محمود الحسيني
صمام الامان .. صفة أطلقت على عدد من الشخصيات في العراق مثل مثل المرحوم جلال طالباني، وهي صفة في الهندسة الميكانيكية تعني سدادٌ يتفتِح من تلقاءِ نفسه عندما يزيد الضَّغط على الحدَّ المرسوم ، وفي الطب هو ثنية من نسيج غشائيّ في عضو أو وعاء تمنع ارتدادَ السَّائل إليه ، وصِمَام القَلْب في علم التشريح هو جهاز في القلب لتنظيم حركة الدَّم الصِّمام الأبهري الرِّئويّ .
ويمكن تشبيه صمام الامان ، بعتلة الامان في بندقية الكلاشنكوف التي تمنع الاطلاقة الا بامر صاحبها .
اذن صفة الصمام اللغوية كلها تشير الى عملية تنظيم محكمة باتجاه واحد يمكن الاستفادة منه ، اما في الاصطلاح السياسي فان صمام الامان هي صفة مدح وتعظيم لبعض الشخصيات ووصفها بانها منعت الكوارث من العراق ولولا هذه الشخصيات لانزلق العراق الى هاوية المجهول.
اذن وفق هذه الفكرة .. فان العراق يملك صمام أمان وان وضعه غير مقلق بالمرة، لكن من الواجب اخضاع هذه الصفة الى ما وصل اليه العراق بعد ١٦ عاما بعد الاحتلال الامريكي ، وهل هو فعلا يملك صمام امان ؟
واذا اردنا الخوض في هذا المفهوم علينا اولا ان نجد ( الامان بمعناه الجامع أمنيا، سياسيا، اجتماعيا و اقتصاديا) لنتعرف على صمامه.
وهنا اسأل : كيف للعراق ان يكون له صمام أمان والامان يكاد يكون مفقودا أساسا منذ سنوات ؟
وهل يعقل انه يوجد في العراق صمام امان ، وشعبه يبحث عن بلدان اخرى ليعيش فيها ، وكيف للعراق صمام امان واموال شعبه تسرق امام مرأى ومسمع الجميع ( حتى صمام الامان ) ، وكيف للعراق صمام امان واصبحت الطائفية حالة علنية وغير معيبة ؟ وكيف للعراق ان يكون فيه صمام امان وهو يعيش في حروب بعد حرب احتلاله ؟
بالله عليكم .. اي صمام امان في بلد اصبح غير صالح تماما للعيش فيه ؟ ايوجد اكثر من هذه الكوارث التي صبت على بلدنا ، لنقول ان فلان هو صمام الامان ؟
لذا هذه الصفة بطبيعتها ليست حقيقية وما هي الا صفة اطلقها بعض السياسيين كـ ( لواكة ) لشخصيات اخرى ليس لها اي علاقة بالوضع ولا تتفاعل معه اساسا .