بعد كشف العديد من جرائم الاحتيال التي اتبعتها عصابات في بغداد والمحافظات عبر استبدال أموال المواطنين وإعطائهم عملات بلا قيمة متلاعبين بهم من خلال تغيير المظهر واللهجة، إلا أن هذه الخدعة مازالت تنطلي على المواطنين على ما يبدو، وهذه المرة الجديدة كانت في البصرة.ففي ضواحي البصرة في المعقل والطويسة والجمعيات ظهر إلى العلن أشخاص يدعون أنهم من دولة خليجية لإيقاع الناس البسطاء في الفخ بعد ان أقدموا على استبدال عملات بلا قيمة بملايين الدنانير.
ويقول قاضي محكمة تحقيق البصرة الثالثة التابعة لرئاسة استئناف البصرة الاتحادية عوني سعد إن “المحكمة صدقت أقوال متهمين يمارسون عمليات النصب والاحتيال”، لافتا إلى أن ”أحدهم انتحل شخصية تاجر من دولة البحرين يستخدم الزي العربي الخليجي وادعى بأنه يبحث عن جمعية خيرية لغرض التبرع، فيما يدعي المتهم الثاني انه يعمل في مكتب صيرفة لإيهام الناس بان هذه العملة لها قيمة مالية كبيرة، من ثم يتم استخدام شخصين آخرين احدهم يشتري هذه العملة امام الضحايا والمتهم الرابع هو سائق سيارة نوع سايبا”.
وأضاف سعد أن “هؤلاء المتهمين وخلال تدوين اقوالهم اعترفوا انهم يمارسون النصب والاحتيال في مناطق عدة من محافظة البصرة وتكون الادوار موزعة على كل واحد خلال كل عملية”، مبينا أن “احدهم يمثل أنه يبحث عن جمعية خيرية ويروج على انه (تاجر) من دولة خليجية ويسعى للتبرع بمبالغ مالية كبيرة لغرض إيهام الضحايا، إذ يعرض على الضحايا شراء عملة اجنبية عديمة القيمة وايهامهم مستعينا بمتهم آخر بعد الذهاب اليه برفقة الضحايا بانه (صيرفي) والذي يؤكد للضحايا بان هذه العملة تساوي 275 الف دينار عراقي، فيما يقدم متهم اخر وهو الشخص الثالث على شراء هذه العملة لإغراء الضحايا بشراء اكبر كمية منها”.
وتابع القاضي عوني سعد أن “هذه العمليات شكلت حالات كثيرة ومنتشرة في المحافظة منذ اكثر من عشر سنوات والتي يكون ضحيتها من النساء والرجال المسنين”، لافتا الى أن “أكثر المناطق رواجا لمثل هكذا عمليات تكون في مركز محافظة البصرة”.
وأشار إلى أن “المحكمة صدقت أقوالهم وفقا لأحكام المادة 456 من قانون العقوبات العراقي وبصدد احالتهم الى محكمة الموضوع ليناولوا جزاءهم العادل”، فيما أكد أن “المحاكم المختصة في البصرة أصدرت أحكاما مختلفة بحق مدانين عن دعاوى مشابهة لهكذا حالات”.
احد المتهمين المدعو (ف.ع.ك) وهو من مواليد 1975 من اهالي البصرة أفاد بأنه “كان يعمل سابقا شرطيا منسوبا الى مديرية افواج البصرة وتم فصله بسبب الغياب”، واعترف بانه “مع متهمين آخرين قاموا بثلاث عمليات في البصرة”.
ويتحدث المتهم عن العملية الاولى التي “كانت قبل حوالي 3 اشهر تقريبا حيث كان يتجول في سيارته نوع سايبا في مناطق البصرة لغرض التنفيذ وفي الساعة التاسعة صباحا وعند مرورهم في منطقة الطويسة شاهدوا امرأة كبيرة بالسن كانت تسير فيما قام احد المتهمين بالترجل والتقرب منها حيث ادعى بانه من دولة البحرين، موضحا بان لديه مبالغ مالية كبيرة وانه يروم تصريفها من اجل دفع تلك المبالغ كمساعدات للفقراء والمحتاجين”.
يواصل المتهم أن شريكه “قام بالحديث معها واعطائها عملة أوروبية لاقيمة لها (لا يتم التداول بها) والتي كان يجلبها من بغداد وقد تم خداع تلك المرأة وإيهامها بان تلك العملة قيمتها اكبر من قيمة الدولار الأميركي ويمكنها تصريفها والاستفادة من قيمتها بعد الاستعانة بمتهم آخر بحجة انه يعمل في (مكتب صيرفة) وقد تم الاتفاق معها على اخذ المصوغات الذهبية العائدة لها وقيمتها تقدر بحوالي سبعة ملايين دينار عراقي وإعطائها تلك المبالغ المزيفة”.
ويكمل المتهم حديثه عن العملية الثانية انه قام مع المتهمين انفسهم بالتجول ايضا بسيارته في منطقة الجمعيات شاهدوا رجلا متوسط العمر يسير بالقرب من الشارع العام في منطقة الجمعيات، واثناء ذلك ترجل المتهم الذي يدعي انه من دولة البحرين وكان يرتدي الزي العربي وبين له بان لديه مبالغ مالية كبيرة ويروم تصريفها من اجل دفع تلك المبالغ كمساعدات للفقراء والمحتاجين فقام بالحديث معه وخداعه وايهامه بان تلك العملة قيمتها اكبر من قيمة الدولار الامريكي ويمكنه تصريفها والاستفادة من قيمتها وقد جرى إقناعه واخذ مبلغا قدره ثلاثة ملايين دينار من ذلك الرجل”.
وتابع أن “العملية الثالثة كانت قبل شهرين حيث قام مع نفس المتهمين بالتجول بسيارته نوع سايبا في منطقة المعقل لغرض تنفيذ إحدى عمليات النصب والاحتيال وعند الساعة التاسعة صباحا شاهدوا رجلا متوسط العمر يسير في منطقة حي الشهداء بالقرب من نادي الميناء الرياضي وترجل المتهم الذي يرتدي الزي العربي وحسب الاتفاق معهم ادعى بانه شخص خليجي وكان يجيد اللكنة الخليجية وأوضح لذلك الرجل بان لديه مبالغ مالية كبيرة وانه يروم تصريفها والاستفادة من قيمتها وتم اخذ خمسة ملايين دينار عراقي بعد ان جلب الضحية أمواله التي كانت مودعة لدى مصرف المعقل”.انتهى
شاهد أيضاً
الإنتاج الفني في الدار العراقية للأزياء.. ومعادلة التميز والتحديات
ماجدة محمد حسن في رحلة استكشافية داخل أروقة الدار العراقية للأزياء يسهل العثور على نجمة …