المرأة صمام للتعايش السلمي

يوكسل مصطفى كمال

موضوع السلام من المواضيع المهمة التي شغل الرأي العام منذ نشأة المجتمعات لما يحمله من معاني تعنى بالإنسان والديانات السماوية والقوانين والمواثيق والحضارات القديمة.
مفهوم السلم يعني السلم الخارجي والسلم الداخلي وهو التعايش السلمي بين افراد المجتمع عن طريق إشباع حاجته الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ولا يقتصر على عدم وجود الحرب فقط، فبناء السلام لا يتم إلا بوجود أرضية مناسبة لحل الخلافات والقضاء على مسببات الصراع لكن عملية السلام لا تتوقف عند صناعته فيستمر أيضاً الى بنائه وذلك بمعالجة أسباب الصراع، يصنف السلام الى سلام عالمي، سلام إقليمي وسلام محلي وكل صنف من هذه التصنيفات له آليات معينة لتحقيقه.
في الآونة الأخيرة كثرت الحروب والعنف والنزاعات المسلحة وجميع هذه المفاهيم تقود الى نتيجة مشتركة من الطائفية والكراهية والحقد والفوضى، حيث يدفع ثمنها أفراد المجتمع ويعكس ذلك بصورة سلبية على المجتمع والذي يؤدي في النهاية الى التخلف الفكري ويفقد الإنسان في نفس الوقت إنسانيته، فلا قيم إنسانية من دون إنسان ولا إنسان دون احترام حقوقه.
هنا نأتي الى الدور الكبير للمرأة في صناعة السلام فأن نادراً ما يتم الحديث عن دورها في بناء السلام لكن دورها يبرز واضحاً فيبدأ دورها من داخل أسرتها عن طريق زرع ثقافة السلام والقيم في أبنائها وأسرتها وبهذه الحالة ساهمت في صناعة السلام المجتمعي ومن ثم يكون الوطن في حالة سلام وامن وأمان.
بالرغم على تأثير الحروب على المرأة بشكل يختلف اختلافاً كبيراِ على تأثيرها على الرجل، علينا تسليط الضوء على دورها في السلم الاجتماعي وصناعة السلام فمثل ما ذكرنا السلام الذي يبدأ من البيت في كيفية تربيتها لأولادها على حب الوطن والتعايش السلمي والتسامح والإخوة والمناداة بالواجبات قبل الحقوق بالرغم لتوعيتها لأبنائها في تدعيم السلام، التعاون، نبذ العنف والتسامح، فيجب الاستفادة من المرأة باعتبارها عنصراً مهماً من عناصر المجتمع.
للمنظمات المجتمع المدني دور كبير في تأهيل وتدريب وتدعيم وإرشاد المرأة في صناعة السلام ونشر ونشر ثقافته حتى تتمكن من أداء دورها حيث شهدت الفترة الأخيرة تطوراً ملحوظاً في مناقشة قضايا المرأة وربطها بعدد من القضايا الأخرى كحقوق الإنسان والعنف وتحقيق السلام العالمي كون المرأة شريك أساسي في تدعيم قيم السلام في المجتمع.
وأخيراً السلام احترام الحياة، هو سلوك، هو اندماج الإنسان في مبادئ الحرية والعدالة والمشاداة، هو احترام الهوية الثقافية، هو الاهتمام.
(إذا كان الصراع سمة الحياة فالسلام هو يعطينا الحياة).

شاهد أيضاً

العراق وطن القلوب والحضارة

اللواء الدكتورسعد معن الموسوي أنا دائمًا ما أبتعد عن الحديث في السياسة وعراكها، لكن عندما …

error: Content is protected !!