حاورتها : انتخاب عدنان القيسي
رغم تخرجها من كلية الطب جامعة بغداد و حبها لمهنتها و تفوقها الا انها بعد 2006 انتقلت من عوالم الطب الى عوالم السياسة والنشاط المدني فخاضت الانتخابات البرلمانية لدورتين متتاليتين 2006-2014 و عملت في الكثير من المشاريع الانسانية بالشراكة مع منظمات دولية ومحلية متبنية ملفات عدة تعنى بالعنف ضد المرأة والمساواة بين الجنسين والاغاثة..
.ضيفة مجلة صوتها لهذا العدد الدكتورة ندى الجبوري و حوار شيق بين الطب والسياسة والمجتمع المدني
- ما هي المواقع التي شغلتها وعملت فيها ؟
عملت طبيبة أخصائية ورئيسة قسم التخدير والإنعاش في مؤسسة مدينة الطب / مستشفى دار التمريض الخاص من سنة 1996-2003. ثم طبيبة اختصاص في وزارة الصحة الأردنية مستشفى البشير 2003 – 2006 وحاليا رئيس منظمة المرأة والمستقبل العراقية اضافة الى انني عضو في المجموعة الاستشارية النسوية لبعثة الامم المتحدة لمساعدة العراق ( يونامي).
- كونك في المجال الطبي ماسبب انتقالك للعمل في السياسة؟
بعد عام ٢٠٠٣ تعرضت المؤسسة الطبية إلى حالة من الفوضى واستهداف الأطباء وعمليات اختطاف وطلب فدية أو اغتيالات على الهوية وسرقة معدات المستشفيات تعرضت خلال هذه الفترة لمحاولة خطف اضطررت للهجرة إلى الأردن وتوليت العمل كطبيبة في أحدى مستشفيات وزارة الصحة الأردنية من هنا بدأ مناقشة هجرة الأطباء الذين تركوا العراق وكيفية عودتهم وحمايتهم وإيجاد سبل توفر استراتيجيات جديدة لهم انتقلت بتفكيري من مجرد إدارة العناية المركزة والإنعاش وصالات العمليات والتخدير إلى عالم السياسة .
- من كان له الفضل في انضاج شخصية ندى الجبوري السياسية ؟
المرحوم والدي كان ضابط في حماية الملك فيصل الثاني وحامل وسام الرافدين المالكي اكتسبت منه الحس السياسي .
– من هي الشخصية السياسية التي تأثرت بها ندى الجبوري ؟
انديرا غاندي لما حققته من منجز سياسي وانساني مميز على صعيد بلدها والعالم
- هل انت مع اعادة وزارة المرأة ام العكس؟
- عملت منذ عام ٢٠٠٥ الى ٢٠١٠ عضو في لجنة المرأة والأسرة والطفولة في البرلمان العراقي للحد من العنف ضد النساء بسبب العنف الشديد ومراجعة القوانين والاتفاقيات الدولية التي تخص المرأة والطفل والأسرة وما كفله الدستور العراقي لكن الدور المنقوص لوزارة الدولة للمرأة بسبب المحاصصة وعدم وجود ميزانيات وجدنا ان وجود هيئة مستقلة أو لجنة عليا أو تشكيلة تنفيذية لها استقلالية اكبر لاترتبط بمجلس الوزراء هو الأفضل
- لكن المرأة اكبر من ان تمثلها هيئة خصوصا ان الحملة الاعلامية لاعادة الوزارة حققت نجاح كبير وتبنتها كثر من الجهات المعنية ؟
ارى في الوقت الحاضر ان المحاصصة والتخندق الحزبي ستخطف وزارة المراة إما بالنسبة إلى الهيئة هي لا تقل إمكانية بالعمل عن الوزارة أو قد تكون أكثر أداء وقربا واستقلالية للمجتمع وابعد من الأحزاب .
- – لكن العراق يعيش أزمة حقيقة وفوضى وعدم استقلالية حتى الهيئات كيف يستطيع الخروج من هذه الأزمة ؟
العراق يخرج من الأزمة الحالية برسم سياسات مكافحة الفساد وتطبق بشكل فعلي كذلك تعديلات دستورية سريعة وانتخابات مبكرة
– لو كنت وزيرة الصحة ماهي خططك للنهوض بالواقع الصحي المتردي في عموم مستشفيات العراق ؟
لا أستطيع ان اختصر بأسطر الإستراتيجية البعيدة والقريبة المدى للمؤسسات الطبية والقطاع الطبي في العراق لكني سأعتمد عدة محاور.. اهمها تشكيل لجنة لمراجعة كل العقود والمسائلة والمحاسبة للمفسدين وفقا للقوانين، و وضع خريطة عمل سريعة خلال سنتين لإعادة البنية التحتية لكل البنايات والأجهزة الطبية من ضمن الكثافة السكانية وإيجاد تمويل أخر بازدياد موازنة وزارة الصحة والدول المانحة وتكون خطة مارشال طبية سريعة ، وأعادة ترتيب الأطباء الاختصاص والمقيمين والدوريين والكادر التمريضي بتكريمهم ودعمهم وتدريبهم عبر الارتباط بمؤسسات طبية أجنبية رصينة وكذلك اعتماد نظام التوأمة معها خلال خطة الخمس سنوات والدعم يكون قطع أراضي وحماية قانونية لهم ، كذلك اعتماد بطاقة التأمين الصحي لكل الوزارات والقطاعات الأخرى الغير حكومية والقطاع الأهلي . من اجل إيجاد موارد مالية أخرى من قبل الفئات الغير مشمولة
– هناك إقصاء للكفاءات النسوية من المشاركة بالمناصب المتقدمة بالوزارات ما هو رأيك بالموضوع؟
الإقصاء للملف النسوي وعدم المساواة المتعمدة بين الرجال السياسيين والقيادات هي فكرة مجتمعية متجذرة بعدم ترأس المرأة منصب سيادي نابعة من فكرة دينية ومجتمعية بعدها تجذرت فكرة التنافس الشديد من اجل المصالح الخاصة العلاقة برئيس الكتلة السياسية هو المعيار وليس الكفاءات والاختصاصات , الفساد أيضا لعب دور حيث ان المرأة غير قادرة على توفير الأموال في بعض الأحيان لشراء مناصب كما تفعل بعض الشخصيات الميسورة وبعد ان مرت أربع دورات على الكوتا بدأ التلاعب بدعم النساء الأقل تمكيناً بالبرلمان للضمان بعدم المطالبة بحقوقهن , أكيد ليس كل النساء هناك من هُن متمكنات من ملفاتهم لكن المشكلة هو المشاركة في صنع القرار السياسي بالتنفيذ وعدم تطبيق قرار مجلس الأمن ١٣٢٥ الذي صادق عليه العراق .
– افادة مختصرة عن نفسك …
أنا البنت المحبة لأهلها وناسها والتي اختارت اختصاص الإنعاش والتخدير وعيادة الألم لانها تكره ان تجد الناس يعانون.. مازلت أجد نفسي طفلة مع والدتي
في الختام …
أتمنى ان أجد المجتمع العراقي متماسك والناس تحب بعضها بعضا تحترم المرأة وتقدر دورها وأهميته كذلك أتمنى على أن تكون هناك مبادرات وحملات توعوية وتثقيفية عن النظافة وعن شعارات تخص البنت الصغيرة وتعليمها في كل حي من أحياء بغداد وان يجعلون ساعات عمل تطوعية لأقرب منظمة قربهم من اجل سلامة واستقرار الأسرة العراقية.