حنان الشمري
انا لست بفنانه ولم ادخل يوما قط لادرس في اكاديمة الفنون الجميلة ولكن هناك جملة للأديب جبران خليل جبران وقد تعلقت باذهاني اعطني خبزا اعطيك فنا وهناك مقولة لفيلسوف الماني يقول فيه اعطني فنا وخبزا اعطيك شعبا مثقفا … دلالة على ان الفن هو دلالة حقيقية لواقع مجتمعي … واهم طابع يعكسه الفن لصورة مجتمعه هي الدراما … فالدراما هي التجسيد الحي لواقع ذاتي يجسده الممثلون على خشبة المسرح وامام كاميرات التلفزيون …
وهذا ما نراه يجتاح قنوات الاقمار الصناعية مم غزو رهيب لافكار خارجية تجاه مجتمعنا فالدراما التركية قد اقحمت نفسها دون استئذان داخل بيوتنا ومن بعدها الدراما السورية فالمصرية والخليجية لا بل حتى الهندية ومن قبلها المكسيكية … ولكن ما حل بالدراما العراقية.. مالذي الم بها مادهاها ماجرى لها … هل خلا المجتمع من الحكايا هل انتهت مشاكل الناس هل استوطنت رياح الموت اطياف مدننا …
هل من المعقول ان كتاب الدراما العراقية سلبت منهم اقلامه او تعطلت افكارهم فما عادوا يستنبطون ما يجري في مدننا واحياءنا وازقتنا ليسقطوها مشاهد معبرة على اوراق السناريو …يقولون الحاجة وليدة الاختراع ونحن في بلد الحاجة وفي زمن الحاجة فلماذا لم يستلهموا ادباءنا مداد احبارهم ليكشفوا خبايا ما نحن فيه … ليعلنوا باوراقهم عن معاناة شعب تكالبت عليه آفات القصع … اين كتابنا اين المخرجون اين الممثلين … انا ارى الشركات في بلدي كل شيء لديها مشاع فما بال شركات الانتاج التلفزيوني…
واقع حال المجتمعات بدراماتها كلها تتساقط امام مشاهدي تلفاز العراق الا اعمالهم الدرامية … اين مسلسل الدواسر… جرف الملح … النسر وعيون المدينة … ذئاب الليل … فتاة في العشرين … تحت موس الحلاق وغيرها من مئات الأعمال والتي كانت مرمى احتياجات العالم العربي لها وخصوصا دول الخليج .. مالذي حل بها .. إن كانت الشركات الخاصة قد عزفت عن الإهتمام بالدراما العراقية فما بال بشركات الاعلام العراقية …
احمل اهل الدراية بهذا الموضوع ان يتسارعوا لانجاد الموقف وتحفيز كل من الكتاب والفنانين على حد سواء بايجاد النصوص المعبرة لما نعيشه من واقع مؤلم فعلى حد علمي ان الإبداع هو ثمرة المعاناة ونحن في قمة المعاناة …
فلنشحذ الهمم ليس من اجل الفن والدراما فقط بل حتى عرض المشاكل وما يمر به البلد على شكل مسلسلات وتمثيليات تنتقد الحالات والسلبيات الموجودة لدينا وهم كثر … يا اهل الادب والفن شمروا سواعدكم و انجدوا الدراما فالأمر قد استفحل وبان خرابه