حيدر حسين سويري
صورة نُشرت على مواقع التواصل الإجتماعي، لشرطي يأخذ الميزان(المعيار) من شاب يبيع الخضار من عربةٍ تقبع على رصيف أحد الشوارع؛ أثارت هذه الصورة شجون المشاهدين ومنهم أنا، فلو كان هذا الشرطي حقاً مطبقاً للقانون لذهب للحيتان، لا يأتي ويتشاطر على هذا الشاب المسكين.
نسمع بالفساد ونشاهدهُ ويعترف أصحابهُ من على شاشات الفضائيات بفسادهم وفساد أحزابهم، لكن يخرجون من القناة يضحكون ويركبون سياراتهم الفارهة التي لم يكونوا يحلموا يوماً بركوبها، ليتجولوا في شوارع البلاد بلا حساب او عتاب…
إنَّ هذه الصورة عبرت عن الوضع المزري، الذي يمر بهِ البلد وعن شكل الفساد وقساوته فقد بلغ السيل الزُبى، وما مجلس مكافحة الفساد إلا أُكذوبة لا مصداقية لها، فلقد أصبحنا لا نصدق ما نسمع وما نرى من أخبار ومنشورات هذا المجلس، لان الواقع يُكذب ذلك…
لقد حارب القرءان مسألة التطفيف في الميزان، ونطقت الكثير من أياتهُ حول هذا الموضوع وناقشتهُ، بل كان الميزان سبباً في هلاك أهل(مدين)، حيثُ نبههم نبيهم(شعيب) ولكن دون جدوى، حتى نزل عليهم العذاب، وكيف لا ينزل العذاب وقد قرن القراءان إسم الرحمان بالميزان؟ حيث تحدثت(سورة الرحمن) عن هذا الموضوع وركزت عليهِ(وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7) أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ (8) وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ (9)…..{سورة الرحمن})، ووالله إني أخاف أن يحل علينا غضب الله وينزل علينا عذاب أهل مدين، لأن تلك سنة الله(وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً)…
بقي شئ…
لقد أثارت شجوني الصورة، فطفقت أُنشدُ هذه الأبيات واكتبها:
أعدْ لهُ الميزان ليس بسارقٍ ….. هو طالبٌ للرزقِ لا تكُ مجحفا
أعد لهُ الميزان إنهُ بائعٌ ….. قد كال بالمعروفِ ليس مطففا
أعد لهُ الميزان ويلكَ ما لهُ ….. وأذهب إلى النهَّابِ إن كُنتَ منصفا
هل أنت شرطيُ الفسادِ أم لنا ….. قانونك المعمول فينا تلطفا؟
فالراتب المقبوض منك زكاتهُ ….. أن تنصف المظلوم فالحقُّ حُرّفا
إضرب فساد الفاسدين بقوةٍ ….. وأقبض عليهم لا نُريدُ تَزلُفا
حارب بسلطتك الطغاة ولا تخف ….. وأركب سبيلَ(عَليٍ) لا سبيلاً زخرفا