نحن قوم لا نشبع

للشاعر عصمت شاهين دوسكي

* ارحلوا ابحثوا في البلدان التي كنتم فيها تتسولون وتتوسلون .

* أصوات تعالت ” باسم الدين باكونا الحرامية ” .

* لم يعد الشعر مجرد كلمات في زمن الأزمات .

بقلم : الأديب والإعلامي : أحمد لفتة علي – بغداد

لم يعد الشعر مجرد كلمات في زمن الأزمات الفكرية والاجتماعية والسياسية بل لكل شاعر موقف ومسؤول أمام الله وأمام مجتمعه وعصره ولا يعنينا هنا من باعوا أقلامهم بثمن بخس بل يعنينا من سيخلدون في زمنهم وعصرهم بأشعارهم وأفكارهم ومواقفهم الإنسانية ، نعم ” نحن قوم لا نشبع “…. للشاعر الكبير عصمت الدوسكى ,والدليل من واقعنا اليومي هناك تظاهرات تعم الوسط والجنوب وتطالب نريد وطن ….وكان الوطن مسروق لأحزاب أو لطائفة دينية تلبس العمامة والجشع والأنانية المقيتة تقتله وتخنق جشعه بدليل الهتافات المدوية ارتفعت وقالت الجماهير الشعبية المنتفضة بوجه الزيف نادت وتعالت الأصوات وتعالت ” باسم الدين باكونا الحرامية ” فالشعب العراقي اليوم يقظ جدا لان ثرواته تسرق وأمواله تهدر والآلاف من الشباب لا عمل لهم وهم يحملون الشهادات العالية بلا عمل وكأن الحكومة والبرلمان الاتحادي في واد والشعب المنتفض اليقظ في وادي آخر ….واليوم المتظاهرون اجبروا عبد المهدي رئيس مجلس الوزراء على الاستقالة وهناك ربما كثير من الكتل ورؤسائها مختبئين لا يطلون برؤوسهم خوفا من غضبة الناس والمتظاهرين ولم يتعظوا من سقوط هذا وذاك وهم بمعية الأمريكان في إسقاط أي دكتاتورية طاغية على رقاب الناس ولم يسقط  بقوة المعارضة العراقية ….كل السلع والبضائع استيراد من إيران المنهوكة شعبها جوعا وهم سبب التوتر في العراق وسوريا واليمن ولبنان وغيرها من الدول …وانتهت الصناعة العراقية بقطاعيه العام والخاص علما أن العراق كان يصنع السيارات والإطارات والبطاريات والزراعة كانت متطورة جدا وصناعة التعليب والمنتجات الزراعية والحيوانية متقدمة وكلها تراجعت ومعها التعليم والآلاف من الخريجين ومستوياتهم العلمية متدنية بفعل الحكومة التي لا تصنع شيئا غير استلام الرواتب الضخمة ….لا زراعة ولا صناعة ولا تبليط شارع أو بناء سكن للفقراء وكل شيء في البلاد في تراجع بسبب سلوك الحكام في الحكومة أو البرلمان غير الجعجعة بلا طحين أي كثرة الكلام الفارغ .

 أيها الشاعر المعاصر عصمت دوسكي قصيدتكم جاءت في السياق المنطقي وتصيب في مكامن الجسد المريض في السلطات السارقة والفاسدة في كل مفاصلها ومن هنا الثورة الشبابية برحيل الرؤوس الفاسدة والسارقة لقوت الشعب ” نحن قوم لا نشبع وإذا شبعنا لا ننفع ” لقد نزعت أثواب حكام السوء وكشفت سوءاتهم للملأ وهم عراة والشعب اليوم كله ينادى ارحلوا لا نريدكم ابحثوا في البلدان التي كنتم فيها تتسولون وتتوسلون والكبير فيكم كان جائعا ومنبوذا وانتم تحملون جنسيات تلك البلدان التي آوتكم وتركتم جنسية بلدكم فلا نفع فيكم ارحلوا مع ما سرقتم وزورتم من الشهادات التي لا تنفع في تنظيف فسادكم … وصدق الشاعر حين قال : وقتل امرئ في غابة جريمة لا تغتفر ..وقتل شعب آمن مسألة فيها نظر .. واليوم بلغ قتلى الشباب المنفض ضد الظلم الذي أصابهم أكثر من700 شهيد والجرحى أكثر من 25 ألفا من الشباب ومنهم معقون يريدون وطنهم المسروق وإعادة الوطن لشبابه ليبنوا الصناعة والزراعة والقطاعين العام والخاص وتشجيع استثمار صناعة السياحة ليجد الشاب المشتاق للعمل وهو عاطل ولا يجد قوت يومه ولا قوت عائلته …والعمل الشريف نور وكاد الرسول أن يقبل يدي العامل حين قال : يد أحبها الله ورسوله ووضع يد العامل على جبهته الشريفة ” .  لننتهي من الحروب والمحاصصة التي دمرت وخربت وهتكت واغتصبت وشردت وهجرت وخلقت الحروب ” هذا لك وهذا لي ” لنبني من العراق جنة أرضية والعراق ليس فقيرا بالموارد والمياه …..والمنتفضون من الشباب في الوسط والجنوب لا يهدؤون وقد منحهم رب العزة الطاقة والحيوية وفاتحين صدورهم للموت بسلمية  ومن غير إهدار المال العام والخاص وهم سائرون لنيل مطالبهم بدون كلل أو تعب والله ناصرهم في مطالبهم العادلة والمشروعة .. أعطوا الفرصة للطاقات الشابة الكفوءة والمؤهلة علميا لممارسة مؤهلاتهم العلمية على الأرض …وهم جديرين بما يكلفون بها بجدية وإخلاص ونزاهة …غايتهم بناء وطنهم الذي لا يشعرون بالانتماء إليه نتيجة فشلكم وسرقاتكم وفسادكم …وأصبح الفرد المواطن غريبا في بلده دون الإحساس بالانتماء للأرض للوطن ….وقصيدة عصمت الدوسكى جاءت لتؤشر بعنوان قصيدته ” نحن قوم لا نشبع وإذا شبعنا لا ننفع ” بأن الفساد والجهل والهزيمة والعار ليست من شيمة الرجال الذين يمسكون ميزان العدل والحق .

نحن قوم  لا نشبع

إلى كل قوم لا يطبق العدالة في الحياة .

عصمت شاهين دوسكي

نحن قوم  لا نشبع

وإذا شبعنا لا ننفع

فقاقيع في الهواء

كلما علت تفجع

ما زال أبو جهل

في داخلنا يضجع

نطوف حول الدولار

ونرمي الكرسي بالورد والملمع

نحن قوم لا نشبع

ما زال فرعون

وهامان ذات أبراج يصعد

ما زالت الجنائن المعلقة ، معلقة

ما زال خوفو وخفرع ومنقرع

يبنون أهرامات إلى الأسفل

ويسقون الناس أحلاما من بدع

ما زالت الآلهة ملونة

نقدم القرابين لكل إله بلاط موسع

ندفن رؤوسنا ليلا

وفي النهار كل رزق نقطع

نهزأ من أرامل

من ثكلى عيونها تدمع

من فقير بين القمامة

يبحث عن زاد يجمع

من أجداث في الشوارع

ترمى بلا مبالاة أو وجع

نصنع الأزمات من أجل الآخر

نخلق المعاناة من اجل الآخر

نتاجر بأرزاق كأنها لؤلؤ مرصع

كيف نكون الفعل والفاعل

والحق ضائع لا يرجع ؟

شاهد أيضاً

(47،000) مخطوطة قيد التحول الرقمي

أعدت دار المخطوطات العراقية خطًة لتحويل مشروع فهرسة المخطوطات في خزانتها إلى مشروع رقمي على …

error: Content is protected !!