وجيه عباس
العراق توزّع بين الخنادق والفنادق،لكل مرحلة فرسانها وبوياتها ،حسب قاعدة ان الثوار يناضلون في الخنادق ليقطفوا ثمرة نضالهم في الفنادق،ويانايمين الكم الله،وكفانا الله شر النضال في الفنادق،الفندق خيمة او غيمة او دمعة غربة اوصرخة مجنون…او وطن…هل سمعتم في حياتكم ان وطنا يتحول الى فندق يدخله زناة الليل وشرطة الاداب والصكاكة والعلاسة والقفاصة والحيّالة؟
استغفر الله…من قال هذا ابن كلب ويجب تقديمه للعدالة المؤقتة لكي تشوي الرئاسات الثلاث والسلطات المئات البصل والطماطة على اذنيه…الوطن الان حديقة مثل سفينة نوح، فيها من كل زوجين اثنين…وطني وجهه مثل نيّته البيضاء، يذهب مع كل من أراد ممارسة النضال السريري معه تحت راية الجامعة العربية،”وبالسمه الغربان باعتنه وشرتنه ووزعتنه انصير جم وجبة اكل”، ونقول تهون يازوبع…الفنادق في سفينة نوح فندفان: فندق لمسؤول الصفحة وآخر لمشعول الصفحة،ولاننا اهل النفط والكاك عد زلماي فسوف نشيله وأعني الوطن وارجو ان لايلتفت ضابط التحقيق الى هذه الجزيئة فيعدها فعلا ماساً بشرف البلاد التي ادمنت الضحك على ذقون الشرفاء…وطني بردان والعالم يتدفأ على نفطه، ولأننا وطنيون حد التخمة
نتحمل غازات الرؤساء ونرضى بالسرطانات الموحدة ،من لم يكن مصابا بالسرطان او فقر الدم او الضغط فليس عراقيا، العراقي من يحمل امبولة الانسولين في جيبه للتقليل من حلاوة هذا الوطن الحلو مثل “هلهولة مرة إمعدّلة”، “ولك لا ولك لا له اعله بختك ماني سالوفة صرت بين الشفايف”، وماذا في ذلك أيها المواطن الشائك وانت تسكن غرفة فندق عراقية وكلما خرجت منها يجرّك بزييييييج أطول من شارع القناة.
سيداتي سادتي:كنتم مع فاصل اعلاني ممول من السفارة الأميركية التي تعمل على تحويل العراق الى فندق للاضباح وللكنه ليس سيء السمعة، ومن يقول غير هذا سيجد ايفانكا بنت ترامب تحمل البي كي سي لتقتله غسلا لعار ابيها الذي لم يستطع ترويض الجياد الاصيلة.،وأشارت وكالة ام علي رويترز الى ان الناقد السينمائي المبحوش في طيات ثياب الفندق وجد ان فيلم( The Shining)وهو فيلم رعب نفسي أمريكي انتج في عام1980، من إخراج ستانلي كوبريك ومقتبس من رواية الكاتب المشهور ستيفن كينغ.، يتولى جاك نيكلسون الذي مثل دور جاك تورانس وهو كاتب وظيفة حارس في فندق أوفرلوك الكائن في جبال كولورادو،ويتم إغلاق الفندق خلال فصل الشتاء، ويسكن تورانس وعائلته فيه ويكونوا النزلاء الوحيدين فيه ولمدة طويلة، وعندما تضرب عاصفة ثلجية فإنها تحبس عائلة توارنس في الفندق، يكتشف داني ابن جاك أن الفندق مسكون بالأشباح بفضل شفافيته التي لاتشبه شفافية سياسيينا الللهوبة وموهبته في التخاطر التي تقترب من خطورة العملية السياسية والفنية، وتستولي الأرواح على ذهن جاك وتدفعه تدريجياُ نحو الجنون، حيث يتقالب من روح مستر غرادي الحارس السابق الذي قتل زوجته وابنتيه وعندها تتطور الأمور لتخرج عن السيطرة!مما يؤدي الى حرق الفندق في النهاية،ويعد هذا الفيلم من أقوى أفلام الإثارة والغموض حيث يتناول ظاهرة الأماكن المسكونة بالأشباح والمس الشيطاني،فهل رأيتم وطنا مسكونا بالاشباح والارواح والرعب والحب والحرب مثل العراق؟
كل الرؤساء في العالم يملكون الفنادق او الأوطان، اتفق الحكام مع المعارضة ان يفعلوا مايريدوا، وللمعارضة ان تتكلم وتصرخ في سوق الصفافير فقط، لاادري ما العلاقة بين سوق الصفافير وبين العصافير التي أدمنت الصوت هناك حتى أصيب بالخرس…ارايتم عصافير تطير في ساحة معركة يتبادل فيها الحمير رمي الورود الحمراء على بعضهم البعض؟
لحامد ان يطلق على فندقه (فندق التعاسة)، صدام كان يملك قصر النهاية ولهذا اطلق جليل العطية على مذكرات تعذيبه في قصر النهاية اسم (فندق السعادة) لان الساكنين فقط من يملكون حق اطلاق الأسماء على وطنهم او فندقهم مثلما يحق للمعذبين ان يتباركوا بوجوه قتلتهم، الفندق مزرعة، والساكنون السجناء وحدهم من يحق لهم التكلم في حضرة الوحشة، كل الفنادق في العالم يحق لها الفرح الا في العراق، كيف لي ان اصدق ان فندقا يتحول الى قبر؟
ولماذا لايتحول أيها الجاهل؟
الاهرامات فندق عال للفراعنة، بينما فنادقنا تنام على سكانها في لحظة انفجار عبوة ناشفة من حزن حفرته النايات وثياب امهاتنا السود..ولحامد المالكي ان يقترح اسم فندقه الذي بناه في مخيلته بعد ان تعاقد مع حكومة الضيم العراقي على انشائه بثلاثين طابقا، واتوقع ان يُحال الى هيئة النزاهة لانه اخل بشروط العقد الحكومي وبنى طابقين فقط، ولم ينتبه المفتش العام النزيه ان حامد المالكي بني غرفة صغيرة على قمة خراب فندقه ليمارس تحريك دمى الأرواح باصابعه…واتيقن ان احد النواب سيهفّه ببيان ناري من منصة المركز الصحفي في البرلمان العراقي ويتهمه ان بناءه اضر ببناء العملية السياسية، وانه يريد إعادة العراق الى المربع الأول
اعيش واموت لاعرف اضلاع هذا المربع الأول الذي سجنوا العراقيين فيه،وكل مااخشاه ان يكون في النهاية دائرة مغلقة لااحبها، انا احب النهايات المفتوحة جدا!
كل سكنة الفندق ضحايا يحملون لعنة الوطن، وأول ضحية للفندق كان حامد المالكي، لكنه كان يتلذذ بكل شتيمة تُقال في حقه وكل سهم خرج من كنانة الجميع،جده كان يقول:الماعنده عدوان مابيه خير…واشهد ان الفندق فتح بابا كبيرة لمن تعود للدخول من الشبابيك.
حامد كان يمارس جلد الذات المجتمعي،كان يضرب الجميع بعصاه الغليظة ليعلن غضبه على هذه المقبرة التي يسمونها بلاد مابين الحبلين، اعني الحبل السري وحبل المشنقة ولا اعني امراة حبلى، كان هناك طقس عسكري يسمونه ب”ضربة عصا” في الايام الاخيرة من تخرّج أي دورة في الكلية العسكرية، يدخل الطالب الذي يريد ان يصبح ضابطا الى قاعة يتواجد فيها المدربون العسكريون،حين يقول الطالب :انا الطالب …حتى يتحول خلال دقائق وقبل ان ينطق حرفين من اسمه الى ابو خد مشمشة بسبب الصفعات والصوندات ليخرج من الباب الثاني وهو ضابط ايقاع يمشي على الوحدة ونص…
هكذا يسحل حامد ضحاياه من شارع الفندق الى الباب وياما ضحكت على كل الداخلين الى الفندق وهم يسيرون في الشارع نحو الفندق وأقول: راح يستلمهم ويشبعهم كفخات…كان اشبه بمن يعطي تذكرة لدخول عرض مجاني لموت عراقي اختاره حظه الاكشر ليقع بين أصابع حامد النرجسية، انه يتلذذ بألم ابطاله، هؤلاء جميعا تكلموا باسم الضحية حامد المالكي وحده، كان يعرض كل الحالات مثل جرّاح يفتح جروح احبته ليخيطها وفق قاعدة(تعلم الحجامه بروس اليتامى)، اختصر مسرحية العراق بمثقف حزين لموت حبيبة، وطش مجموعة أرواح مستلبة كانوا قتلة وكانوا ضحايا لفندق اكبر، انصف الراقصة ولم ينصف الطبال، الراقصة والطالب والهاربة من أهلها وتجار المخدرات وحتى المساجين في نوادي المساج،لأننا بلاد المِساجين:مساج الولادة ومساج الموت، وليس هناك من ضرر ان يتنعم حجي عبود بمساج لطَكطكَة عظامه في زمن الديمقراطية…
كيف يمكن لديمقراطية جاءتنا فوق صواريخ التوما هوك ان لاتجلب معها مراكز المِساج الوطني!! وفوق كل هذا وذاك يقفز أمامك حامد كالطفل وهو يقول لك::
-كول ماكو هيجي حجي ؟
انا انظر ماخلف النص، لستُ ممثلا لاندمج مع المشهد، ولامخرجا لاحدد زاوية المشهد، ولامصورا لاقنص انثناءة كون من الجمال لممثلة حسناء رسمنا حولها الاحلام…ومازال فيها عشرين سنة شغل…فني، لكني تقمصت دور مدير الاضاءة نكاية باصحاب المولدات، ولست اعني القابلات الماذونات،الفندق نص صارخ لايم…