تخيل أنه في يوم من الأيام، تم اتهام العالم الألماني العبقري الشهير ألبرت آينشتاين، بأنه شخص مجنون وأنه بدأ يفقد عقله، وذلك كله لأنه قال قبل ما يقارب الـ50 عاماً: “إذا اختفى النحل عن كوكب الأرض، فلن يبقى للإنسان سوى أعوام قليلة فقط قبل أن يختفي بعد النحل”.
حينها لم يصدق أي أحد آينشتاين على الرغم من مكانته العلمية الكبيرة. واعتبروا أن ما يقوله مجرد مزاح أو فكرة مبالغ في تقديرها. إلا أنها لم تكن كذلك، وكما يحدث دائماً بنظريات وأفكار وأقوال العبقري الألماني السابقة لعصرها بفترات طويلة، فقد كان يقول الحقيقة الكاملة في هذا الأمر. فكيف من الممكن أن ينقرض الإنسان بعد سنوات قليلة من اختفاء النحل.
منذ جملته الشهيرة هذه، أخذ الكثير من العلماء كلام العالم الألماني على محمل الجدّ، وحاولوا تفسير ما كان يقصده آينشتاين. ووصلوا إلى أن فناء البشرية سيكون بانقراض النحل؛ لأنه حينها لن يقوم بتلقيح النباتات التي سوف تتناقص حتى تختفي. ما سيؤدي إلى أن يختفي الكثير من أنواع الحيوانات التي تعتمد على النباتات في غذائها، وبالتالي اختفاء المفترسات التي تتغذى على هذه الحيوانات. وفي نهاية هذه السلسلة من الاختفاء، سيأتي الدور على الإنسان، الذي لن يجد ما يأكله أو يزرعه، حيث إنه سوف يختفي هو الآخر في نهاية الأمر.
وفي دراسة حديثة، كشفت أن ما يقارب نسبته الـ 25% من أنواع النحل “الطنان” في القارة الأوروبية، يواجه خطر الانقراض بالكامل، وذلك لأسباب عديدة من بينها فقدانه لمواطنه التي احتلها الإنسان، وأيضاً تأثير ظاهرة التغير المناخي الخطيرة. وبحسب دراسة أخرى، أجراها “الاتحاد الدولي للحفاظ على البيئة”، ونشرها خلال شهر نيسان 2014، فإنه من أصل الـ68 نوعاً من النحل الطنان، هناك 16 نوعاً مهدداً بالانقراض. وهو الأمر الذي سوف يُعرض تلقيح المحاصيل الزراعية – كما سلف وذكرنا – التي تُكلف عشرات مليارات الدولارات كل عام إلى خطر كبير. وهنا سوف تبدأ الكارثة.. فيبدو أن “آينشتاين” كان على حق.