محمود الحسيني
لا اعرف نية السيد عمار الحكيم حتى احكم عليه وعلى التظاهرة التي دعا اليها في البصرة، لكن اذا كانت هي حقا للمطالبة بحقوق اهل البصرة فاسال الله ان يوفقه، اما اذا كانت لغايات معينة فبالتاكيد سيكون هو مسؤولا عن كل ما يجري فيها مهما قل او عظم شانها، بل سيكون مسؤولا امام الرب الذي لا يضيع عنده حق ولا يهضم عنده مظلوم.
لكن تصرف الحكيم استفز ذهنيتي لمسالة معينة ربما لم يلتفت اليها احد، وهي:
ان هذه التظاهرة هي سلاح ذو حدين بالنسبة للحكيم وتياره، فاذا نجحت فسوف يرسل رسالة للجميع بانه يملك قاعدة جماهيرية كبيرة شبيهة بجماهيرية التيار الصدري.
اما اذا فشلت فبالتاكيد ستكون انتكاسة كبيرة للحكيم ولتياره .
ومن هنا يمكن لنا ان نستقرء ما يشعر به الحكيم، الذي فيما يبدو يريد ان يعيد تجربة السيد مقتدى الصدر الذي ركن الى التظاهرات مرات عديدة من اجل انتزاع اي شي يطلبه.
لكن السؤال : هل يملك الحكيم قواعد جماهيرية تطيعه وتقدس اوامره، كما الصدر ؟
اذن النقطة المحورية بالموضوع، ان السيد الحكيم دخل بمغامرة فيها كفتي النجاح والفشل متساويتين لحد الان، فالنجاح يعني بالنسبة له بانه يملك جماهير شبيهة بجماهير السيد الصدر الذي يستطيع بكلمة واحدة تحشيد الملايين خلال دقائق.
اما الفشل، يعني ان السيد الحكيم يملك مستشارين اعطوه معلومات مغلوطة عن حجم قواعده الشعبية التي يمكن ان تطيعه كما يطيع ابناء التيار الصدري قائدهم الصدر.
لكن على السيد الحكيم ان يشخص توجه “تيار الحكمة” قبل ان يقدم على هذه التظاهرات، هل حبهم للحكيم كقائد عقائدي، مثل حب التيار الصدري للصدر؟ ام هو حب حزبي وقتي ينتهي لمرحلة معينة؟
من وجهة نظري ان خلاصة المسالة هي ان السيد الحكيم يعتقد بانه يملك جماهير مثل التي يملكها الصدر، ويريد ان يثبت ذلك للجميع، وان صدقت وجهة نظري هذه فان السيد الحكيم وقع بخطأ كبير لان جماهير التيار الصدري ليست كجماهير تيار الحكمة بكل تاكيد.
فالدافع الذي يدفع جماهير التيار الصدري لطاعة الصدر هو دافع العشق له، في حين ان نسبة حب الحكمة للحكيم محدود ومختصر على طبقة معينة ربما هي القريبة عليه فقط.