نشر مجلس القضاء الأعلى، اعترافات أخطر ارهابية في عصابات داعش وسلسلة جرائمها البشعة.لم يكن في حسابات (وضحة) أن ينتهي مطاف رحلتها الطويلة مع العنف والإرهاب عبر لقطة تلفزيونية، ففي خضم معارك تحرير نينوى من عصابات داعش الارهابية، وتحديداً في شهر تموز من عام 2017 وأثناء تحرير أحد أحياء الجانب الأيمن من مدينة الموصل خرجت (وضحة) مع العديد من أهالي الحي لائذة بالقوات الأمنية من هول سطوة داعش لتسلم لأول نقطة عسكرية صادفتها طفلتين لم تبلغ أكبرهما من العمر سبعة أعوام متذرعة بأنهما إيزيديتان احتفظت بهما طيلة فترة احتلال داعش للموصل، لتتلاشى بخطىً متسارعة بين جموع الأهالي في تصور منها أنها نفذت بجلدها وسلمت من العقاب.
ولم يدر بخلدها أن تسليمها للفتاتين وثقته كاميرا قناة الموصلية الفضائية لتعرضه شاشتها على مشاهديها في مساء اليوم ذاته، في مشهد شكل صدمة لمئات الناس الذين يعرفون الواقع الإجرامي لها لتنهال شهاداتهم الى القوات الأمنية بعد مشاهدتهم لذلك المقطع التلفزيوني!.
ثلاثة أيام كانت كفيلة بإلقاء القبض على (وضحة) التي حاولت مراراً التملص من إفادات الشهود بعدم اعترافها بأنها واحدة من اخطر إرهابيات داعش ومن كبار قادة (الحسبة) فيه، لكن توالي اقوال الشهود العيان وشكاوى العديد منهم بحق أفعالها أثبت التهمة عليها مزيلاً الغطاء عن حقائق خطيرة جسدت واقعها الإرهابي الضحل.
اعتراف منقوض
تملصت (وضحة) من الاعتراف لمن حقق معها بدءاً من مديرية استخبارات ومكافحة ارهاب صلاح الدين ومن بعدهم قاضي التحقيق في محكمة استئناف صلاح الدين، لكنها لم تنكر أن لها سبعة أبناء انتموا جميعاً لكيان داعش الإرهابي ثم قتلوا كلهم في المعارك مع القوات الأمنية، كما لم تنكر أن لها زوجا إرهابيا محكوما بالإعدام جراء إدانته بقتل تسعة جنود عراقيين قرب باب منزله في عام 2006 وفق إفادات العديد من الشهود العيان من أهالي المنطقة.
أما عن الطفلتين الايزيديتين اللتين كانتا بحوزتها فقد اعترفت بأن احد أبنائها أودعهن لديها بعد أن (ربحهما) بالـ (القرعة) التي أجراها أعضاء التنظيم للظفر بالأطفال الايزيديين بعد احتلالهم لقضاء سنجار!.
توالت الإفادات المطابقة لعدد ليس بالقليل من أبناء قرية هيجل كبير (السلمان) التابعة لقضاء الشرقاط في محافظة صلاح الدين والتي ادانت (وضحة) فكانت شهاداتهم التي كشفت الحقيقة.
ماض مع الإرهاب
بدأ انكشاف حقيقة الميول الإجرامية لـ(وضحة) عند أهالي المنطقة التي تسكن فيها حين قام زوجها الإرهابي (المحكوم قضائياً بالإعدام) بأسر تسعة من الجنود العراقيين ثم إعدامهم رمياً بالرصاص أمام باب منزلهم لتخرج منه مزغردة على جثث الشهداء. وبعد استيلاء كيان داعش الارهابي على قريتهم الواقعة في الساحل الأيسر من قضاء الشرقاط في شهر حزيران من عام 2014 لم تُخفِ (وضحة) انضمامها لهذا التنظيم الإرهابي، حيث أصبحت مسؤولة عما يعرف بـ(الحسبة) ومنها بدأت تمارس سطوتها على أهالي المنطقة التي تسكن فيها متسلحة بذلك الشأن الذي منحه داعش إياها.
لم تمضِ أيام قلائل من سيطرة التنظيم حتى خرجت (وضحة) الى الشارع بهيئة جديدة فاجأت بها كل من شاهدها، كانت حاملة جهاز اتصال (موتوريلا) متحزمة بمسدس تحمل باليد الأخرى بندقية (جي سي) عاصبة رأسها بشريط يحمل شعار (داعش) حيث كانت تتجول بهذا الوضع أمام أنظار الملأ وهي تهتف مطالبة بـ(قتل المرتدين) طالبة أمام الناس من أحد الإرهابيين الأخذ بثأر زوجها.
كان وجود الطفلتين الايزيديتين وغيرهن من السبايا في منزل (وضحة) معروفاً للجميع ولم تنكر ذلك، اذ صرحت للعديد من الناس بأنهن غنائم حرب ظفر بهما ابنها، حيث أكد أهالي المنطقة بشهاداتهم ان الطفلتين في أوائل أيام وجودهما في بيتها كانتا قد حاولتا الفرار بشكل غير مدروس لصغر سنهما لكن ما لبثت أن امسكت بهما وسط الشارع وأمام أنظار المارة بعد أن ارتعدت فرائص الطفلتين وشلت حركتهما جراء إطلاقها للرصاص فوق رأسيهما لتمسكهما منهالة عليهن بالضرب المبرح بـالـ (خيزرانة) وتدخلهما الى المنزل.
مع توالي الأيام أصبحت دار (وضحة) مقراً لما يعرف بالتنظيم والبيعة حيث كانت أوُلى قراراتها أن منعت أهالي الحي (جيرانها تحديداً) من الصعود الى سطوح منازلهم منازلهم سعياً منها لتلافي اطلاعهم على ما يدور في منزلها متوعدة من يعتلي سطح منزله بالويل والثبور.
من ضمن إفادات أهالي الحي أن أحد ابناء (وضحة) كان قد حضر الى منزلهم ذات يوم ممسكاً بشخصين البسهما الزي البرتقالي ثم قام بإطلاق الرصاص عليهما لتخرج أمه (وضحة) من المنزل مزغردة تتقافز على جثتي الضحيتين لتقول هاتفة بأعلى صوتها (هذا مصير كل من يدوام بالحكومة الرافضية) في مشهد أعاد ما قامت به في عام 2006.
اراد وساطتها لتحرير والده فكان ردها عليه…
من جانبه، أفاد المشتكي (ق.ج) بأن تنظيم داعش الارهابي قام باختطاف والده في بداية استيلائه على المنطقة فما كان منه الا التوجه لوضحة (بحكم الجيرة) آملا وساطتها لاطلاق التنظيم لسراحه، وحين دخوله لدارها شاهدها بكامل زيها (الداعشي) وقد ردت على طلبه بالقول (والدك مرتد ويجب قتله)!.
دخول المشتكي (ق.ج) الى دار وضحة فتح للحقائق أبواباً أخرى، حيث ذكر بأنه شاهد العديد من السبايا الايزيديات في منزلها وليس اثنتين فقط مثلما اعترفت، عززت تلك الحقيقة بشهادة (ق.م) و (س.أ) اللذين أكدا مشاهدتهما لـ(وضحة) أثناء بيعها إحدى السبايا الايزيديات للإرهابي (حسين نرجس) مسؤول أمنية داعش لقاء مبلغ قدره ألف وخمسمائة دولار أمريكي. مفخخة أيضا
ومع توالي الشكاوى والشهادات حضر (ز.خ) مشتكياً على (وضحة) من تهديد سابق له حدث بعد إلقاء القوات الأمنية القبض على زوجها الارهابي (فتحي)، طالبة منه أن يغير شهادته التي تدين زوجها عن قضية قتله للجنود التسعة، وبعد عدم رضوخه لتهديدها استهدفت سيارة مفخخة منزله اسفر عن استشهاد زوجته وابنته. غادر على اثرها المنطقة قبل أيام قلائل من استيلاء داعش عليها.
قصاص العدالة
مع كل ما تقدم ثبت للمحكمة أن (وضحة) من العناصر البارزة في عصابة داعش الإرهابية حيث كانت تعمل في (الحسبة) وتحمل السلاح لتجابه به الدولة كما ان طباعها تتسم بالقسوة التي تسود سلوك مجرمي القاعدة وداعش.
كما ثبت بالأدلة القاطعة احتفاظها في بيتها بسبايا من الطائفة الايزيدية قامت مراراً بالاعتداء عليهن بالضرب، إضافة الى ترويجها للأفكار الارهابية وتهديدها المستمر لاهالي منطقتها، كما لم تغب عن العدالة واقعة حضورها لإعدام اثنين من المجني عليهم أمام باب دارها من قبل ابنها الارهابي (مروان) وزغردت على جثتي الضحيتين، مع اثبات ان دارها كان مقرا من مقرات التنظيم في الشرقاط.
لتكون تلك الوقائع أدلة كافية لادانة المتهمة ومقنعة لتجريمها من قبل المحكمة وفق المادة الرابعة/1 وبدلالة المادة الثانية/1 و 3 من قانون مكافحة الارهاب رقم 13 لسنة 2005 ليحكم على (وضحة) بالاعدام شنقاً حتى الموت.انتهى
شاهد أيضاً
ارتفاع التلوث البيئي في العراق.. وانتشار الكبريت ينذر بكارثة صحية
من أصل 18 محافظة في العراق، هناك 12 محافظة ذات بيئة “غير صحية” وست محافظات …