبية جديدة.
الكركم فعّال أيضاً ضد السكري
في الهند (مرة أخرى)، يستخدم الكركم منذ فترة طويلة لمحاربة مرض السكري. وأكدَّ عدد من الدراسات الحديثة استخدامه في علاج مرض السكري من النوع الأول، وذلك لتحفيز توليد الأنسولين في البنكرياس، وكذلك لمنع الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بشكل فعّال لدى الأشخاص الذين لديهم استعداد للإصابة به (في حالات زيادة الوزن والسمنة على سبيل المثال).
الكركم: نصيحة د. كورتاي
يؤخذ الكركم على شكل بودرة من جذمور الكركم المجفف؛ إما نصف ملعقة صغيرة، أو ملعقة صغيرة في اليوم. وفي حال وجود مقاومة، يمكن زيادة الجرعات من المستخلصات الطبيعية للكركمينات: من 200 ملغم إلى 400 ملغم من الكركمينات ثلاث مرات في اليوم (مستخلص طبيعي بنسبة 95 في المائة).
د. كورتاي محرر تقارير الصحة والتغذية، من المعجبين جداً بالكركم، وفيما يلي نصيحته بخصوص الكركم:
“الطريقة البسيطة لإدخال الكركم في نظامك الغذائي اليومي هو شراؤه على شكل مسحوق (عضوي) ورشه فوق أطباق الصلصات الخاصة بك. وأنا شخصياً لا أذهب إلى أي مطعم أو رحلة خارجية، دون أن تكون معي عبوة منه. والأفضل من ذلك هو عمل المزيج التالي: كركم مع الزنجبيل والثوم والبصل”.
وبطبيعته، لا يمكن استيعاب الكركمين بسهولة من قبل الجسم. وأفضل نصيحة هي أخذ الكركم مع الدهون (دهون أو ملعقة زيت)، أو مع الفلفل الأسود والذي يزيد بشكل كبير استيعابه ويزيد امتصاص الأمعاء للكركمينات. ومن الاحتياطات عند استخدامه هو أن يتجنبه الأشخاص الذين يأخذون مضادات التخثر؛ بسبب خطر زيادة النزيف.