هادي جلو مرعي
يسمونهم (الكحيانين) أي الذين أتعبتهم الحياة، وجارت عليهم الدنيا، وجعلت قلة من الناس يتسلطون عليهم، ويسرقون أموالهم ووجودهم وحياتهم، حتى صرنا نألف أن يكون كثير ممن كانوا حفاة عراة يملكون الملايين والمليارات من المال الحرام، بينما (التعبانين) هم غالبية الشعب المحروم، والمغلوب على أمره الذي لايملك قوت يومه، ولايأمل خيرا في غده.
يمكن بحسب حوار راديو سوا مع جمهور المتصلين الناقمين على الأوضاع أن ينضم عدد وفير من المواطنين لأي جمعية، أو نقابة تعنى بالتعبانين، وتفتح لها فروعا في مراكز المدن، حيث ستستقبل طلبات الملايين من (التعبانين) في حياتهم، والذين فقدوا الأمل في التغيير، ولم يحصلوا على مكاسب حقيقية، وقدموا كل شيء دون أن ينالوا شيئا، أو أنهم كسبوا القليل والفتات، بينما راحت المكاسب والمغانم لمجموعات من المستأثرين بكل شيء والذين ماتت قلوبهم وضمائرهم، وتحجرت عقولهم، والمهم لديهم أن ينالوا مايريدون، ووضعوا القانون والحلال والحرام تحت أحذيتهم المتسخة.
(التعبانين) هم ليسوا فقط من لايملكون المال. فالأوضاع في العراق قبل عقود والى الآن حولت فئات من الناس الى معذبين ومحرومين وجياع ومفلسين ومحرومين من حقهم في الحياة الحرة الكريمة، وهي حياة صارت جنة للحرامية، وجحيما لهم هم أعضاء جمعية (التعابنين) العراقيين
حتى (التعبان) نفسيا هو عضو كامل العضوية في الجمعية، وله الحق في الترشح للمناصب المهمة، وتمثيلها في المؤتمرات والندوات التي تضم مختلف (التعبانين) في البلاد، ومن جارت عليهم الدنيا الفانية، وأرهقتهم بالمظالم والعذابات التي لاتكاد تنتهي.
طرحت الفكرة في راديو سواء من احد المتصلين، وأيدها الصديقان أزمر وعمر المشهداني، وأطمح أن أترأسها يوما.
شاهد أيضاً
خداع الروابط: وهم العلاقات الزائفة”
في عالمٍ يُشبه المتاهة، حيث تتشابك الطرق وتتقاطع المصالح، تغدو العلاقات الإنسانية مرآة تعكس لنا …