سعيد ياسين موسى
في الاجزاء السابقة طرحت محاور عدة مع معالجات قد تكون مفيدة لفهم واستيعاب الساحة المجتمعية لتلبية متطلبات المتظاهرين الشباب السلمي ,مع تخلل التظاهرات العديد من الخروقات غير السلمية وفي عدة محافظات من قبل البعض القليل جدا من المتظاهرين مع قصور الخطاب السياسي الموجه الى الجمهور,كما الكم الكبير من الضحايا والشهداء والجرحى ,ان عدم الفهم والتقصير في الاستيعاب انتج لنا اطالة فترة التظاهرات والضحايا التي رافقت ذلك.
اليوم هنالك حراك عند مختلف شرائح المجتمع السياسية والمجتمعية بعد استقالة الحكومة للوصول الى تكليف رئيس وزراء جديد,وهذا الحراك قد يطول كثيرا مع تغييب مطالب الجمهور في ادارة رشيدة للبلاد وهذا يشمل منظومة ادارة الحكم بكل مفاصلها التشريعية والتنفيذية بل وحتى القضائية .
كما تطرح العديد من الاطراف السياسية مواصفات لرئيس مجلس الوزراء القادم مع استمرار مجلس النواب وبقية مفاصل ادارة الحكم وهنا القصور في الفهم يكون مركب,لذا وبرأيي القاصر أهمية الذهاب الى انتخابات مبكرة.
قانون الانتخابات واليات تشكيل مفوضية عليا مستقلة للانتخابات وقانون الاحزاب هي من انتجت لنا مجلس النواب ومن مخرجات مجلس النواب تكليف رئيس لمجلس الوزراء والوزراء كما بقية المناصب العليا حسب الدستور ولمدة 16 سنة وصلنا وفق هذه الالية الى المحاصصة السياسية مع فساد منظومة ادارة الحكم والتسامح مع الفساد والمساعدة على الافلات من العقاب والمساءلة والمحاسبة,مع التاكيد على ضرورة طرح مسودة قانون الانتخابات على الجمهور المختص في مؤسسات المجتمع المدني والمختصين للنقاش والحوار الوطني العام قبل التشريع ,ولا بأس بالاستئناس بالخبرة الدولية الاممية.
وهنا اؤكد على الاهمية القصوى لتشريع قانون منصف وعادل للانتخابات يضمن المشاركة الواسعة للجمهور ترشيحا وانتخاب ,من خلال الترشح الفردي المناطقي وفق لكل مقعد/دائرة انتخابية ,ويكون الفوز لمن يحوز على اعلى الاصوات مع تحديد نسبة معقولة لمشاركة الجمهور الناخب قانونا,وهنا لا ضرر للكيانات السياسية فبامكان جميع الكيانات السياسية ان تتبارى في انتخاب عادل والفوز وحسب جمهورهم ومريديهم وبالنهاية تشكيل كتل سياسية في مجلس النواب ومعرفة حجوم الكتل السياسية التي تصل الى قبة البرلمان ,كما هنالك العديد من الرؤى المطروحة لتشكيل مفوضية مستقلة للانتخابات,وهنا من الضروري الاشارة الى عدم اعتماد المحاصصة السياسية في تشكيل المفوضية وان يكون اداء المفوضية المرتقبة يتطابق مع المعايير الدولية مع التاكيد على تغيير القيادات في المحافظات ورؤساء الدوائر العملياتية والانتخابية في المركز وعتماد نفس مبادئ تشكيل المفوضية.
كما اهمية تعهد الاحزاب عن الامتناع عن تشكيل هيئات اقتصادية والافصاح عن الموارد المالية لها وممارسة النفوذ السياسي للاستحواذ على عقود ومنافع ووظائف .
واليوم اعرض على الجمهور الشباب المتظاهر السلمي رؤية في الية المشاركة في تحقيق اهدافه وفق الاليات الدستورية والقانونية وعدم الاكتفاء بالمطالبة والاحتجاج .
ادعو جميع المتظاهرين السلميين والجمهور العراقي الى الذهاب لتشكيل تنظيم سياسي يخرج من رحم المظاهرات ,لا سيما ان الجمهور المتظاهر فيه من القدرات والخبراء والطاقات البشرية العلمية الكبيرة من رجال اعمال واكاديميين وتدريسيين ومحامين ومثقفين وادباء وفنانين وناشطين وفنانين وطلبة وكسبة ومن كلا الجنسين.
ان ترك العمل السياسي للمتظاهرين فيها مفاسد كبيرة ,ولا يضمن استمرارية وترسيخ الثقة وادامتها مع منظومة ادارة الحكم وفق الاليات الديمقراطية,عندما يكون هدف الجمهور اقامة العدل وسيادة القاون وانفاذ القانون والمساءلة والمحاسبة وتحقيق التنمية المستدامة وتحسين نوعية الحياة واقامة حكم رشيد وغيرها ,يحتم على الجمهور مبدأ المشاركة ترشيحا وانتخابا ورقابة,ومن اوسع ابواب المشاركة هي الترشح من خلال كيان سياسي يؤسس لتحقيق هذه الاهداف المشروعة وعلى الجمهور اختيار الافضل من المرشحين لتمثيله.
وكتجربة دولية,في اسبانيا انطلقت تظاهرات كبيرة لاجل تغيير واصلاح الاداء السياسي ,انتظم الجمهور ومن مختلف الشرائح في كيان سياسي وخاض هذا الكيان الانتخابات وحاز على 52 مقعد نيابي على ما اذكر وتحقق للجمهور الاسباني المتظاهر المشاركة في ادارة الحكم لتحقيق الاهداف المنشودة.
شخصيا لست ممن يهدف الى العمل السياسي وهي من المحرمات بالنسبة لي ,وليست من متبنياتي الشخصية مع توافر الشرط القانونية والدستورية وافضل العمل الرقابي الايجابي كمسؤولية مجتمعية,والذي دفعني لتقديم هذه الرؤى هو العمل من اجل وطن قوي وحياة كريمة من صنع ابناء الوطن الشباب,والذي يبلغ نسبة الشباب حوالي 70% وصولا لسن ال 45 سنة.
الرحمة والرضوان لارواح شهداء العراق الابرار جميعا والشفاء العاجل للجرحى ,والصبر والسلوان لعوائل الشهداء الكرام.
الله تعالى والعراق وشعبي العراقي والشباب المتظاهر السلمي من وراء القصد.
بغداد في 3/12/2019
سعيد ياسين موسى