مهرجانات الدجالين ودروع الكلاوات

فراس الحمداني

نجحت وبدرجة إمتياز لعبة الدجالين التي تمارس لنجاح عمليات النصب والإحتيال تحت أغطية منظمات الصحافة والإعلام والثقافة والفنون من إختراق كبار المسؤولين وإيقاعهم في مصائد الإحتفالات الوهمية ذات الأهداف التجارية ، ولم يعد غريبا أن نجد كبار الشخصيات السياسية في السلطة التشريعية في مجلس النواب أو السلطة التنفيذية وقادة الأحزاب ووزراء ووكلاء ومسؤولين كبار في مختلف التخصصات نجدهم يشملون برعايتهم الكريمة تجمعات وهمية أبطالها من النصابين والمحتالين .

وحين نتأمل مشهد الإحتفالات والكلمات التي يلقيها السادة الكبار وهم يتحدثون عن المبادئ والقيم والأفكار الرفيعة عن الأخلاق والوطنية وحرية الرأي وحقوق الإنسان وللأسف أنهم لا يعلمون من هو الجمهور الحاضر أمامهم ومنهم هؤلاء الرجال او النساء الذي شملهم وشملهن التكريم ودروع الإبداع وشهادات الشكر والتقدير والثناء من كبار المسؤولين بوصفهم رسل الحقيقة وتنوير المجتمع وبث روح المحبة وقيم الأخلاق ، وهذه الكوميديا الحزينة في كلمات الترحيب وشهادات التقدير تدل على أن الكبار ما زالوا ضحية لتجار الكلاوات الذي يقيمون هذه الإحتفالات لكسب الشرعية والحصول على تمويل من كل الجهات الداخلية والخارجية .

والدليل على ما نقول ندعوكم للتقصي عن حقائق وسيرة وتاريخ قادة هذه المنظمات وكيف جمعوا ثروات طائلة من خلال المهرجانات وبيع الهويات لعشرات الآلاف من الرجال والنساء الذي لا تربطهم بالصحافة لا من بعيد أو قريب سوى إستغلال المكاسب الشرعية للصحفيين الحقيقيين الذين ضاعت حقوقهم بسبب فوضى تجار الصحافة والإعلام وغزو الطارئات و الطارئين ، وإذا أجرينا عملية تدقيق للهويات الصادرة من المنظمات الشبحية والوهمية والتي وصلت إلى أرقام مليونية سنجد إن أكثر من 99 % هم من المتطفلين لا يمارسون العمل الصحفي ولكنهم حصلوا على الهوية الصحفية المزيفة بمبلغ زهيد من دكاكين الصحافة لأغراض شخصية ومادية وربما لتضليل السلطات الأمنية .

إن بعض أصحاب المنظمات هم من المتهمين والملاحقين بتهم النصب والإحتيال ، وان الشخصيات الإعلامية القديرة تعرف جيدا تاريخ هؤلاء الذين وجدوا فرصة كبيرة في غفلة بعض كبار المسؤولين لممارسة نشاطهم في النصب والإحتيال ، حيث تلجا هذه المنظمات لوضع أسم كبار المسؤولين في بطاقات الدعوة لمهرجانات التكريم الوهمية ، حيث تقدم فيها دروع الدجل وشهادات تقدير لأشخاص يوصفون بالمبدعين وغالبيتهم من النصابين والطارئين والأغبياء الموهومين ، وللأسف يسقط في هذه المصيدة أيضا بعض المبدعين الكبار المعروفين في الوسط الإعلامي والثقافي ، وبهذا ينجح أصحاب هذه الإحتفالات الهزلية بكسب الشرعية من خلال رعاية كبار المتنفذين لفعالياتهم المشبوهة .

وللأسف الشديد تلعب بعض وسائل الإعلام الفضائية دورا كبيرا للترويج عن هذه المهرجانات الإستغفالية من خلال بعض الفضائيات الرخيصة ومن بعض المراسلين النفعيين ، حيث يساهمون في التغطية الإخبارية لهذه المهزلة البشرية ، حيث اندفع البعض منهم لوجود مسؤولين كبار في رعاية هذه الخطة الجهنمية ، كذلك تكريم شخصيات معروفة إنطلت عليهم اللعبة التي وضعها قادة الدجل في هذه المنظمات طعما لإصطياد المسؤولين والوسائل الإعلامية .

إننا نحذر من خطورة هذه المنظمات التي إستطاعت إن تخترق بعض الأوساط الحكومية والشعبية والبرلمانية والشخصيات الثقافية والإعلامية ، وبدأت أيضا تنطلق وتتحرك على الصعيد المحلي وتتحرك بأسم العراق وهو براء منها ومن سلوكياتها المشينة ، حيث تمارس هذه المنظمات عملية الإستجداء عبر واجهات الإعلام والثقافة وحرية المرأة وحقوق الإنسان ، والمطلوب إنشاء قواعد رصد ومعلومات تفصيلية عن هذه الشخصيات والمنظمات وملاحقتها قانونا ومهنيا وتحويلها إلى المحاكم بتهمة النصب والإحتيال وتشويه الممارسة الديمقراطية وخداع المسؤولين وتشويه سمعة المثقفين والإعلاميين ، فهل هناك من يقرأ ويتابع ويردع هذه الزمر المرتزقة التي تتاجر بالمهنة وتمارس الدجل بوضح النهار أمام مسمع ومرأى الحكومة والبرلمان .

شاهد أيضاً

(الاولاد تحت رحلة التكنلوجيا الحديثة)

نورا النعيمي التكنولوجيا الحديثة لها تأثير كبير على الأطفال، سواء كان ذلك إيجابياً أو سلبياً. …

error: Content is protected !!