بغداد : صوتها
شارك الاعلاميات العراقيات في التظاهرات الاحتجاجية التي شهدتها بغداد والمحافظات يوم الجمعة 25 اكتوبر للمطالبة بحقوق المواطن الدستورية , و تغيير الحكومة , واجراء انتخابات مبكرة .و شهدت ساحات التظاهر في بغداد والمحافظات مشاركة كبيرة قدرت بعشرات الالاف اغلبهم من الشباب يهتفون باسم العراق
, و محاسبة الفاسدين , و تغيير الحكومة ، و حسب تقرير مفوضية حقوق الانسان حتى ساعات متأخرة من ليلة امس 25/10 , فقد اصيب اكثر من 2000 شخص , اضافة الى 30 شهيد في عموم المحافظات اغلبهم من المتضاهرين فضلا عن بعض العناصر الامنية , جراء استخدام الغاز المسيل للدموع , والطلق المطاطي , كما رافقت التظاهرات اعمال عنف قام بها بعض المندسين مساء يوم الجمعه في عدد من محافظات الوسط والجنوب ادت الى حرق 50 مبنى حكومي و مقرات حزبية , اضافة الى اعلان حظر التجوال في ستة محافظات عراقية .و رصد المنتدى خلال تواجده في ساحة التحرير في بغداد ومتابعته الاخبارية الطابع السلمي و العفوي للاحتجاجات و الشعارات التي حملها المتظاهرون, و عدم وجود قيادة او جهة تنظيمية موحدة ، كما لوحظت مشاركة عدد من الفنانين و الفنانات العراقيات , و ضعف مشاركة النساء بسبب الوضع الامني المربك , واستهداف ناشطين وناشطات بشكل مباشر خلال تظاهرات الاول من اكتوبر ، كما رصد المنتدى قيام السلطات العراقية بمنع القنوات الفضائية من التغطية المباشرة للتظاهرات, و اصابة عدد من المراسلين منهم مراسل قناة السومرية هشام وسيم بجروح خطيرة.
و قد اتسع نطاق التظاهرات في بغداد بعد منتصف الليل لتشمل مناطق اخرى في جانب الكرخ و تحديدا في منطقة ساحة النسور , كما بدأ العديد من المواطنين بالتوافد الى ساحة التحرير تلبية لمطالب المتظاهرين بأيصال المواد الغذائية و الاغطية بعد أن اعلنوا اعتصامهم في الساحة و نصبوا الخيام .وفي الوقت الذي يشيد منتدى الاعلاميات العراقيات بدور الجهات الامنية من قوات الداخلية برفض حالات الاعتداء على المتظاهرين و تقديم المساعدة للمصابين، الا ان ما حصل من عنف استخدم فيه الطلق الحي في التظاهرات الاولى , والطلق المطاطي والغاز المسيل للدموع في التظاهرات الثانية , واصابة الاف المتظاهرين , وانتهاكات واضحة لحقوق الانسان؛ يتطلب من الحكومة اجراء تحقيقات سريعة و مهنية بعيدة عن الاعتبارات السياسية , والاعلان عن الجناة , وتقديمهم للعدالة , و احترام الحق الدستوري في حرية الاعلام والتعبير والتظاهر , وعدم استهداف المؤسسات الاعلامية والصحفيين , والاستجابة للمطالب المتظاهرين بتوفير حياة كريمة، لا سيما ان التقرير الحكومي الصادر من اللجنة الوزارية المكلفة بالتحقيق في ما حصل من اعتداءات على المتظاهرين في الاول من اكتوبر جاء مخيبا للامال و ظل مبهما و غير واقعي ولم يكشف حقيقة الانتهاكات والاعتداءات التي حصلت.
يذكر ان التظاهرات انطلقت منذ الاول من اكتوبر في عموم المدن العراقية بعيدا عن الانتماءات المناطقية والايدلوجية والدينية وقد اطلق عليها مراقبون ثورة الشباب جراء الفقر والبطالة والفساد وانعدام الثقة بالحكومة الحالية و قدرتها على اتخاذ اجراءات اصلاحية واقعية و مجدية؛ مطالبين باصلاحات جذرية تضمن حياة كريمة للمواطن العراقي.